بعد الاقتتال.. تقارير "كيدية" بين ميليشيات أسد في حماة ومخابراته تقوم بالواجب

بعد الاقتتال.. تقارير "كيدية" بين ميليشيات أسد في حماة ومخابراته تقوم بالواجب
بالاقتتال تارة و بـ (المكايدات) تارة أخرى، عاد صراع النفوذ بين ميليشيات أسد منقسمة الدعم بين الاحتلالين الروسي والإيراني لتطفو إلى السطح من جديد، ولكن بطريقة جديدة تحصل للمرة الأولى وتعيد للأذهان الطريقة المتبعة من قبل مخبري أسد وزبانيته في ثمانينيات القرن الماضي.

وفي ظل العقوبات الدولية التي بدأت تتصاعد وتيرتها مؤخراً، اشتد النزاع بين ميليشيات أسد المتناحرة في معظم المحافظات السورية، ولاسيما في كل من حلب ودمشق واللاذقية، حيث سعت تلك الميليشيات بكامل طاقتها للاستحواذ على مفاصل الحياة في المدن السورية، وهو ما خلف صراعات لا نهاية لها فيما بينها.

تقارير بالجملة

وحصلت "أورينت نت" مؤخراً على وثائق ومستندات، تكشف مدى الصراع الخفي الذي يدور بين الميليشيات، حيث تضمنت تلك الوثائق على تقارير مخابراتية، قدمها قادة وعناصر من ميليشيات أسد بحق آخرين، وتضمنت على معلومات خطيرة، من بينها الدور الخفي الذي لبعه قائد أحد الميليشيات في قصف مدينة "سلمية" بريف حماة الجنوبي، إضافة لامتلاك (ذاك القائد) أسلحة وصواريخ تم منحها لما وصفته التقارير بـ (العصابات الإرهابية)، وغيرها من التهم التي من الممكن أن تجلب عقوبة (الإعدام) على أقل تقدير.

وجاء في أحد التقارير المقدمة لفرع الاستخبارات العسكرية ما يلي: "عصابة الدفاع عن الوطن.. مرشحبكم لمجلس الشعب، وممثلين عنكم - محمد وردة قائد مركر الدفاع الوطني و عضو لجنة مركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الأمر الناهي لما يحدث في سلمية ولما حدث سابقا، هو المسؤول الأول عن التفجيرات التي حصلت في سلمية وعن الصورايخ اللي انهالت على مدينة سلمية بغاية الحصول على مساعدات الحماية المقدمة للمدينة و تم سرقة كافة المساعدات لض محتال يملك العديد من العقارات في سلمية ودمشق (فيلل وشقق سكنية و مزارع بمئات الملايين) جناها عن طريق الحواجز وبيع وتهريب المحروقات للمسلحين".

مخابرات أسد تقوم بالواجب

وبحسب مصادر خاصة لـ "أورينت نت" في حماة، فإن مخابرات أسد وبالتحديد أفرع المخابرات الجوية والأمن العسكري، شنت حملة اعتقالات كبيرة داخل مدينتي سلمية وحماة، واعتقلت قادات مجموعات وعناصر من الشبيحة والميليشيات، وتم إيداعهم في السجن العسكري داخل مطار حماة العسكري، وهو سجن تم إنشاؤه مع بداية الثورة السورية لمحاكمة (المنشقين) بشمل خاص".

وأضافت: "كان هناك بعض الأسماء ذائعة الصيت في صفوف قادة وعناصر الميليشيات الذين تم اعتقالهم من بينهم (سامر أبو الرز) أو المعروف باسم (شيخ الوادي)، وهو أحد أبرز قادة ميليشيا (نسور الزوبعة سابقاً)، وأحد أبرز بلطجية (الدفاع الوطني لاحقاً)، وأسرف على عمليات قطع الطريق الواصل بين حماة وحلب عند عقدة خناصر وفرض أتاوات على السيارات القادمة من المناطق الخارجة عن سيطرة أسد وميليشياته".

كما كان من بين المعتقلين أيضاً (لؤي تتان) وهو أحد قادة ميليشيا (صقور الصحراء سابقاً) وبلطجي في (الدفاع الوطني لاحقاً)، إضافة للعديد من العناصر والقادة الآخرين في ميليشيات (الفيلق الخامس سابقاً) و (السوتور) التي كانت عاملة في مدينة القريتين بريف حمص، وميليشيا العشائر التي كانت عاملة في بادية الحماد.

وذكرت المصادر أن جميع من تم اعتقالهم في حماة وريفها كانوا يعملون في ميليشيات مدعومة من إيران، وهو ما يبرز من جديد مدى الصراع الإيراني - الروسي الخفي، والذي تقوده كل من موسكو وطهران عن طريق الوكالة في سورية، عبر الميليشيات المدعومة من كلا الطرفين.

وسبق أن تعهدت موسكو لميليشياتها وعبر عدد من ضباطها، بالإطاحة بالميليشيات الإيرانية من عدة محافظات سورية بشكل نهائي، إلا أن تنفيذ التعهد تم تأجيله بعد بدء معارك إدلب ولجوء روسيا وإيران لعقد تهدئة شاملة، حيث فرض الروس والإيرانيون التهدئة بدون شروط مسبقة بحيث ستستمر جميع الأطراف بالسيطرة على ما تسيطر عليه حالياً لحين الانتهاء من ملف إدلب، وهو ما فسره مراقبون بأن روسيا بدأت بتنفيذ تعهداتها لتلك الميليشيات عبر تقويض نفوذ الإيرانيين والتخلص منهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات