أسباب داخلية وخارجية وراء اعتذار أديب.. ما الذي ينتظر لبنان؟

أسباب داخلية وخارجية وراء اعتذار أديب.. ما الذي ينتظر لبنان؟
اعتذر رئيس الحكومة اللبناني المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة الجديدة، اليوم السبت، ما يفتح باب التساؤلات حول مستقبل لبنان.

وقال أديب من قصر بعبدا إنه "مع وصول المجهود إلى مراحله الأخيرة تبين لي أن التوافق (بين الأطراف السياسية) لم يعد قائماً".

وأضاف أديب "سبق وأعلنت للكتل أنني لست في صدد الولوج في أي شأن سياسي، وأبلغت الكتل أنني لست في صدد طرح أسماء تشكل استفزازا لها".

من جهتها أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون قبل اعتذار أديب عن تشكيل الحكومة، وأكدت أنه "سيتخذ الإجراءات المناسبة وفق مقتضيات الدستور".

وبدأ أديب مشاوراته مع الأطراف السياسية في لبنان عقب تكليفه بتشكيل الحكومة من قبل الرئيس اللبناني أواخر الشهر الماضي، ليحصل على ثقة البرلمان اللبناني بـ 66 صوتاً.

وطرح اسم مصطفى عقب المبادرة الفرنسية التي أعقبت تفجير مرفأ بيروت في 4 من آب الماضي، وباهتمام من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار لبنان مرتين منذ تفجير المرفأ.

لكن الخلافات وعدم توافق الأطراف السياسية اللبنانية على أسماء الوزراء، أوصلت المبادرة الفرنسية إلى طريق مسدود، بحسب المحلل السياسي اللبناني، محمود علوش، الذي أرجع سبب اعتذار أديب إلى عدة أسباب داخلية وخارجية.

أما الأسباب الداخلية، بحسب ما قاله علوش لأورينت، تعود إلى تمسك "حزب الله" وحركة "أمل" بحقيبة وزارة المالية، إضافة إلى مشكلة النظام السياسي في لبنان القائم على المحاصصة الطائفية.

وقال أديب إن النظام السياسي في لبنان بكل أقطابه غير مستعد حتى الآن لتقديم تنازلات تؤدي إلى إصلاحات حقيقة، لأن النظام في لبنان يحاول إعادة إنتاج نفسه من جديد.

أما الأسباب الخارجية وراء اعتذار أديب، الذي وصفها علوش بـ"الأعمق" هو البعد الإيراني في الملف اللبناني، معتبراً أن إيران تمسك بالملف اللبناني كورقة ضغط على الأمريكيين والغربيين لتحقيق مكاسب، كما أن الإيرانيين ليس من مصلحتهم في الوقت الراهن إنجاح المبادرة الفرنسية من دون أن يكون لهم مكاسب خاصة في ظل الضغوط الأمريكية عليها.

خياران أمام لبنان 

وعقب اعتذار أديب بدأت التساؤلات حول مصير لبنان والمبادرة الفرنسية، خاصة وأن فشلها يعني انتكاسة جديدة لماكرون والسياسية الخارجية الفرنسية.

وبحسب علوش فإن لبنان أمام خيارين، الأول توافق الأطراف السياسية على تشكيل رئيس حكومة جديد خلال فترة قريبة، في حال ضغوطات فرنسية وأمريكية عبر زيادة العقوبات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة على "حزب الله" و"حركة أمل" في محاولة لإقناعهما لتقديم تنازلات.

أما الخيار الثاني ذهاب لبنان إلى مزيد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي أكثر، في حال عدم التوافق بين الأطراف السياسية اللبنانية على تشكيل حكومة خلال فترة قريبة وعدم لعب فرنسا مجدداً دوراً في لبنان.

وأكد علوش أنه في حال عدم التوافق وتقديم تنازلات فإن لبنان "ذاهب للهاوية"، وهو ما أشار إليه الرئيس اللبناني، ميشال عون، قبل أيام.

وكان عون، في رده على أسئلة إحدى الصحفيات، خلال مؤتمر صحفي الإثنين الماضي، عن مستقبل لبنان في حال عدم توافق الفرقاء على تشكيل الحكومة، قال "طبعا عجهنم"، ما أثار غضب لبنانيين واستنكارهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات