خلال الأعوام الستة عشر الماضیة کان الإیرانیون فی خارج إیران ومعهم أبناء جلدتهم داخل البلاد على وعد مع نهایات شهر حزیران وبدایات شهر تموز ومعهم مئات من الشخصیات السیاسیة فی مختلف دول العالم للمشارکة فی هذا المؤتمر السنوي العام الذی أقیم منذ عام 2004 فی فرنسا، ما عدا الأخیر منه خلال العام الماضي الذی عقد فی معقل مجاهدي خلق – أشرف الثالث- بألبانیا.
هذا الحدث کان ولا یزال أکبر حدث سیاسي للمعارضة الإیرانیة علی مدار السنة وله أکبر وقع على نظام الملالي؛ لأن هذا الحدث یعتبر مظهراْ حقیقیاً للبدیل الدیمقراطي الذی یعرض صورة إیران المستقبل بترکیبته الإنسانیة وبطروحاته السیاسیة وبوجود تأیید عالمي له. فلیس من المستبعد أن یستخدم النظام کل عام علاقاته الدبلوماسیة خاصة مع فرنسا لوصول جواد ظریف قبل الأحدات بأیام إلی باریس والالتجاء إلى الحکومة الفرنسیة لمنع إقامة المؤتمر. لکنهم لم یجدوا آذانا صاغیة فی هذا المجال فتوسّلوا إلی آخر دواء في جعبتهم وهو الإرهاب؛ فأرسل النظام فی العام 2018 أحد کبار دبلوماسییه یحمل معه قنبلة لوضعها فی المؤتمر وقتل المشارکین الأبریاء، حتي یتخلص من مثل هذا المنعطف السنوي ضده. هذه المحاولة الدنیئة أیضاٌ فشلت وحاق المکر السيء بأهله حیث الدبلوماسي وثلاثة آخرون من المشارکین فی تنفیذ هذه المؤامرة قابعون فی السجن في بلجیکا منذ أکثر من عامین.
هذا العام کنا أمام حالة نقیض: فمن جهة الظروف داخل إیران تبشّر بالتغییر أکثر من أي وقت آخر. لأن النظام أثبت خلال أزمة کورونا أن وضع أبناء الشعب الإیراني لا یمهّه، بل بالعکس یعمل النظام بکل طاقته لیجعل من هذا الوباٰء محرقة ومجزرة کبیرة لهم حتی یتوغل أبناء الشعب فی الیأس وفی محنهم ومعاناتهم وفقرهم. وبسبب تصرفات النظام فی هذا المجال تراکمت الأحقاد والغضب فی المجتمع الإیراني مئة مرّة أکثر عما کان. فالحالة مستعدّة للوثبة والتقدم نحو الهدف في إسقاط النظام. کما أن الظروف الإقلیمیة والدولیة أیضاٌ جاهزة للتعامل مع هذا التطور الکبیر. من جهة أخری هذه الحالة المرضیّة العالمیّة الخطرة جدّاْ تحول دون ذلك. فوجدنا الحلّ فی التطویر والتأقلم مع الحالة من خلال اللجوء إلی أحدث التقنیات الموجودة فی العالم واستخدام الإمکانیات التی توفّرها شبکات الإنترنت فی هذا المجال. فسیشارک الإیرانیون ومؤیدوهم من آلاف المواقع الشخصیّة والمنازل وکذلک التجمعات الممکنة فی کل بلد ومدینة فی یوم 17 من هذا الشهر. ولاشک أن العملیّة صعبة ومعقّدة، لکننا جرّبناها عدة مرّات خلال الأشهر والأسابیع الأخیرة.
مؤتمر هذا العام یحمل عنوان «المؤتمر العالمي من أجل إیران حرة» ویأتی بشکل خاص لتأیید انتفاضة الشعب الإیراني ولدعم معاقل الانتفاضة داخل إیران نواة جیش التحریر. وسیحضره عبر الإنترنت مئات من الشخصیات السیاسیة من عشرات الدول العربیة والإسلامیة ومن الدول الأوربیة والأمریکیّة وغیرها في خمس قارات العالم.
ویهدف المؤتمر إلی نقل رسالة الشعب الإیرانی والمقاومة الإیرانیة إلی آذان العالم بأن الشعب الإیراني وشعوب المنطقة قد ملّوا من تصرفات نظام الملالي ویبحثون عن طریق التخلص منه. والجدید هو أن هذا الطریق تعمل من أجل فتحه معاقل الانتفاضة التي أشار إلیها مسعود رجوي زعیم المقاومة الإیرانیة بقوله: «استراتیجیة جیش التحریر تم اختبارها فی معاقل الانتفاضة وفی المدن والبلدات المنتفضة»
کما أن البدیل جاهز من خلال البرامج والخطوط العریضة التی قدّمها المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة والتی جاءت خلاصتها فی الموادّ العشرة التي عرضتها السیدة مریم رجوي وحظیت بتأیید الشعب الإیراني وتأیید نواب البرلمانات فی عشرات من دول العالم وأخیراً جاء قرار أغلبیة أعضاء الکونغرس الأمریکي لإکمال اصطفاف نواب الشعوب فی تأیید البدیل الدیمقراطي للنظام.
توقیت المؤتمر
التعليقات (0)