ضابط حوّل حياتها لجحيم.. "الحسناء الحمصية" تكشف تفاصيل تغييبها في سجون أسد

ضابط حوّل حياتها لجحيم.. "الحسناء الحمصية" تكشف تفاصيل تغييبها في سجون أسد
حازت الفنانة السورية صباح السالم على تعاطف سوري وعربي، بعدما كشفت عن تفاصيل تغييبها في سجون أسد ونظامه لأكثر من 12 عاماً، على يد ضابط في ميليشيا أسد وفاسدين آخرين.

في قصة خبرية مطولة على موقع صحيفة "إندبندت عربية" كشفت الفنانة السورية معاناة سنوات طويلة قضتها في مقصورة النساء بسجن دمشق المركزي، طاويةً أجمل سنيّ حياتها وراء الجدران، بعد مسيرة حافلة كانت الممثلة السورية قد بدأتها مع كبار مخرجي السينما والتلفزيون في بلادها.

الفنانة السورية ونجمة العديد من مسلسلات ثمانينيات القرن الماضي، تعرضت للتحرش على يد مخرج استدرجها إلى قبو بحجة أداء تجربة أداء، إلا أن هذه القصة لم تكن بحجم تلك التي قضت على ربيع حياتها، والتي بدأت عندما حصلت على وظيفة مخبرية في معمل شركة سورية للأدوية، خصوصاً أنها خريجة كلية الصيدلة بجامعة دمشق عام 1973.

استطاعت السالم مع رفاق لها الاستغناء عن خدمات الخبير السويسري المنتدب للإشراف على  المعمل، منادية بالاعتماد على الخبرات الوطنية، فطوّرت أنواعاً من حليب الأطفال مستغنية عن تراخيص شركة "نسلة". هذا النجاح جعل العيون مفتوحة عليها، لاسيما أن صباح شرعت تكتشف عقوداً وهمية في الشركة المذكورة أماطت عبرها اللثام عن صفقات مشبوهة وفاسدة في مجلس إدارة الشركة التي تعتبر من كبريات شركات الأدوية السورية، ولم يتأخر العقاب هذه المرة.

تسرد السالم وتقول: "اصطدمت مراراً مع شخصيات نافذة في الشركة، وفُتِحت ملفات عن الفساد في جريدة "الثورة" السورية آنذاك، مما أجج الحقد عليّ، ودفع أحد المديرين إلى وضع الهيروئين لي في فناجين القهوة عبر عملاء له، وهذه المادة لا طعم ولا رائحة لها، ويمكن أن توضع في أي شراب ولا يكتشفها المرء. ومع الأيام ساءت حالتي، ولم أعد أشعر بالراحة إلا بتناول المزيد من هذا المخدر. وهنا ظهر من يقايضني بتوفير الهيروئين لي مقابل المال أو السكوت عما يجري في المعمل، ورويداً رويداً صرتُ أستسيغ ذلك الخدر وهذا المفعول السحري المميت لهذه المادة". 

عاشت السالم تجربة لا تحسد عليها في الإدمان على المخدرات، جعلتها تتراجع صحياً عاماً بعد عام، لتوضع بعد ذلك في لعبة رهان مرعبة، حين طالبها أحد ضباط مكافحة المخدرات بأن يقيم معها علاقة حميمة مقابل عدم إلقاء القبض عليها، تشرح السالم: " كان الضابط (أ.ف) مُصرّاً على سلبي كرامتي، وعندما لم أُذعن له، ولم أمتثل لرغباته الشهوانية الدنيئة، لجأ إلى تلفيق تهم عديدة لي، منها تصنيع المخدرات والاتجار بها، ومع أنني لم أكن أقوم بذلك إلا لتأمين الكمية الشخصية لي، إلا أن هذه التُهم كانت كفيلة بوضعي في السجن لأكثر من اثني عشراً عاماً امتدت على ثلاث فترات، وآخرها كان الحكم عليّ بالإعدام، والذي تم تخفيفه بعد ذلك بمرسوم رئاسي، لتصبح عقوبة السجن مدة خمسة عشر عاماً، وتخفيفها بعد ذلك بالسجن مدة ثماني سنوات".

قضت الحسناء الحمصية سنواتها الطويلة في السجن، من دون أن تتلقى دعماً يذكر من نقابة الفنانين أو الصيادلة، أو حتى من زملائها الممثلين الذين ظن الكثير منهم بأنها ماتت منذ زمن بعيد، وكانت السالم أدت أدواراً مركّبة وجريئة من دون أن تتخلى عن طبيعتها الشرقية، فكانت نجمة فيلم "نجوم النهار"- 1988 تحت إدارة المخرج أسامة محمد، وأُسندت إليها أدوار لافتة في مسلسلات مثل: "طقوس الحب والكراهية"-1995، و"سكان الريح"- 1992، و"أصايل"- 1990، و"أوراق امرأة" – 1990، و"وجوه وأقنعة"- 1989، وتوهجت فيها كلها كممثلة من طراز خاص، وقدرة على امتلاك أدوات مختلفة في عكس عالم داخلي كثيف للشخصية، ساندها في ذلك ثقافتها العالية، وحساسيتها المغايرة في المزج بين الأداء العفوي، والتكنيك الهادئ الخالي من المبالغات والتكلف في النبرة واللعب مع الممثل الشريك أمام الكاميرا.

تعيش السالم اليوم أصعب فترات حياتها، بعد تدهور وضعها الصحي، وفصلها من نقابة الفنانين لعدم دفعها الاشتراك السنوي منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك كما بات معروفاً بسبب المدة التي قضتها في السجن، لكنها تأمل في أن تجد لها عملاً في الفن بعد هذا الانقطاع الاضطراري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات