الأمم المتحدة تعالج حالات السوريين النفسية "الوخيمة" تحت قبضة أسد بـ"الفضفضة"!

الأمم المتحدة تعالج حالات السوريين النفسية "الوخيمة" تحت قبضة أسد بـ"الفضفضة"!
 في الوقت الذي يعيش فيه المواطن السوري مأساة معيشية كبرى وعذابات لا تنتهي تحت قبضة نظام أسد القمعية، يطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (undp) خدمة إلكترونية تحت اسم "فضفضة" لتقديم خدمات الدعم المعنوي والاستشارات النفسية للمواطن.

هذه الخدمة التي أعلن عنها البرنامج الأممي في 13 من آب/ أغسطس الجاري، تقدم بشكل سري على، حد وصفه، المشورة النفسية لمن يعاني الخوف والاكتئاب ومشاكل في العمل أو ضمن النطاق العائلي، وذلك عبر مختصين في مجالات مختلفة.

ويعاني شخص واحد من كل ثلاثين سوري "حالات نفسية وخيمة"، فيما يعاني واحد من كل خمسة سوريين حالات تتراوح شدتها بين الخفيفة والمعتدلة، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية حتى آذار/ مارس من العام 2019.

ويشهد المجتمع السوري انخفاضاً واضحاً في عدد الأطباء النفسيين، فهناك ثلاثة أطباء تقريباً لكل مليون سوري، فيما يعتبر الحد العالمي وجود طبيب لكل 10 آلاف شخص، الأمر الذي دفع بالأمم المتحدة لإطلاق "فضفضتها".

ولا يسمح النقص الحاد في عدد الأطباء بخضوع المرضى ذوي الحالات الشديدة لأكثر من جلستي علاج في العام، في وقت يعاني فيه أكثر من مليون سوري أمراضاً تتطلب طبيباً نفسياً بشكل فوري لمعالجتها، وفقاً لتقديرات أممية.

معالجة المشكلة أولاً.. ثم آثارها

محمد أبو هلال، طبيب نفسي تحدث لأورينت نت حول هذه الخدمة، مؤكداً أنها ستشهد إقبالاً بين السوريين، دون القدرة على تحديد حجم هذا الإقبال، معلّلاً انخفاض عدد الأخصائيين النفسيين في سوريا لطبيعة المجتمع الذي لا يتقبل زيارة العيادة النفسية، ما دفع الأطباء للابتعاد عن هذا التخصص، إضافة للتفاوت بين المناهج التي يقدمها الطب النفسي وثقافة المجتمع، وهذا ما شكل لدى الناس بالضرورة نفوراً ونظرة سلبية حيال هذا التخصص.

وقال الطبيب: "مشكلات السوريين معروفة واضحة، تتجلى بالحاجات المعيشية والاجتماعية وغياب الأمان وغيرها، ولا يمكن حل هذه المشكلات دون التخلص من نظام أسد الذي يسببها، وبناء بلد يحترم حقوق الإنسان".

ولا يقدم هذا النوع من الخدمات حلولاً شافية أو استئصالاً لأسباب المشكلة، بقدر ما يعمل على تلافي أعراضها الجانبية، حيث زادت السنوات الأخيرة من حالات الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وفقدان الشعور بالمعنى نتيجة زعزعة القيم وفقد الأحباب.

ويرى، أبو هلال، أن اتجاه الأمم المتحدة نحو معالجة الآثار والأعراض على حساب معالجة المشكلة الجوهرية نفسها، لا يعفيها من المسؤولية، مشيراً لضرورة إسهامها في صياغة حل جاد وحقيقي لمعاناة السوريين، وترك مثل هذه المشاريع للمنظمات الأخرى.

النفس تمرض كالجسد

وائل، وهو شاب سوري، أفصح لأورينت نت، عن رغبته بالاستفادة من "الفضفضة" إذ يشعر برغبة ملحة في التوجه لأخصائي نفسي أو أي طرف يمكن الحديث معه بالمشكلات والهواجس الشخصية.

يقول الشاب، إن غالبية المجتمع السوري تتعامل مع المشكلات النفسية على أنها مرتبطة بالجنون وانعدام الاتزان العقلي، مرجعاً ذلك "للجهل" بأهمية الصحة النفسية وضرورتها.

ويشكل الوضع المادي حالة تسحق المواطن السوري وتدفعه للتفكير باتجاه لقمة العيش فقط، بمعزل عن صحته الجسدية أو النفسية، فالكثير من أصدقاء وائل يعانون الاكتئاب إضافة للشعور بالذنب لمجرد أنهم يستطيعون العيش بظروف طبيعية خارج البلاد، في وقت يعاني فيه أحبتهم الأمرّين من نظام أسد.

يقول وائل: "النفس تمرض كالجسد، وجميعنا بحاجة للتوعية حول أهمية الطب النفسي، وعدم تصنيفه ضمن ما هو محرج أو معيب".

من جهة أخرى يشكك، أبو عابد، وهو رجل مقيم في دمشق، بجدوى هذه "الفضفضة" مُبدياً عدم ثقته بما تقدمه الأمم المتحدة فيما يتعلق بالشأن السوري، ويرى الرجل أن الناس تتعامل مع المرض النفسي كمشكلة حياتية يمكن تجاوزها عبر الزمن وليس العلاج.

ولا يملك المواطن السوري ترك التفكير بحالته النفسية أو تحمل أي عبء مالي مترتب على علاجها، في ظل حيرته بلقمة عيشه وخوفه من قبضة أسد الأمنية التي تحرمه حتى حقه في التذمر.

ويضيف أبو عابد، إن المشكلات النفسية باتت جزءاً من حياة الناس ويومياتهم، حيث اضطرتهم ظروفهم للتعايش معها والتغاضي عن الحقيقة المّرة بالابتسامة، وتلافي ما يتعب النفس بتسخيفه، وتحويله إلى نكتة تشبه جداً فضفضة الأمم المتحدة.

التعليقات (1)

    Ja

    ·منذ 3 سنوات 8 أشهر
    نعم اذا أرادوا الخير للسوريين فليسارعوا لإنقاذهم من نظام الإجرام الأسدي الإرهابي الذي تسبب ويتسبب في كل مشكلات السوريين على المستويات كافة وأهمها الوضع النفسي السئ للسوريين أما الحل دون ذلك فهو دعم للمسبب وسوف تزداد معاناة السوريين .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات