كيف استغلت روسيا شركات أمنية محلية لتجنيد سوريين لصالحها؟

كيف استغلت روسيا شركات أمنية محلية لتجنيد سوريين لصالحها؟
استغلت روسيا كل السبل التي تضمن انتشارها في الشرق الأوسط بما فيها الملف السوري؛ فقامت مؤخراً بحض الشركات الأمنية الخاصة التي دعمتها مسبقاً، على افتتاح مكاتب تابعة لها في مناطق جديدة، بغية تجنيد عدد أكبر من الشباب السوري للقتال لصالحها.

وأبرز هذه الشركات "السند" و "القلعة" حيث بدأت بافتتاح أفرع لها في قرى وبلدات ريف حمص الشمالي، وتركزت هذه المكاتب في مدينة تلبيسة على وجه الخصوص.

كان الهدف من إنشاء شركة السند و مركزها مدينة دمشق، التي يمتلكها رجُلَي الأعمال "أحمد خليل" و "ناصر ديب"، حماية المنشآت والمعامل ومرافقة القوافل ونقل الأموال من اعتراضها من قبل ميليشيا أسد الطائفية، لتصبح الشركة تحت وصاية روسيا بعد تعيين العميد المقرب من القوات الروسية رسلان إسبر مديرا لها.

عمد إسبر إلى إقناع الشباب الانضمام إلى شركته عبر منحهم رواتب عالية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وقلة فرص العمل. ويقول فراس أحد العاملين في الشركة من أبناء مدينة الرستن لـ "أورينت نت": بالتزامن مع افتتاح شركة السند مكتب لها في المدينة فقدت عملي، وسوء الأوضاع في المنطقة لا يخفى على أحد، قررت العمل مع الشركة بعدما أخبرني صديق لي أنها تعطي راتبا يعادل 200 دولار شهرياً، وما يزيد عن ألف دولار لمن يرغب بالذهاب إلى ليبيا".

ويتابع فراس: "خضعت لدورة تدريبية مدتها شهر كامل وبعدها فرزت لحراسة شركة خاصة في مدينة حمص، أعمل خمسة أيام في الأسبوع بمناوبات مختلفة فتارة أذهب للعمل صباحاً وأخرى مساءً".

من جانبه يقول حازم: "أعمل مع شركة السند منذ ما يقارب العام، يقتصر عملي على مرافقة رجل أعمال طلب من الشركة مرافقا يبقى معه دائماً، لتخصص الشركة شاباً آخر معي نتناوب على مرافقته، وأتقاضى مقابل ذلك راتباً يعادل مئتي دولار شهرياً".

يشير حازم إلى أن: "إدارة الشركة عرضت على من يرغب من موظفيها الذهاب إلى ليبيا لحراسة منشآت هناك وقررت منح من يرغب بالذهاب راتباً يزيد عن الألف دولار إضافة إلى ميزات أخرى، لنتفاجأ بعدها أن من ذهب إلى هناك لم يكن لحراسة المعامل بل للقتال".

ويضيف: "أعرف ما لا يقل عن 10 أشخاص من أبناء قريتي ذهبوا للقتال في ليبيا، ووصلنا نبأ مقتل بعضهم هناك، لا أعرف إن كان بإمكاني لومهم أو لوم نفسي، لأنه كما يقال الجوع كافر، ولدينا عوائل علينا إعالتها".

أما شركة القلعة التي تعود ملكيتها إلى "أحمد علي طاهر" و "أسامة حسن رمضان"، بدأت عملها مطلع عام 2013 في مرافقة الزوار الشيعة إلى دمشق، لينتقل بعدها إلى حماية الشركات والمؤسسات الخاصة، وينتهي بإرسال مقاتلين إلى ليبيا بالتعاون مع القوات الروسية.

وأوضح أحمد موظف في شركة القلعة لـ "أورينت نت": افتتحت شركة القلعة مكتبا لها في بلدتنا، وانتسب لها العديد من أبناء البلدة، بعد نشر الشركة إعلانات توظيف في الشوارع، وأخبرني أصدقائي أن الرواتب مغرية، فقررت العمل معهم".

وأردف: "عرضت الشركة على كل منتسب جديد الذهاب إلى ليبيا للعمل هناك برواتب عالية تتراوح بين 800 – 1200 دولار، ووافق الكثير ممن أعرفهم على الذهاب، أما أنا فبدأت العمل بحراسة معمل تم فرزي إليه."

يذكر أن وزارة الداخلية نظام أسد أصدرت منتصف 2013 القرار رقم 55 سمحت من خلاله بترخيص الشركات الأمنية بعد التعميم بوقف منح التراخيص عام 2011.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات