ما الهدف من الحشود العسكرية الأخيرة لميليشيا أسد على درعا؟

ما الهدف من الحشود العسكرية الأخيرة لميليشيا أسد على درعا؟
يتبع نظام أسد أسلوب التهديد والتحشيد  للسيطرة على مناطق واسعة في محافظة درعا بدأه في منطقة حوض اليرموك في ريف المحافظة الغربي بحجة الفلتان الأمني، ووجود خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش ثم في منطقة الجيدور شمالاً قبل أيام وجميعها باءت بالفشل.

 

ويسعى أسد لخلق الحجج والذرائع لبسط نفوذه وإعادة نشر قواته في درعا وذلك بعد حراك شعبي تشهده مناطق عدة في المحافظة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في سجون أسد وطرد الميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري.

تعزيزات عسكرية جديدة لنظام أسد بدرعا

أفاد مصدر خاص لأورينت نت، بأن أسد استقدم حشودات عسكرية ضخمة إلى منطقة الجيدور في ريف درعا الشمالي والغربي، وجزء من هذه التعزيزات تمركزت في تل المحص شمالي مدينة جاسم، وأخرى استقرت في منطقة الجديرة شرقي تل الحارة، فيما نصبت ميليشيا أسد الطائفية حاجزاً جديداً على الطريق الواصل بين مدينة الحارة وبلدة زمرين، التي يسيطر عليها فرع أمن الدولة التابع لميليشيا أسد.

وأضاف المصدر، أنه سبق هذه التعزيزات دخول رتلين من ميليشيا أسد من محافظة السويداء مروراً بمدينة بصر الحرير شرقي درعا وصولاً إلى مدينة إزرع، ويتألف الرتلان العسكريان من عدة سيارات دفع رباعي وسيارات مزودة بمضادات، إضافة إلى أليات ثقيلة من دبابات وغيرها.

وجاءت هذه التعزيزات، بهدف اقتحام مناطق لا يزال يوجد بها فصائل مقاتلة، الذين رفضوا التسوية مع أسد من جهة وبعد ارتفاع  عدد الاستهدافات التي طالت ميليشياته من قبل المسلحين المجهولين في المنطقة، نتيجة سياسة الاعتقال والاغتيال والخطف التي يتبعها أسد بحق معارضيه في درعا.

وأوضح المصدر أن التعزيزات التي وصلت ما تزال موجودة في النقاط التي تمركزت بها قبل أسبوع، ما يشير إلى أن بقاء هذا التعزيزات يعني استمرار الضغط على الأهالي، وهو ما سبق أن فعله النظام في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، قبل أشهر، حيث ساهم الاتفاق في تلك الفترة بنشر حواجز عسكرية للفرقة الرابعة التابعة لميليشيا أسد في محيط طفس وصولاً إلى قرى وبلدات حوض اليرموك.

الالتفاف حول مطالب الأهالي في درعا

قال الناطق الرسمي باسم تجمع أحرار حوران، عامر الحوراني في حديثه لأورينت نت، إن قوات أسد أوقفت اقتحامًا متوقعًا لمدينة جاسم شمال درعا في الأيام القليلة الماضية، بعد مفاوضات بين اللجنة المركزية في درعا ووفد من المدينة وقادة في اللواء الثامن المدعوم روسيّاً، مضيفاً أن أسد  أرسل تعزيزات إلى منطقة الجيدور منذ أسبوع ونشر حواجز عسكرية فيها، بهدف إحكام السيطرة على مدينة جاسم، تمهيداً لدخولها من عدة محاور.

وأكد الحوراني أن رئيس اللجنة الأمنية التابعة لنظام أسد في درعا، اللواء “حسام لوقا” طالب بتسليم المنشقين والسلاح الموجود في المدينة وتسوية أوضاع المطلوبين، وهي خطوة استباقية للالتفاف على مطالب الأهالي المتكررة بالإفراج عن المعتقلين من أبناء جاسم.

وأضاف الحوراني، أنه بعد مفاوضات استمرّت ثلاثة أيام تمكن خلالها الوفد المفاوض عن المنطقة من تجنبيها عواقب اقتحام مؤكد، مقابل تأجيل البت في ملف المعتقلين بشكل كامل.

اتفاق التسوية عام 2018 بدرعا سيطرة جديدة؟!

لم يكتفِ نظام أسد بما كسبه من اتفاق التسوية “الهش”، إذ بقي يسعى من خلال فروعه الأمنيّة لزيادة انتشار قوّاته العسكريّة في مناطق غربي درعا، لم يدخلها حين سيطر على المحافظة في تموز 2018، وبدأت هذه المساعي تتكلّل بالنجاح بالمفاوضات الأخيرة مع اللجان المركزية في المحافظة، المسؤولة عن تسيير أمور المنطقة بواسطة مجموعة من وجهاء المحافظة وقادة سابقون في الفصائل المقاتلة. 

بدأت ميليشيا قوات الغيث التابعة للفرقة الرابعة، أواخر شهر أيار 2020، نشر نقاط وحواجز عسكريّة جديدة في المنطقة الممتدة من معسكر الصاعقة على أطراف بلدة المزيريب إلى مدينة درعا، ونقضت ما تمّ الإتفاق عليه مع اللجان المركزية في المنطقة.

جاءت هذه المفاوضات عقب موجة تهديدات شديدة اللهجة من نظام أسد، باقتحام عدة مدن وبلدات في ريف درعا الغربي على خلفية، مقتل 9 من ميليشيا أسد الطائفية، في بلدة المزيريب في الريف ذاته، في 4 أيار الفائت، بعملية انتقاميّة نفذها رجل يدعى “محمد قاسم الصبيحي” ثأرًا لابنه وصهره بعد أن وجد جثتيهما في منطقة قريبة من حاجز للمخابرات الجوية غربي درعا، عقب اختطافهما بيوم واحد.

وبحسب معلومات حصلت عليها أورينت من مصدر خاص، إنّ النقاط العسكرية التي انتشرت في المنطقة تتكون من 500 عنصر من الفرقة الرابعة التابعة لميليشيا أسد  و200 من عناصر التسويات، الذين توصّلت المفاوضات لزيادة عددهم بالفترة القادمة من خلال فتح باب الانتساب أمام أبناء المنطقة للفرقة الرابعة ويشمل ذلك تسوية أمنية لهم بالإضافة لنحو ثلاثين نقطة عسكرية جديدة في المنطقة الغربية لمحافظة درعا.

بينما يرى ناشطون، إنّ الاتفاق الجديد، ما هو إلّا حصار وخناق جديد لتقطيع أوصال المنطقة، وزيادة نفوذ الفرقة الرابعة التابعة لمليشيا أسد الطائفية والميليشيات الإيرانية في درعا، مع عدم الوثوق بالوعود الصادرة عن نظام أسد بانسحابه من محافظة درعا منذ مطلع أيّار 2020.

احتجاجات درعا والإفراج عن المعتقلين

منذ توقع اتفاق "التسوية" في تموز من عام 2018 بين نظام أسد وفصائل المقاتلة، لا يزال أهالي المحافظة يخرجون في مظاهرات شعبية يومياً، للضغط على نظام أسد والإفراج عن المعتقلين المغيبين في سجونه، ويحتجون على سياساته التي يتبعها ضد الأهالي في المحافظة، الأمر الذي يجعل ميليشيا أسد في استنفار دائم خوفاً من ردت فعل الأهالي.

وسيطرت ميليشيا أسد الطائفية بدعم روسي على محافظة درعا في تموز عام 2018، وفرضت على الفصائل المقاتلة اتفاق تسوية أفضى إلى انضمام هذه الفصائل إلى الفيلق الخامس المدعوم روسياً، فيما أجبر الرافضون على الرحيل إلى الشمال المحرر.

ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تعيش المحافظة حالةً من الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال المستمرة حيث يتهم ناشطون نظام أسد والميليشيات الإيرانية وروسيا بافتعالهم لها لتحقيق مكاسب عسكرية على حساب بعضهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات