ثلاثة أحداث افتعلها "حزب الله" عقب "انفجار بيروت".. إلى ماذا يسعى؟

ثلاثة أحداث افتعلها "حزب الله" عقب "انفجار بيروت".. إلى ماذا يسعى؟
لم يمض شهر على انفجار مرفأ بيروت، حتى شهد لبنان ثلاثة أحداث كادت أن تودي بالبلد المنهار اقتصادياً إلى شفير الهاوية، واللافت فيها جميعاً، أن ميليشيا "حزب الله" وفي مجملها كان أحد أطرافها، ما طرح تساؤلات حول مسعى "حزب الله" من افتعال هذه الأحداث؟

 

وبينما ما تزال تفاصيل انفجار بيروت قيد البحث والمساءلة، تحقيقات محلية وأخرى دولية يتحدث فيها خبراء العلم الكيميائي عن وجود مواد كيماوية في المرفأ، تصلح مع شحنة نترات الأمونيوم لصناعة صواريخ، حسب ما قاله المحامي اللبناني أمين بشير لموقع أورينت.

ولم يستبعد بشير أن الانفجار قد يأتي في سياق عملية مقصودة "ليفضح ماذا يخبئ حزب الله في المرفأ"، حسب قوله، وأضاف أن انفجار بيروت وغيرها من الأحداث تأتي في سياق نطق المحكمة الدولية بحكم قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، بعد أسبوعين على حدوث الانفجار، "لتؤكد المُؤَكّد"، حسب تعبيره.

واستشهد المحامي بحديث سابق لوليد سكرية، النائب عن "حزب الله" في البرلمان، قوله بأن "رفيق الحريري ومنذ قدومه إلى لبنان منع الحزب المقاوم للعدو الصهيوني من الوصول إلى سدة الحكم في لبنان فهو الرجل الأمريكي الأول".

إشعال الحدود الجنوبية 

توتر عسكري لبضعة أيام على الحدود الجنوبية، سبقه اقتتال بين "حزب الله" وحليفه الشيعي (حركة أمل) أوقع قتلى وجرحى على خلفية تعليق رايات عاشورائية، لعل إعادة خطف الأضواء إلى الحدود مع إسرائيل وافتعال توتر من شأنه أن يقطع سيل الاتهامات الموجهة ضد حزب الله حول مسؤوليته في انفجار بيروت، عبر اقتتال مفتعل مع تل أبيب يعيده إلى سدة "مقاومة الاحتلال" في نظر متهميه. 

قنابل مضيئة وأخرى فوسفورية ضُربت من الجانب الإسرائيلي قُبالة بلدتي ميس الجبل وحولا جنوب لبنان، لكن "المقاومة مرتاحة" بحسب حديث النائب عن كتلة "حزب الله" وليد سكرية.

عُلِّقت الرايات السوداء مجدداً على شرفات المنازل، هذه المرة، انصياعاً لأوامر نصر الله، فلا احتفالات بذكرى عاشوراء لهذا العام، تحسباً من انتشار وباء فيروس كورونا، لكن الاحتفال لم يجد ترحيباً في خلدة الواقعة على المدخل الجنوبي للعاصمة بيروت.

"فوضى أهلية"

بُعيد أسبوع على اقتتال الحليفين الشيعيين، اقتتال مسلح آخر تجدد في أقل من ساعة بين أهالي حي خلدة ذات العشائر العربية، وعناصر تابعة لحزب الله الثلاثاء الماضي، ومصادر أمنية أفادت  من جهتها بأن الاشتباك الحاصل كان سببه تعليق لافتات احتفال بذكرى عاشواء، في حين تحدثت مصادر أخرى عن تعليق صور لسليم عياش، أبرز المتهمين في اغتيال الحريري، ما أثار غضب أهالي المنطقة.

تسابق في النفي بين "حركة أمل" و"حزب الله" من تورطهما في حادثة اشتباك خلدة، لكن سرعان ما نعى حزب الله في اليوم التالي المدعو، حسين علي درويش، أحد عناصر "فرقة الرضوان"التي تشكل قوات النخبة لدى "حزب الله" إثر إصابته وعدد من عناصر الفرقة في اشتباكات منطقة خلدة، نقلوا على إثرها إلى "مشفى الرسول الأعظم" في العاصمة.

بدوره، اتهم بيان اتحاد العشائر اللبنانية بوضوح "حزب الله" و"حركة أمل" في تصعيدهما للوضع في مناطق العشائر، وانتهاك القانون، وتطويع السلاح المسمى بـ"المقاومة" لخدمة اقتتال طائفي.

جاد يتيم، صحافي لبناني، وعضو مؤسس في لقاء تشرين يوضح خلال حديثه لأورينت، أن حادثة خلدة إنما "هي حالة فوضى أهلية لم تصل إلى الحرب الأهلية، فالأخيرة تتطلب وجود أكثر من طرف مسلح، بينما لسان الحال واضح، بأن لا طرف مسلح حالياً سوى حزب الله".

ولم يستبعد يتيم من استغلال مَن أسماهم بـ"أمراء حرب" للشارع اللبناني في الوقت الراهن لتحصيل مكاسب في السياسة الداخلية، إذ لا مشكلة لديهم بما يعانيه اللبنانيون، لطالما أن هذه التوترات كفيلة بمنحهم ثقلا سياسيا في البلاد".

الرواية القديمة الجديدة

ويتفق الصحافي جاد يتيم مع المحامي أمين بشير حول أن الأحداث الأخيرة التي تعيشها لبنان ما هي إلا انعكاس لتوترات أمنية واحتقان طائفي بدأت منذ قيام التسوية عام 2016 مع مجيء العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وهو مرشح "حزب الله"، ولأجله عطلت الانتخابات مرات عدة.

ونوه يتيم إلى أن "ميشال عون استقطب حكومة اللون الواحد، فلم تحارب فساداً ولم تضبط أمناً إنما تنتقل من فشل إلى آخر"، مشيراً إلى أنه "إذا استثنينا انفجار بيروت وسلمنا أن لا سلاح لحزب الله في المرفأ،  وجود نترات الأمونيوم في الميناء منذ  2013 مع تحذيرات بخطورة المواد على البلاد دون اتخاذ إجراءات من قبل الحكومات المتعاقبة، فالأمر برمته يجعلهم مدانين".

من جانبه لفت المحامي البشير، إلى أن حزب الله يروج اليوم لرواية جديدة "ماهي إلا الجزء الثاني من فيلم "أبو عدس" الذي قاموا به عام 2005 على إثر اغتيال رفيق الحريري" حسب تعبيره.

وأضاف في حديثه لأورينت بأن رواية حزب الله تزعم وجود شخص ينتمي إلى إحدى الجماعات المتشددة، كان سبباً في انفجار بيروت أثناء تلحيمه لأحد عنابر المرفأ.

ولفت البشير إلى التشابه الحاصل في التفجيرات وحوادث الاغتيال التي يقف خلفها "حزب الله" بين استهداف شخوص سياسية أو سفارات، مطالباً برفع الوصاية الإيرانية عن لبنان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات