تقرير يستعرض الفساد الإداري لميليشيا قسد شرق ديرالزور

تقرير يستعرض الفساد الإداري لميليشيا قسد شرق ديرالزور
فويس أوف أمريكا — يسلط المقال الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها ميليشيا قسد في دير الزور، بما فيها الاغتيالات التي تنفذها خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش" ونظام الأسد، بالإضافة إلى الفساد الإداري الذي يعاني منه ممثلو القوات المدعومة أمريكياً، وأثره على سير عملية إدارة المنطقة. 

ساد توترٌ متصاعد المشهد في إحدى محافظات شمال شرقي سوريا بعد أن اغتيل عددٌ من زعماء القبائل العربية الرئيسية في المنطقة، فيما وجهت القوات المدعومة أمريكياً أصابع الاتهام  نحو كل من الخلايا النائمة لتظيم "داعش" ووكلاء نظام الأسد، متهمةً الجهتين بالإقدام على عمليات الاغتيال هذه لزعزة الاستقرار في معقل داعش السابق.  

أفادت أنباء محلية أن ثلاثةً من قادة عشيرتي العقيدات والبقّارة قتلوا خلال الأسبوعين الماضيين على يد مسلحين مجهولين في حوادث متفرقة بمحافظة دير الزور شرقي سوريا.

أما ميليشيا قسد، أحد شركاء أمريكا الرئيسيين في الحرب ضد إرهاب تنظيم "داعش"،  فقد اتهمت خلايا نائمة تابعة للتنظيم بارتكاب الاغتيالات الأخيرة في المحافظة ذات الأغلبية العربية."هذه الخلايا من فلول داعش، وتسعى جاهدةً لإحداث بلبلة من خلال الاغتيالات، نشر الشائعات وعمليات التفخيخ وزراعة الألغام" صرحت قسد في بيان صدر عنها يوم الاثنين. 

 وقال العقيد مايلز كاغينز، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، في حديثه لفويس أوف أمريكا أنه "بالنسبة للتحالف، على الأطراف في ديرالزور التركيز على منع داعش من إحداث الفوضى". 

ردود فعل على صفقة النفط 

يقول بعض الخبراء إن الصفقة الأخيرة بين قسد وشركة أمريكية لتطوير وتصدير النفط الخام من المناطق الخاضعة لسيطرة القوات شمال شرقي سوريا يمكن أن تكون عاملاً وراء المشاركة المتزايدة لنظام الأسد في الهجمات التي تستهدف شرق سوريا. 

"أغضبت الصفقة النظام السوري بشدة، لأنها تعني بأن المنطقة لن تعود أبداً إلى سيطرته" قال عمر أبو ليلى، مدير دير الزور 24، مجموعة إخبارية تجري أبحاثاً تعنى بالتطورات شمال شرقي سوريا. 

"يعتقد الجميع أن الخلايا النائمة في المنطقة تعود لداعش فقط؛ لكن في الحقيقة لدى النظام، إيران وحتى جبهة النصرة خلايا نائمة خاصة بهم في دير الزيور" أضاف أبو ليلى في حديثه ل فويس أوف أمريكا. 

كما شدد أبو ليلى، الذي تتألف مجموعته من شبكة باحثين في دير الزور الغنية بالنفط، أن صفقة النفط "كانت قشة النظام الأخيرة، فأعطى خلاياه الضوء الأخضر على الفور لشن هجماتٍ في دير الزور".  

فقد ندد نظام الأسد الأسبوع الماضي بالاتفاق بين قسد والشركة الأمريكية ووصفه بأنه سرقة للنفط السوري.

 

سوء إدارة وفساد 

يعمل على إدارة مناطق سيطرة قسد في ديرالزور حليف محلي، مجلس ديرالزور العسكري، والذي غالباً ما اتهمه السكان المحليون والخبراء بالفساد وعدم الكفاءة. "منذ تحرير الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش في دير الزور> في آذار / مارس 2019 ، كان هناك سوء إدارة من قبل التحالف الدولي وقسد في المنطقة، فقد اعتمدوا على عناصر مدنية فاسدة كان لها ارتباطات سابقة بتنظيم داعش ونظام الأسد" قال عبد الله الغضوي، الباحث السوري في مركز السياسات العالمية - مقره واشنطن، والذي تركز أبحاثه على الديناميات في دير الزور. 

أضاف الغضوي أن قسد وشركاءها في التحالف قد ارتكبوا خطأ استراتيجياً "عندما وسعوا مجلس دير الزور العسكري من خلال رفده بعناصر غير مهنية ويصعب ضبطها" مشدداً أن "داعش طرف بالمعادلة، ويقوم بتنفيذ عمليات. لكن الطرف الذي يسيطر على المنطقة هو المسؤول عن حمايتها". 

كان للمحلل أبو ليلى الرأي نفسه، حيث أضاف أنه "على قسد أن تكون أكثر شمولاً من حيث تمثيل القبائل في الإدارة المحلية وأن تستقدم أفراد أكفاء لإدارة المنطقة إذا ما رغبت بالتوصل إلى حلٍ أمنيٍ مستدام في دير الزور". 

هذا وقد اعترف مسؤول من قسد بأن الفساد مشكلة كبيرة بالنسبة لشركائهم المحليين في دير الزور، مشيراً إلى أن إخراج المسؤولين العسكريين والمدنيين الفاسدين من صفوف قسد سيستغرق بعض الوقت، رابط المادة الأصلي. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات