كورونا يفتك بعائلات الغوطة الشرقية ونظام أسد يقف متفرجاً

كورونا يفتك بعائلات الغوطة الشرقية ونظام أسد يقف متفرجاً
تسبب الانتشار السريع لوباء كورونا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق بإصابة معظم العائلات، ووفاة أعداد كبيرة من الأهالي، وسط غياب شبه كامل للخدمات الصحية، واستغلال نظام أسد لهذا الأمر، حيث من يريد الخروج من الغوطة إلى العاصمة دمشق للعلاج عليه أن يدفع الأموال للمسؤولين على الحواجز. 

ويقول الناشط والإعلامي خالد السالم لـ"أورينت نت"، إنه تقريبا لا يوجد منزل في الغوطة الشرقية لم يدخله فيروس كورونا، فمعظم الأهالي أصيبوا بالمرض، وهناك الكثير منهم فارق الحياة بصمت، حيث أن الغالبية العظمى لم يتمكنوا من الذهاب إلى المشفى، مضيفا أن الوفيات الموثقة بالاسم بسبب كورونا تقريبا 50 حالة، ولكن العدد الحقيقي أكبر ذلك.

وأوضح السالم أنه ليس بمقدور أهالي الغوطة الذهاب إلى المشافي، لأن هذا الأمر يتطلب دفع مبالغ كبيرة سواء للنظام أو للمشافي الخاصة التي يستغل أصحابها انتشار الوباء لتحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال، فمن يدفع أكثر يمكنه الحصول على سرير و"منفسة"، أما المشافي التابعة لحكومة أسد فتحتاج إلى "واسطة" كبيرة ولايستطيع شخص عادي الدخول إليها.

وكان نظام أسد أغلق مشفى حمدان الخاص بمدينة دوما في وقت سابق، بحجة تسجيل إصابة لأحد الكوادر الطبية العاملة في المشفى، وحرمان الأهالي من المشفى الوحيد الذي يخدم المنطقة.

ولفت السالم إلى أن نظام أسد منذ بداية انتشار الفيروس لم يتخذ أي إجراءات وقائية حقيقية، بل على العكس كان هناك تهاون من قبل المسؤولين، وكأن النظام يريد الانتقام من أهالي الغوطة على مواقفهم السابقة ضده، منوهاً إلى أن بعض مجالس بلديات الغوطة التابعة للنظام فرضت حجرا صحيا على عدد من الأشخاص والمنازل ولكن هذه الخطوة جاءت متأخرة لأن الوباء انتشر في جميع مناطق الغوطة الشرقية.

وكانت محافظة ريف دمشق التابعة لنظام أسد طلبت من كافة الوحدات الإدارية عدم اتخاذ أي إجراء أو نشر أي معلومات فيما يخص وباء كورونا، وذلك بعد قيام بعض البلديات باتخاذ إجراءات مشددة للحد من انتشار المرض.

غياب الإحصاء والتشخيص 

من جانبه، ذكر أحمد الغوطاني "اسم مستعار" من سكان مدينة سقبا، أنه لا أحد يعرف الأعداد الحقيقية للأشخاص الذين توفوا بكورونا، بسبب غياب الإحصاء والتشخيص والتعتيم من قبل النظام.

وأشار "الغوطاني" لـ"أورينت نت" إلى أن انتشار كورونا في الغوطة الشرقية يترافق مع انتشار أمراض أخرى كحمى المالطية والتيفية، حيث لا يكاد يخلو بيت من هذه الأمراض، مبينا أن هذه الأمراض تنتشر كثيرا في فصل الصيف وأحد أسبابها المياه الملوثة.

وأكد أن هذه الأمراض بحاجة إلى تحاليل وأدوية وهذا الأمر غير متوفر في الغوطة ويزيد من معاناة الأهالي لا سيما إذا تواجد في البيت الواحد مصابان بهذه الأمراض وكورونا، ما يزيد من احتمال الوفاة.

يشار إلى أن وزارة صحة نظام أسد زعمت في آخر إحصائية لها إصابة 256 شخصاً في محافظة ريف دمشق، بينما بلغ عدد الوفيات 3 أشخاص فقط.

يذكر أن ميليشيا أسد سيطرت بدعم من حليفها الروسي على الغوطة الشرقية في شهر نيسان 2018 بعد عملية عسكرية، انتهت بفرض اتفاق “التسوية” وتهجير نحو 62 ألف شخص للشمال السوري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات