البقاء لمن يدفع!.. أرقام وشهادات حيّة تحكي قصة "كارثة كورونا" في مناطق أسد

البقاء لمن يدفع!.. أرقام وشهادات حيّة تحكي قصة "كارثة كورونا" في مناطق أسد
تشهد مناطق سيطرة نظام أسد ولاسيما دمشق وريفها وحلب تصاعدا كبيرا في أعداد الوفيات اليومية عما هو معتاد عليه، وهو ما فسره الكثير من المراقبين بأنه دليل واضح على الانتشار الكبير لفيروس كورونا، متهمين النظام بتعمده التكتم على الأعداد الحقيقية للإصابات والوفيات الناتجة عن هذه الجائحة لتحقيق مصالحه على حساب أرواح السوريين .

محاصرون بالكورونا

وبات الناس يعيشون كرهائن محاصرين بين الجوع و الكورونا، وتحولت مناطق مليشيات أسد إلى مايشبه البيئة المثالية لانتشار المرض، فطوابير الخبز والغاز والمواد التموينية وعلب السجائر والمواصلات وحتى المشافي والصيدليات لا تكاد تنتهي، وسط غياب أي إجراءات وقائية، وتجاهل كبير من قبل النظام الذي يتاجر بأرواح المعدمين ليبيعهم  سريرا في غرفة عناية مشددة أو حتى جرة أوكسجين تعطيهم بعض الحياة.

و في السياق أكدت الممرضة رهف (اسم مستعار) لأورينت والمناوبة في مشفى المجتهد في دمشق، إضافة لمناوبتها في مشفى تخصصي أيضا،  أن المشافي العامة والخاصة تعاني منذ قرابة شهرين من فوضى كبيرة، فالغرف ممتلئة بالمرضى، والكوادر الطبية منهكة وعاجزة عن تقديم أي شيء، وسط نقص كبير في التجهيزات الطبية وعدد الأطباء، والذين يحاول أغلبهم البقاء في غرفته خوفا على نفسه من العدوى بعد وفاة وإصابة عدد منهم، بينما يقع عبء كل العمل على الممرضين"المغلوبين على أمرهم".

ادفع بتعيش

وتضيف  الممرضة أن المشافي لا تقبل كل المراجعين، إنما تلعب الواسطة دورا كبيرا، ولا سيما أن هناك نقصا في عدد أجهزة التنفس يعني " اللي واسطتو قوية واللي بدفع أكثر هو اللي بيعيش، وغير هيك مستحيل " وتستطرد بالقول : "حاليا في فرق كبير في عدد الوفيات اللي عم تتخرج من المشافي عما كان قبل شهرين" ويأتي كلام الممرضة بناء على مشاهداتها في مشفى المجتهد و المشفى التخصصي الذي تناوب فيه ليلا، وبناء عما تسمعه من زميلاتها في باقي مشافي العاصمة  وتزيد أن وفيات أطفال الحواضن حديثي الولادة قد ارتفعت أيضا بشكل غريب مرجعة السبب إلى انتقال عدوى كورونا إلى غرف الحواضن عبر الكوادر التمريضية التي تتنقل بين كل الغرف و المرضى.

كورونا بالأرقام

الطبيب إسحق محمد عوض و المختص في الأمراض المعدية و الموظف السابق في مديرية صحة دمشق أكد لأورينت: أن الانتشار الكبير لفيروس كورونا في مناطق نظام أسد لا يحتاج إلى الكثير من الإثباتات، ولا سيما مع الأخبار المؤكدة عن إصابة ووفاة العشرات من الشخصيات المعروفة على المستوى الفني والطبي والرياضي والديني والإعلامي، ويردف بالقول : أما من ناحية الأرقام فوفيات محافظة دمشق المعلنة عبر النعوات على صفحات التواصل(مثل صفحة وفيات دمشق) ناهيك عن الأرقام التي أعلنتها المحافظة بناء على إحصاءات مكتب دفن الموتى، فهي تعطي مؤشرا واضحا عن مدى انتشار الكورونا في دمشق وريفها.

ويضرب الطبيب إسحاق مثالا على ذلك بالقول: "إنه من المعروف أن متوسط وفيات محافظة دمشق خلال السنة السابقة، في مثل هذه الأوقات لم تتجاوز 30-40  وفاة يوميا بينما الأرقام المعلنة حاليا تشير إلى 104 وفيات يوميا للأسبوع المنصرم أي أكثر ب 64 وفاة عن الحد الطبيعي، وهو ما يشير إلى تأثير كورونا بشكل واضح.

وفيما يلي الجدول الذي نشرته محافظة دمشق عن أعداد الوفيات اليومي، خلال أسبوع:

25/7/2020، 78 حالة وفاة.

26/7/2020، 88 حالة وفاة.

27/7/2020، 87 حالة وفاة.

28/7/2020، 108حالة وفاة.

29/7/2020، 133حالة وفاة.

30/7/2020، 127حالة وفاة.

و الجدير بالذكر أن نظام أسد يحاول ابتزاز المجتمع الدولي بإلقاء اللوم عليه بالانتشار الكبير للفيروس من أجل كسر العقوبات المفروضة ضده ولتحقيق مصالحه على حساب السوريين الذين قتلهم بكل أنواع الأسلحة و اليوم يتابع قتلهم عبر تجاهله لمعاناتهم من فيروس كورونا، وفق ما عبر المحلل الاقتصادي يونس الكريم لأورينت نت.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات