معلومات موثّقة.. "مفتشة" تفضح فساد الهيئة المسؤولة عن "مكافحة الفساد" في مناطق أسد

فضحت مفتشة سابقة فساد الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في طرطوس المفترض أنها المسؤولة عن "مكافحة الفساد" في المحافظة التي تعتبر الخزان البشري الأكبر لمؤيدي بشار أسد في المناطق التي تسيطر عليها ميليشياته.

وقالت المفتشة السابقة وتدعى أثلة الخطيب إن أي مفتش يقوم باكتشاف قضية فساد تتم محاربته من هيئة الرقابة والتفتيش إما بتجميده أو بنقله من مكانه.

وأضافت في منشور على صفحتها الشخصية في فيسبوك أن "الآلية التي مازالت متبعة للتخلص من المفتش الشريف هو مسارعة رئيس الهيئة إلى تقييمه بدلا من مكافأته، ويا للعجب كل المفتشين الذين اكتشفوا قضايا فساد كبيرة تم تقييمهم وكانت نتيجتهم غير ملائمين للعمل التفتيشي فتم رفع الحصانة عنهم ونقلهم خارج الهيئة".

معلومات موثقة

ونشرت المفتشة وثيقة رسمية من الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في محافظة طرطوس، تشير إلى نقل زميلة سابقة لها من العمل بحجة شكاوي شفهية على أدائها والخوف على مصلحتها الشخصية.

وذكرت أن السبب الحقيقي لنقل زميلتها التي تدعى فريال جحجاح من مكان عملها- التي استخدمتها كشاهد حي على الفساد- هو أنها اكتشفت وجود 800 سيارة غير مسجلة بقيود جمارك طرطوس أي أنها (مجهولة المصير).

وجاء ذلك عبر تعليقها على وثيقة نقل زميلتها بسؤال استنكاري لرئيس فرع الهيئة بطرطوس الذي وقع قرار النقل :" ما هي التفاصيل الصغيرة التي دخلت بها زميلتي وأقمت الدنيا عليها وأقعدتها؟.

وتجيب هي على تساؤلها:" سأخبرك .. زميلتي طلبت طلبا صغيرا من وزارة النقل وهو عدد الآليات المسجلة على قيود الجمارك ..هذا الطلب قادها إلى اكتشاف ٨٠٠ سيارة مجهولة المصير.. وبدلا من مساعدتها في الحفاظ على أموال الشعب ذهبت مع الفاسدين ضدها لنهب أموال الشعب".

وتابعت ردها على رئيس الهيئة ضمن تعليقها على وثيقة النقل " منذ متى تخالف القانون وتقبل بشكاوى شفهية، أليس الأجدى بك تطبيق القانون والبحث بالشكاوى المكتوبة الموقعة والموثقة التي بين يديك والتي بقيت سنوات وسنوات بدرجك لا تفتحها لأنها شكاوي على مفتش مدعوم من رئيس مجلس الوزراء ورئيس الهيئة؟!"

وتساءلت مرة ثالثة، أنها إذا أقرت بنقل المفتش للأسباب المذكورة في الوثيقة، فما هو مصير قضية الفساد التي كانت بيده؟، لتجيب من جديد :"للأسف الحفظ وضياع اموال الشعب".

تاريخ فساد طويل

ولفتت المفتشة السابقة في منشورها،  إلى أنه منذ عام ٢٠١٣ لم يقم مفتش باكتشاف قضية فساد إلا وتمت محاربته بتجميده وإبعاده ونقله، بينما يُفرش السجاد للمفتشين الفاسدين ويتبؤون المناصب رغم وجود عشرات الشكاوى الموثقة عليهم بتهم الرشوى والابتزاز وحتى الدعارة.

يشار إلى أن بشار أسد اعترف في اجتماعه الأخير بوزراء حكومته الجديدة بانتشار الفساد بشكل كبير في دولته، لكنه وصف الفساد بـ"الذكي"!،  قبل أن يتعهد  بمحاربته ويوصى وزراءه بذلك، غير أنه بعد كل خطاب يتوعد فيه بشار بمحاربة الفساد يزداد وينتشر أكثر، وليس أدل على ذلك من السرقات الكبيرة التي تتكشف تباعا عن اختلاسات وهدر وسرقات بملايين الدورلات في معظم القطاعات حتى الأكاديمية منها.

وقبل أيام كشف أستاذ جامعي ومسؤول لدى نظام أسد بعد تقديم استقالته عن قضايا هدر وفساد مالي وأكاديمي في أحد فروع جامعة دمشق، تمثلت في إعطاء مرتبة شــرف لطلاب لايستحقونها، وسرقة مال عام وقدره 300 مليون ليرة سورية.

وتتحدث تقارير دولية ومحلية عن أن سوريا باتت تحتل المراكز الأولى عالميا في الفساد والفقر وفي معدل ارتكاب الجرائم، ونتيجة لذلك بات أكثر من  80 في المئة من السوريين في مناطق نظام أسد يقبعون تحت خط الفقر مع نقص كبير في أبسط الخدمات كالكهرباء والأدوية وغيرها.