صراع الحلفاء المحتلين.. سعي إيراني لاستنساخ التجربة العراقية في سوريا عبر برلمان أسد

صراع الحلفاء المحتلين.. سعي إيراني لاستنساخ التجربة العراقية في سوريا عبر برلمان أسد
في ظل استمرار انهيار الوضع الاقتصادي والصحي والمعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام أسد، أجرى الأخير في 19 من تموز الجاري انتخابات شكلية لما يسمى مجلس الشعب، وترافق ذلك مع حضور إيراني لافت فيها عبر المرشحين من رجال الأعمال و كبار أثرياء الحرب و قادة المليشيات المرتبطين بعلاقات قوية مع الاحتلال الإيراني.

وأكدت عدة مصادر إعلامية محلية وجود عشرات الشخصيات على قوائم المرشحين المستقلين ممن لهم دور بارز في قيادة المليشيات الموالية لإيران، و لاسيما في حلب و دير الزور و غيرها من المحافظات السورية، وهو ما اعتبره الكثير من المحللين تعبيرا عن مدى الاختراق الإيراني الواضح لهذه الانتخابات عبر رجالاتها وقادة ميليشياتها المقربين.

استنساخ التجربة العراقية

و ضمن هذا السياق أكد الصحفي والمحاضر الإعلامي في جامعة النهضة حسن أسعد  لأورينت نت أن الاحتلال الإيراني ومنذ بداية  تدخله لدعم عصابات نظام أسد ضد السوريين، عمل على تحويل سوريا إلى دولة فاشلة بكل المقاييس، كما فعلت بجارتها العراق عبر تحكمها بكل مفاصله من خلال رجالاتها و ميليشياتها، و لا سيما من خلال سطوتها و نفوذها  في البرلمان العراقي، وذلك لتحقيق مخططاتها في المنطقة.

ويتابع أسعد بالقول إن إيران مستمرة بتنفيذ مخططاتها في سوريا فبعد أن نفذت بالتعاون مع مليشيات أسد عمليات تغيير ديموغرافي واسعة، و خاصة في دمشق ومحيطها ، ثم فرضت ثقافة التشيّع في العديد من مؤسسات المجتمع المدني هاهي الآن تحاول إحكام قبضتها على كل مفاصل الدولة من خلال وضع يدها على برلمان النظام عبر رجالاتها و قادة ميليشياتها المقربين.

إيران وروسيا 

ولكن كان من اللافت انسحاب "محمد حشمو"  رجل إيران الأبرز من هذه الانتخابات، وأثار ذلك الكثير من التساؤلات، فيما اعتبره الكثيرون أنه يندرج ضمن إطار الصراع على النفوذ بين الاحتلالين الروسي والإيراني، وعزز ذلك سقوط "فارس الشهابي" الشخصية الاقتصادية المقربة  من رامي مخلوف ، عقب بعض النتائج الأولية، حيث علق الشهابي غاضبا على صفحته الشخصية على الفيسبوك بالقول:  " الرسالة كانت واضحة .. إما الطاعة العمياء لمنظومة الفساد أو الإقصاء و العقاب" كما و توالت تصريحات عدة مرشحين تم إسقاطهم في هذه التمثيلية الانتخابية، والتي شابها الكثير من التزوير و "الشلف" حسب وصف "بروين حسن"أحد المرشحين الخاسرين.

ورغم ذلك فقد كان حضور الاحتلال الروسي ضعيفا في هذه الانتخابات، و التي وصفتها  وسائل إعلامه بأنها هزلية في ظل المأساة الراهنة التي يعيشها السوريون مشيرة إلى أنها لا تلبي طموحاتهم، و لا حتى رغبات المجتمع الدولي بالقرار 2254 الذي ينص على إجراء تغييرات جذرية في نظام الحكم، بينما في المقابل دفعت إيران بعشرات الشخصيات المقربة منها للمشاركة، ولذلك عبرت من خلال الناطق باسم خارجيتها "عباس موسوي" عن ارتياحها لإجراء تلك الانتخابات في ظل هذه الظروف الصعبة .

وبدوره أوضح الباحث و المحاضر الاقتصادي أحمد عمر  لأورينت نت أن إيران تهدف من خلال حضورها القوي إلى مكافأة قادة مليشياتها ورجالات الاقتصاد والاستثمار المقربين منها، و لتسطو من خلالهم على قرارات وتشريعات برلمان أسد تحسبا لأي تغيير سياسي في المستقبل القريب، ولتحافظ على مصالحها الاقتصادية و الاستثمارية و اتفاقياتها وامتيازاتها طويلة الأمد، والتي حصلت عليها كمكافأة لدعمها نظام أسد في قتل و تشريد و تهجير ملايين السوريين عبر ميليشياتها متعددة الجنسيات.

يشار إلى أن هذه الانتخابات أجريت بالرغم من خروح مساحات واسعة من الأراضي السورية عن سيطرة النظام، ناهيك عن عدم مشاركة ما يقرب من نصف الشعب السوري نتيجة نزوحه داخليا أو تهجيره خارجيا هربا من الموت ببراميل و صواريخ نظام أسد و مليشياته .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات