أسلحة محرمة ومجازر .. روسيا تغرق بدم آلاف السوريين بعد 5 سنوات

أسلحة محرمة ومجازر .. روسيا تغرق بدم آلاف السوريين بعد 5 سنوات
خلّف التدخل العسكري الروسي المباشر منذ خمس سنوات لإبقاء بشار أسد على كرسي الحكم في سوريا نتائج كارثية على المستوى الإنساني بحق ملايين السوريين قتلاً وتدميراً ونزوحاً وتهجيراً.

وذكرت منظمة الخوذ البيضاء أن المحتل الروسي قتل وجرح أكثر من 12 ألف مدني سوري بينهم نساء وأطفال وارتكب 182 مجزرة، وتسبب بتهجير حوالي مليون ونصف مليون سوري داخلياً وخارجياً.

 وجاء ذلك في تقرير شامل نشرته المنظمة على معرفاتها الرسمية بمناسبة مرور 5 سنوات على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا 30 أيلول 2015.

وقالت المنظمة في تقريرها إن الاستهدافات الروسية لمختلف مناطق سوريا على مدى السنوات الخمسة الماضية أدت إلى مقتل 3966 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وجرح 8121 جراء الغارات والقصف الروسي.

وأضافت أن من بين هذه الاستهدافات 182 مجزرة ارتكبها المحتل الروسي، أسفرت عن مقتل 2228 مدنياً من إجمالي العدد الكلي المذكور، مشيرة إلى أن من بين المجموع العام للقتلى والجرحى 36 قتيلاً 58 جريحاً متطوعا في الخوذ البيضاء.

ووثق التقرير تنفيذ روسيا لـ 5025 غارة، جوية و318 هجوماً بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، و 130 هجوما بالأسلحة الحارقة، وذلك خلال دعمها ومساندتها لميليشيا أسد الطائفية في مختلف مناطق سوريا.

إفراغ المدن من سكانها الأصليين

أوضح تقرير المنظمة أن حملات التهجير وإفراغ المدن من السكان الأصليين بدأت تتوسع مع بدء التدخل الروسي لمصلحة نظام الأسد في سوريا، وكانت أولى نتائج ذلك التدخل تدمير الأحياء الشرقية في مدينة حلب في عام 2016 وتهجير سكانها، لينتقل بعدها التهجير إلى ريف دمشق الغربي وأحياء دمشق الشرقية عام 2017.

وبين التقرير أن عام 2018 كان عام التهجير بامتياز، حيث شمل الغوطة الشرقية والقلمون أحياء دمشق الجنوبية بريف دمشق، وريف حمص الشمالي، إضافة للجنوب السوري الذي يضم القنيطرة ودرعا.

ولم تتوقف حملات التهجير التي كانت تترافق مع قصف مكثف من قبل الطيران الحربي الروسي، وبحسب التقرير بلغ عدد النازحين والمهجرين منذ تشرين الثاني 2019 حتى نهاية شباط 2020 أكثر من 1,037,890 شخصاً من مناطق الشمال السوري فقط.

ولفت التقر ير إلى أن عودة النازحين في الشمال السوري، إلى مناطقهم في ريفي إدلب وحلب ما تزال محدودة رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في 5 آذار الماضي، مع استمرار الخروقات اليومية له من قبل ميليشيا أسد وروسيا على حد سواء.

وكانت الأمم المتحدة وصفت موجات النزوح التي شهدها الشمال السوري (أرياف إدلب وحماة وحلب واللاذقية)، خلال التاريخ المذكور، بأنها الأكبر بتاريخ سوريا، حيث أجبرت أكثر من 1,182,772 مدنياً على ترك منازلهم والهرب من الموت.

وتوجه نصف مليون نازح إلى مخيمات الشريط الحدودي مع تركيا والتي كانت تضم نحو مليون نازح ليرتفع العدد فيها إلى مليون ونصف مليون نازح، في حين توجه القسم الأخر إلى ريفي حلب الشمالي والشرقي عفرين واعزاز والباب وجرابلس (درع الفرات وغصن الزيتون).

تدمير البيوت والمنشآت الحيوية

ووفقا للتقرير تركزت الهجمات الروسية على مراكز المدن ومنازل المدنيين والمرافق الحيوية، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم، حيث استهدفت 69٪ من تلك الهجمات منازل المدنيين بواقع (3784 هجوماً)، فيما كانت الحقول الزراعية بالمرتبة الثانية 15٪ من الهجمات (821 هجوماً)، ومن ثم الطرق الرئيسية والفرعية 6٪ (324 هجوماً) ومن ثم المشافي والمراكز الطبية بـ (70 هجوماً) ومراكز الدفاع المدني 59 هجوماً.

واستهدفوا الأسواق الشعبية بـ (53 هجوماً) والمدارس بـ(46 هجوماً)، ومخيمات النازحين ب (23 هجوماً)، إضافة لعشرات الهجمات التي استهدفت مساجد وأفراناً ومعامل وأبنية.

ووصف التقرير حجم الدمار وكمية ترسانة الأسلحة التي استخدمتها روسيا بأنهما أكبر دمار حاصل في العالم  منذ الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أن روسيا لم تكتف بذلك بل خرجت عن المألوف وتباهت بجعل أجساد السوريين حقول تجارب لأسلحتها الفتاكة لتزيد من مبيعاتها من تلك الأسلحة.

إدانة ومناشدة

بدورها أصدرت منظمة "منسقو الاستجابة المحلية" بيانا دانت في التدخل العسكري الروسي وحملته المسؤولية الكاملة عن مقتل الآلاف من الضحايا المدنيين ونزوح ملايين السوريين واتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال عمليات القصف البري والجوي وما تبعها من عمليات التغيير الديمغرافي والتهجير القسري الممنهج.

وقالت المنظمة في بيانها الصادر اليوم الأربعاء إن التدخل العسكري الروسي يخالف الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة في عدم جواز استعمال القوة في العلاقات الدولية، ويخالف المادة الرابعة والعشرين والتي توجب على روسيا الحفاظ على السلم والأمن الدوليين كونها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وجاء في البيان أن روسيا بتدخلها العسكري خالفت أيضاً قرار مجلس الأمن رقم 2170 لعام 2014، والذي ينص على عدم تلقائية الخيار العسكري للدول في تطبيق مكافحة الإرهاب، بل اشترط الرجوع إلى مجلس الأمن لأخذ هذا القرار.

وطالبت كل من منظمة "منسقو الاستجابة" والخوذ البيضاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤوليتهم بالتدخل السريع والعاجل لوقف مجازر روسيا وميليشيا أسد المستمرة ضد السوريين وتدميرهم للبنى التحتية وعرقلة الحلول السياسية والإنسانية، وضربهم بعرض الحائط جميع القرارات الدولية ذات الصلة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات