صحيفة: هل ستوحّد اتفاقية النفط بين أمريكا وميليشيا قسد مواقف روسيا وإيران وتركيا؟

صحيفة: هل ستوحّد اتفاقية النفط بين أمريكا وميليشيا قسد مواقف روسيا وإيران وتركيا؟
يرى كثير من المحللين والخبراء الأتراك بأنّ اتفاقية الولايات المتحدة الأمريكية مع ميليشيا قسد بشأن استخراج النفط السوري، ستدفع نحو تفاهمات جديدة بين الدول المعنية في الملف السوري، ولا سيّما أنّ العديد من الدول المعنية اعتبروا الاتفاقية خطوة نحو تقسيم سوريا واستهداف وحدتها.

هل من شأنّ الاتفاقية الجديدة أنّ توحد شركاء أستانة مرّة جديدة؟ هل تدفع هذه الاتفاقية أنقرة نحو الحوار مع النظام؟ الكاتب والإعلامي التركي "سيدات أرغين" لفت في مقالة نشرتها صحيفة حرييت إلى أنّ تصريحات كلّ من روسيا وتركيا وإيران عقب اتفاقية أمريكا مع ميليشيا قسد جاءت متطابقة ومتشابهة بمضمونها إلى حد كبير، وخصوصا أنّ الدول الثلاثة اعتبروا الاتفاقية بمثابة الاستيلاء من قبل أمريكا بالتعاون مع ميليشيا قسد على ثروات الشعب السوري.

كيف جاءت تصريحات كلّ من تركيا وروسيا وإيران عقب الاتفاقية؟

أعربت وزارة الخارجية التركية عن استنكارها للاتفاقية، واصفة إياها بـ غير المقبولة، مؤكدة على أنّ ثروات سوريا للشعب السوري فقط، وأنّ أمريكا من خلال ما أقدمت عليه تستهدف وحدة الأراضي السورية، وتوفّر موردا ماليا للتنظيمات الإرهابية التي تدعمها في سوريا.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتفاقية بحسب ما أورده سيدات أرغين بـ الكارثية، حيث أوضح لنظيره الأمريكي في اتصال هاتفي بأنّ خلق موارد مالية للتنظيمات الإرهابية في المنطقة سيؤدي إلى مشاكل جدية.

وأما روسيا فقد اعتبرت الاتفاقية على لسان وزير خارجيتها استهدافا لوحدة الأراضي السورية، ونهبا للثروات السورية التي هي من حق الشعب السوري وحده، واصفة الاتفاقية بأنها مشروع استيلاء غير قانوني.

وكذلك إيران استنكرت على لسان خارجيتها أيضا الاتفاقية التي أبرمتها أمريكا مع ميليشيا قسد، واعتبرتها استهدافا واضحا لوحدة سوريا، متهمة أمريكا بنهب وسلب ثروات الشعب السوري.

ووفقا للكاتب أرغين فإنّ من أهم النتائج التي تمخّضت عن اتفاقية الولايات المتحدة الأمريكية مع ميليشيا قسد هو توحّد موقف شركاء أستانة روسيا وتركيا وإيران - حيال هذه الاتفاقية.

وأضاف الكاتب بأنّ تركيا عندما يتعلق الأمر بمستقبل سوريا لا تعوّل على أمريكا، قائلا: "عندما يتعلق الأمر بمستقبل سوريا فإنّ تركيا بحسب ما يرد في التصريحات الرسمية لا تعول على أمريكا، وإنما تفضل انتهاج مسار استراتيجي مع روسيا وإيران".

وختم الكاتب بأنّ هذه الاتفاقية تضع أنقرة -حتى وإن لم يكن بينهما حوار مباشر- في الموقف والصف نفسهما مع النظام، حيث ذهب العديد من المحللين باتجاه الرأي نفسه، ويرى المحلل الاستراتيجي الأستاذ الدكتور "أردوغان قره قوش" بأنّ الاتفاقية الجديدة قد تدفع تركيا للحوار وإن لم يكن بشكل مباشر مع نظام أسد الذي اتخذ موقفا رافضا أيضا للاتفاقية.

فيما رأى الأستاذ الدكتور "جان جاكشم" بأنّ احتمالية التواصل بين تركيا والنظام غير قائمة على الإطلاق، مؤكدا في مقابلة تلفزيونية أجراها على قناة سي إن إن، على أنّ أمريكا كلّما دعمت ميليشيا قسد فإنّ تركيا ستعزز من وجودها في سوريا، موضحا بأنّ هذا الأمر لن يزيد العلاقات بين النظام وتركيا إلا تباعدا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات