فالاتفاقاتُ العسكرية التي تمَ تصديقُها لا تعدو كونُها تقرُ الأمرَ الواقعَ على الأراضي السورية، فالميليشياتُ الإيرانية تسرحُ وتمرحُ في كلِ المدن ِوالمحافظاتِ السورية، ومعسكراتُها ومخازنُ أسلحتِها أكثرُ من أن تُحصى، ولكنَ زيارةَ رئيسِ الأركانِ الإيراني محمد باقري تأتي بُعيدَ قانونِ قيصر الذي فرضتهُ الإدارةُ الأمريكية على نظامِ أسد، وبعد الغاراتِ الإسرائيلية الضخمةِ والواسعةِ التي شهدتها الفترةُ الماضية، ما يشيرُ إلى نيةِ إيرانية للتصعيدِ والتهديد، وهذا ما يتضحُ من خلال ِتأكيدِهم أي الإيرانيين على تزويدِ النظام بمنظومةِ دفاع ٍجوية متطورة، والكلُ يعرفُ أنَ الغاراتِ الإسرائيلية لا تستهدفُ ميليشياتِ أسد وإنما تستهدفُ ميليشياتِ إيران
الرسائلُ الإيرانية لم تقتصر على إسرائيل والولاياتِ المتحدة، وإنما وُجهت أيضاً رسائلُها باتجاهِ تركيا، ومفادُها أنَ مهمتَها بالقضاءِ على ما أسمتْها بالجماعاتِ الإرهابية قد باءت بالفشل، وأنَ أيَ طريق ٍلحمايةِ أراضيها لن يتمَ إلا عبرَ نظامِ أسد..
لماذا توقّعُ إيران اتفاقية ً عسكرية ً وأمنية مع نظام ِأسد بهذا التوقيت؟ هل تريدُ أن تستمرَ بسياستِها العدوانية إلى النهاية؟ وما هي فائدةُ هذه الاتفاقاتِ العسكرية ألم تكن ميليشياتُ إيران تسرحُ وتمرحُ طيلةَ عشرِ سنواتٍ على الأراضي السورية؟ هل سيفهمُ مَن يحاولون تلميعَ النظام ِبحجةِ منعِه من الارتماءِ في الحضنِ الإيراني أنَ النظامَ لن يتخلى أو ينفكَ من الحلفِ مع الإيرانيين؟ وما هو موقفُ إسرائيل من هذا الاتفاق؟ هل ستعتبرُه حبراً على ورق وستتعاملُ مع مظاهرِ الوجودِ الإيراني بطريقتِها الخاصة؟
الضيوف:
عبد الرحمن عبارة – باحث سياسي – عمان
العميد عبد الهادي ساري – محلل عسكري و استراتيجي – عمان
تقديم:
أحلام طبرة
التعليقات (0)