"سنأخذ المال منهم".. قيادي يكشف حجم إنفاق إيران على وكلائها لحماية أسد

"سنأخذ المال منهم".. قيادي يكشف حجم إنفاق إيران على وكلائها لحماية أسد
قال نائب قائد ميليشيا "الحرس الثوري"، علي فدوي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، إن إيران أنفقت قرابة 20 مليار دولار لتحقيق أهداف سياستها الخارجية المثيرة للجدل في المنطقة، بحسب ما ترجمت أورينت نت عن راديو "فري يورب".

وصرح علي فدوي في حديث لقناة "أوفوغ" التلفزيونية الحكومية في 26 أيلول/ سبتمبر، أن إيران أنفقت 19.6 مليار دولار على حرب 1980- 1988 مع العراق.

وأضاف أن تكلفة سياسات إيران الإقليمية، على الجيوش بالوكالة والمساعدات العسكرية في دول مثل سوريا والعراق واليمن، كان أقل من ذلك، مضيفاً أنه لا يستطيع تذكر المبلغ بدقة.

كما ذكر فدوي، ثاني أكبر قائد في "الحرس الثوري" الإيراني، أن هذه المليارات غير ذات أهمية إذا ما قورنت بما كسبته إيران في المنطقة.

وأكد أنه منذ البداية عندما انخرطت إيران فيما يسمى بـ"جبهة المقاومة" كان الإنفاق منخفضاً للغاية، أقل بكثير من الحرب ولكن النتائج كانت كبيرة. على حد تعبيره.

كان تقديره النادر لمقدار ما أنفقه الحرس الثوري الإيراني على دعم الأنظمة والفصائل في البلدان المجاورة، بحسب الراديو، أقل بكثير من الأرقام التي استشهدت بها مصادر أخرى.

ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن النائب حشمت الله فلاحت بيشة، قوله إن إيران ربما أنفقت ما بين (20 - 30) مليار دولار فقط خلال مشاركتها في سوريا، حيث دعمت القوات والميليشيات المدعومة من إيران نظام أسد.

ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام، بسبب سرية معظم نفقات الحرس الثوري الإيراني، ولأن إيران لا تكشف عن تكلفة دعمها لوكلاء إقليميين، بهدف توسيع نفوذها في المنطقة ومواجهة خصومها.

تصاعد حدة غضب الإيرانيين إزاء التدخل في سوريا

كان دعم إيران لتلك الجماعات شبه العسكرية، بما في ذلك ميليشيا "حزب الله" اللبناني، مصدر غضب لبعض الإيرانيين، خاصة عندما أدى سوء الإدارة الاقتصادية والعقوبات الأمريكية إلى السقوط الحر للعملة الوطنية وارتفاع الأسعار بشكل صاروخي، مما جعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة لكثير من الناس.

خلال المظاهرات الأخيرة المناهضة للنظام الإيراني، هتف المتظاهرون "اتركوا سوريا.. فكروا بنا" و"لا لغزة.. لا للبنان.. أضحي بحياتي من أجل إيران"، إذ تسلط الهتافات الضوء على الإحباط الذي يشعر به الناس من دعم إيران لتلك الميليشيات الإقليمية والمساعدات التي تقدمها لنظام أسد.

كان استخدام إيران للوكلاء أيضاً نقطة نقاش من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضد المؤسسة الدينية الإيرانية، متهمة طهران بسرقة الموارد من الشعب الإيراني لإحداث عدم استقرار في الشرق الأوسط ودعم الجماعات الإرهابية.

وبحسب بيانات وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2018 فقد أنفقت المؤسسة الإيرانية "16 مليار دولار لدعم نظام أسد ودعم شركائها ووكلائها الآخرين في سوريا والعراق واليمن منذ عام 2012".

وأضاف التقرير أيضاً أن إيران تمول "حزب الله" بما يصل إلى 700 مليون دولار سنوياً وتقدم 100 مليون دولار أخرى سنوياً للجماعات الفلسطينية.

عندما سُئل فدوي عن هتافات المحتجين ضد تقديم طهران لمثل هذه المساعدات لدول المنطقة، بدا وكأنه يشير إلى أنها غير مهمة في مواجهة ما وصفه بـ "الانتصارات والعظمة" التي حققتها إيران من خلال سياساتها، حسب زعمه.

وفي تصريحات منفصلة، قال الجنرال رحيم يحيى صفوي المستشار العسكري لـ "علي خامنئي"، والذي شغل منصب قائد "الحرس الثوري" الإيراني، إن إيران ستدعم أي "دولة مسلمة أو غير مسلمة" ستطلب مساعدتها، مضيفاً: "سنأخذ المال منهم".

وأشار المسؤولون الإيرانيون إلى أنه على الرغم من حملات الضغط الشديدة التي تشنها واشنطن، والتي جلبت مشاكل غير مسبوقة للاقتصاد الإيراني، إلا أنهم ليسوا مستعدين للتخلي عن دعمهم للوكلاء.

الذهب مقابل الوقود

يُعتقد أن ميليشيا "فيلق القدس"، الذراع الخارجي التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، الذي قُتل قائده قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية في يناير/ كانون الثاني، لعب دوراً رئيسياً في توسيع عمليات إيران الإقليمية.

وقال صفوي في مقابلة في 27 سبتمبر/ أيلول مع وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية: "مقابل كل مساعدة قدمناها للعراقيين، تلقينا دولارات نقداً" وأضاف "وقعنا عقداً مع السوريين مقابل أشياء معينة"، واستطرد قائلاً: "بالطبع سوف <يستفيد> الروس في سوريا أكثر منا".

كما أكدت تقارير إعلامية سابقة حصول طهران على الذهب لإرسال الوقود إلى فنزويلا، التي استهدفتها العقوبات الأمريكية أيضاً.

وقال صفوي "أعطينا البنزين لفنزويلا وتسلمنا سبائك ذهبية كمدفوعات. أحضرنا الذهب إلى إيران على متن طائرة حتى لا يحدث أي شيء".

أقام البلدان علاقات ثنائية وثيقة بسبب مشاكلهما المشتركة مع واشنطن.

وقال "الفنزويليون شيوعيون لكنهم وقفوا في وجه الأمريكيين ونحن نساعدهم ونمنحهم برامج ونقدم لهم أفكارا مثل كيفية حشد الناس وكيفية صد الهجمات الإلكترونية"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات