دفن الضحايا سراً.. مصادر لـ أورينت تكشف حجم تغلغل كورونا في اللاذقية

دفن الضحايا سراً.. مصادر لـ أورينت تكشف حجم تغلغل كورونا في اللاذقية
على عكس الأرقام الرسمية المعلنة التي تتحدث عن عدم حدوث وفيات حتى اليوم بسبب وباء كورونا – كوفيد19 في اللاذقية، تعيش مشافي المحافظة حالة استنفار غير مسبوق، بسبب تزايد أعداد المصابين، وسط شكاوي كبيرة من قلة عدد الأسرة والمنافس الطبية، وانتقال العدوى إلى العديد من الكوادر الطبية.

وبحسب مصدر طبي في مدينة اللاذقية شهدت المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين وصول عشرات الحالات إلى المشافي نقلت معظمها إلى مشفى مدينة الحفة، الذي جهز لهذا الغرض، مضيفا أن الوضع في المشفى سيّئ بسبب قلة الأسرة وغرف العناية المركزة.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه بسبب تواجده في مناطق سيطرة مليشيا أسد الطائفية أن سبعة كوادر طبية توفوا في المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، بالإضافة إلى مصابين آخرين، إلا أن حكومة الأسد تمنع إدارات المشافي والعاملين من التصريح بهذا الشأن.

وحول وضع المشافي في المحافظة أكد المصدر الطبي أن هناك توجيهات حكومية للمشافي العامة والخاصة بنقل أي حالة يشتبه بإصابتها بكورونا إلى مشفى الحفة فقط (27 كم شرق مدينة اللاذقية) ، مضيفا في الوقت ذاته أن محافظة اللاذقية لا تحوي سوى مركز واحد لإجراء الفحوصات الطبية للكشف عن المرض، وتستغرق العينات وقتا طويلا لظهور النتائج.

تقنين عمل المشافي

ومع تزايد أعداد الإصابات بشكل واضح أعلنت مديرية صحة اللاذقية عن مجموعة من الاجراءت الاحترازية الجديدة في مشافي المحافظة ومنها إيقاف كل العمليات الجراحية الباردة، وتجميد العمل في العيادات الخارجية، وما يرافقها من التحاليل الطبية لمدة 15 يوما في كافة مشافي المحافظة.

كذلك منعت مديرية صحة اللاذقية الزيارات وعممت على إدارات المشافي لمنع أي شخص من الدخول إلى المشفى من العاملين أو المراجعين أو المرضى دون ارتداء كمامة، واقتصرت على استقبال الحالات الإسعافية فقط.

بدوره أصدر محافظ اللاذقية التابع لحكومة الأسد ابراهيم خضر السالم تعميما بإغلاق المعاهد والمدارس الخاصة التي تقيم دورات تعليمية وتدريبية للطلاب، حتى آخر الشهر الحالي، كما أوقف المحافظ الأنشطة الاجتماعية (التعازي والأفراح) في الصالات المغلقة ومحلات الألعاب.

ونص التعميم الجديد على إغلاق الشواطئ في المحافظة بداية من الساعة الثامنة مساء ومنع تقديم النراجيل فيها، وتخفيض نسبة الاستيعاب في المقاهي العامة حتى 40% ،وإلزام السائقين في وسائل النقل العامة والمواطنين كافة بارتداء الكمامات، والتقيد بعدد مقاعد الحافلة، مع تعقيم وسائل النقل الجماعي بشكل يومي.

محسوبيات

وفي تصريح خاص لموقع" أورينت" قال مسؤول لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة أبو يوسف الجبلاوي إن الإجراءات الجديدة تأتي بعد عجز المشافي عن استقبال أعداد إضافية من المصابين بمرض "كورونا"، مشيرا في الوقت ذاته أن مشفى مدينة الحفة مكتظ، وبعض المباني المجاورة له حولت إلى مراكز عزل للمصابين.

وأكد "الجبلاوي" أن النظام يتكم بشكل كبير عن عدد الوفيات والمصابين، حيث سجلت في مدينة جبلة فقط حالتي وفاة بسبب "كورونا"  خلال يومين وطلب النظام من ذويهم دفنهم دون مراسم عزاء أو جنازة.

وأشار "جبلاوي" إلى سوء المعاملة التي يتلاقها المرضى في المشافي والمحسوبية، ففي حين يتم قبول البعض ويؤمن له غرفة عناية مركزة ومنافس، يطلب من البعض العلاج في المنزل، ويكتب له وصفات طبية دون اخضاعه للعلاج، أو يطلب منه شراء جهاز أوكسجين على حسابه الشخصي بحجة عدم توفر منافس إضافية.

بدورها شكت عبير وهي ممرضة تعمل في مستوصف طبي بمدينة اللاذقية من غياب المعدات الطبية المجهزة لحماية الكوادر الطبية مضيفة :" نختلط يوميا مع عشرات الناس الذين هم بحاجة للعلاج، لا يوجد ملابس عازلة لنا، ولا إجراءات حقيقية لفحص الزائرين، وقياس درجة حرارتهم قبل عرضهم ".

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر العديد من سكان محافظة اللاذقية عن امتعاضهم من غياب الإجراءات التي تتبعها حكومة الأسد لمنع تفشي المرض، ومنها الازدحام الكبير على صالات المؤسسات الاستهلاكية وطوابير الخبز والشواطئ.

وتساءل البعض هل من المنطقي أن تغلق المشافي والعيادات أمام المرضى وتفتح المدارس والأسواق بشكل طبيعي؟، حين لم تكن "كورونا" منتشرة كان هناك اجراءات ونفذوا حظر التجول وأوقفوا التعليم الآن يحصل العكس.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات