العام الدراسي على أبواب الشمال السوري.. وهذا واقع العملية التعليمية

العام الدراسي على أبواب الشمال السوري.. وهذا واقع العملية التعليمية
أدت الحرب التي تشنها ميليشيا أسد على الشعب السوري لعرقلة العملية التعليمية وحرمان أكثر من مليوني طفل داخل سوريا من حقهم في التعليم.

وعمد نظام أسد منذ مطلع الثورة إلى استهداف البنى والمنشآت التعليمية في المناطق الثائرة بغرض تحجيم الثورة وتجهيل أجيالها، مما انعكس سلباً على مستقبل الأطفال الذين حوّلتهم طائرات أسد وحليفه الروسي لغرباء في بلادهم، جراء النزوح المستمر بحثاً عن ملاذ آمن. 

وثقت الأمم المتحدة نزوح حوالي 575 ألف طفل من منازلهم تحت وطأة القصف في الفترة الممتدة بين كانون الأول/ ديسمبر 2019 وحتى آذار/ مارس الماضي. 

وتعتبر الحالة السورية واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في عصرنا، والأطفال هم المتضرر الأكبر بحسب ما جاء في التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والذي صدر مطلع شباط الماضي. 

ويتابع كثير من الطلاب السوريين تعليمهم في مدارس غير مجهزة تماماً، فوفقاً لتقرير أممي شمل أكثر من 4000 مدرسة فإن 12% من المدارس المستخدمة مدمّرة بشكل جزئي، وتحتاج حوالي 24% من الغرف الصفية للإصلاحات والصيانة. 

استمرارية التعليم بحاجة للدعم 

أحمد مدرس لغة عربية في ريف إدلب الشمالي تحدث لأورينت نت عن الصعوبات التي تواجهها العملية التعليمية في الشمال المحرر، ويقول إن مدارس الشمال لا تمتلك طاقة استيعابية لضم أعداد الطلاب الكبيرة الذين تدفقوا من الريف الجنوبي إثر تدمير الكثير من المدارس على يد طائرات أسد. 

ويشكل انقطاع الدعم الأوربي الذي كانت تقدمه منظمة كومنكس للمدارس التابعة لمديرة التربية عقبة أمام استئناف سير العملية التعليمية، فرغم تكفّل منظمات الإغاثة بتمويل خمس مدارس على الأقل لكل منظمة تتفرع المشكلة لجوانب أخرى.  

وأبرز هذه الجوانب بقاء بعض المدارس خارج حلقة الدعم، وانقطاع أجور المعلمين الذي اضطر أحمد وبعض زملائه للعمل بدون أجر لأشهر طويلة وجد نفسه بعدها مجبراً على ممارسة عمل آخر لإعالة أسرته وأطفاله. 

وتضاعف سعر القرطاسية المدرسية هذا العام أربعة أضعاف سعرها في العام الماضي، حيث بلغت ٥٠ دولار في وقت يعيش فيه السوريون أزمة اقتصادية خانقة ضاعف انتشار فيروس كورونا، وانخفاض قيمة العملة المحلية من فداحتها. 

ويرى المدرّس أن الخوف من القصف وانقطاع الدعم التعليمي، إضافة لموجات النزوح التي تتجدد حسب الحالة الأمنية، كل تلك أسباب كافيه لعزوف المعلمين وطلابهم عن الالتزام بالتعليم. 

المدارس الخاصة تقاوم كورونا 

يفضل أبو عبدو المدارس الخاصة لتعليم أبناء أخيه، حيث أوضح لأورينت نت أنه يدفع قسطاً سنوياً يبلغ 100 دولار على الطفل الواحد ضمن الحلقة التعليمية الأولى. ويعلل الرجل ذلك بجودة الخدمات والرعاية التي تقدمها المدارس الخاصة دون أي إغلاقات بسبب كورونا، على عكس المدارس العامة والتي يبقى قرار فتحها وإغلاقها مرهوناً برؤية مديرية التربية حيال انتشار الفيروس.

ومع ظهور أول حالة إصابة في الشمال المحرر أغلقت المدارس العامة أبوابها وتسببت بانقطاع الطلاب عن الدراسة، رغم أن الأهالي لا يشعرون بالقلق على أبنائهم، فنسبة الإصابات في الشمال طفيفة ولأشخاص محجورين كما يقول أبو عبدو. 

أما جبريل وهو طالب في الصف التاسع، يعمل في محل لبيع الأعلاف لمساعدة والده في مصاريف الأسرة، تحدث لأورينت نت عن رغبته وحماسه لعودة المدارس وبدء العام الدراسي.

ويبين أن توقف المدارس العامة في العام الماضي شكل لديه فجوة علمية، وحرمه من متابعة تسلسله الدراسي بشكل سلس، إذ سيضطر هذا العام للدراسة في الصف التاسع دون أدنى خلفية علمية عن منهاج صفه الثامن، الذي غادره إثر قرار التربية إغلاق المدارس خوفاً من تفشي كورونا بين الطلاب. يقول جبريل: "طموحي في المستقبل أن أدرس الطيران في تركيا" مشدداً على ضرورة وقيمة العلم بالنسبة للطالب، باعتباره طوق نجاة من الظروف التي يقاسيها السوريون.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات