محللون: هكذا ستدفع الاتفاقية الأمريكية الأخيرة مع ميليشيا قسد تركيا لتعزيز وجودها بسوريا

محللون: هكذا ستدفع الاتفاقية الأمريكية الأخيرة مع ميليشيا قسد تركيا لتعزيز وجودها بسوريا
مازالت الاتفاقية التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية مع ميليشيا قسد بشأن استخراج النفط السوري مثار جدل لدى الكتاب والإعلاميين الأتراك، حيث ذهب الكثيرون إلى أنّ هذه الاتفاقية جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأنّ الهدف منها تحقيق مورد مالي للميليشيا بهدف التخفيف من العبء الاقتصادي الذي تتحمله أمريكا فيما يخص الدعم الذي تقدمه للتنظيم في سوريا.

من المستفيد الأول من استخراج النفط السوري؟ وكيف يجب أن يكون موقف تركيا حيال هذه الاتفاقية؟

ذهب الخبير والمحلل الاستراتيجي الأستاذ الدكتور "أردوغان قره قوش" في مقابلة تلفزيونية على قناة سي إن إن التركية، إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية -عقب الخسائر التي لحقت بالتنظيم الإرهابي بي كي كي في تركيا- سحبت التنظيم باتجاه سوريا، عاملة من أجل ذلك على اختيار منطقة شرق سوريا موقعا له، وأنّه ليس أمام تركيا سوى مواصلة مواجهة ميليشيا قسد.

ويضيف قره قوش: "محاولات أمريكا لتنفيذ مشروع شرق أوسط كبير ليست جديدة، وإنما هي مشروع قائم منذ القدم، وهذا المشروع لن ينتهي أبدا، ولذلك ليس أمام تركيا سوى الاستمرار بمواجهة ومقاومة هذه المحاولات التي تضمر في جوهرها رغبة بإنشاء دولة كردية بالقرب من الحدود التركية.

ويرى المحلل السياسي "راضي جانيكلك" في المقابلة التلفزيونية نفسها، بأنّ  ميليشيا قسد هي المستفيد الأول من هذه الاتفاقية، وأنّ التصريحات الأمريكية فيما يخص السيطرة على آبار النفط في سوريا جاءت تمهيدا لهذه الاتفاقية، وكذلك تبريرا لاستمرارية تواجد قواتها في سوريا.

الاتفاقية تتعارض مع العقوبات والقرارات الأمريكية!

وذهب جانيكلك إلى أنّ العقوبات التي فرضتها أمريكا مؤخرا تنص على عدم إمكانية أية شركة أمريكية أو شركة تتعاون مع أمريكا على بيع أو شراء النفط السوري، وأنّ أمريكا ستشهد في المرحلة المقبلة اجتماعات مكثفة لبحث هذه العقبة.

ويقول جانيكلك: "هناك عقوبات أمريكية، إذ يحق لشركة سورية أن تبيع النفط السوري، أما أن تقوم بذلك شركة أمريكية فهذا ممنوع وفقا للعقوبات التي أدرجتها أمريكا، ولذلك يجب بداية تجاوز هذه العقوبات، وإيجاد حل لها".

لمن سيتم بيع البترول المستخرج؟

لفت جانيكلك إلى أنّ البترول المستخرج قد يتم بيعه لنظام أسد نفسه، أو قد يتم بيعه للسوق الدولية عبر شمال العراق، موضحا بأنّ الأرباح التي سيتم تحقيقها جراء هذه الاتفاقية ستكون كبيرة للغاية، وأنّها ستلعب دورا مهما في إنعاش الميليشيا اقتصاديا، ليضيف "أسد أرسلان" الخبير الاستراتيجي، بأنّ أمريكا من خلال هذه الاتفاقية تتخلص من عبء اقتصادي كبير، وفي الوقت نفسه، تؤمن من يحمي لها حقوقها في المنطقة من دون أن تتكفل بتقديم أي دعم مالي جديد.

وذهب أرسلان إلى أنّ هذه الاتفاقية ستنعكس بشكل أو بآخر على تركيا، وبناء عليه يجب على تركيا أن تستمر في سياستها التي تتهم من خلالها أمريكا بمحاولة الاستيلاء والسيطرة على ثروات الشعب السوري.

كلما زادت أمريكا من تعاونها مع ميليشيا قسد ستعزز تركيا من تواجدها في سوريا

ويرى الدكتور وعضو الهيئة التدريسة "جان كاكشم" بأنّ اتفاقية أمريكا مع ميليشيا قسد بشأن استخراج نفط سوريا جاء كخطة ثالثة من قبل واشنطن، وخصوصا بعد أن باءت خطتا أمريكا الأولى والثانية بالفشل، موضحا بأنّ خطتها الأولى حيال سوريا كانت إزالة أسد، إلا أنّها اصطدمت بدعم موسكو الكبير له، بينما خطتها الثانية كانت إنشاء ممر إرهابي بالقرب من الحدود التركية، لتصطدم هذه المرة بعمليات تركيا العسكرية في المنطقة، والتي حالت دون تحقيق ذلك.

ووفقا لـ كاكشم فإنّ هذه الاتفاقية لن تسهم كثيرا في تغيير المعادلات السياسية القائمة في المنطقة، وأنّها لن تدفع تركيا إلى التعاون مع النظام في سبيل مواجهة قسد كما يزعم البعض، مؤكدا على أنّ المصالح التركية مع نظام أسد لا يمكن أن تتقاطع بعد هذه المرحلة بأي شكل من الأشكال، وإنما على العكس ستزداد انقساما فيما إذا تم الأخذ بعين الاعتبار استمرارية التواجد التركي في الشمال السوري.

وختم كاكشم: "لطالما أنّ انسحاب تركيا من سوريا غير وارد في الوقت الحالي فاحتمالية تواصل تركيا مع النظام أيا كانت الأسباب غير واردة، وكلّما زادت واشنطن من تعاونها مع ميليشيا قسد، ستعزز تركيا من تواجدها في غرب الفرات، وهذا القرار الصائب من قبل تركيا لن يدفع تركيا باتجاه التعاون مع النظام، بل سيزيدها تباعدا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات