بين بايدن وترامب.. السوريون من يدعمون؟

بين بايدن وترامب.. السوريون من يدعمون؟
تطرق مقال لموقع "ميدل إيست مونيتور" إلى انقسام آراء السوريين حول التنافس الانتخابي الأمريكي بين الحزبين الأمريكيين الديموقراطي ويمثله جو بايدن، والجمهوري الذي يمثله الرئيس الحالي دونالد ترامب، والسياسة التي يتبعها كل منهما بالنسبة للقضية السورية.

يقول المقال، إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لا تتغير عندما يتغير الرؤساء، بغض النظر عن حزبهم أو شخصيتهم، فعادة ما تحدد المصالح الوطنية وحدها السياسة، وفي النهاية المؤسسات هي التي تحكم، وليس الأشخاص في السلطة، ومع ذلك فإن الرؤساء لديهم بعض المساحة للمناورة في الداخل والخارج، وهو أمر مهم للسماح بتغيير المسار حسب الظروف، ولكن دون التأثير على المصالح الرئيسية لواشنطن.

على سبيل المثال، تغيرت سياسة أمريكا تجاه سوريا عندما حل دونالد ترامب محل باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة، حيث مال أوباما إلى الدبلوماسية الناعمة فيما يتعلق بإيران، وهو ما انعكس في اتفاق نووي سداسي الأطراف سمح لطهران بتنفس الصعداء وإعادة تنشيط نفوذها السياسي والعسكري في جميع أنحاء المنطقة وخاصة في سوريا، بينما سحب ترامب الولايات المتحدة من هذه الاتفاقية وأعاد فرض العقوبات على إيران، كما أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتكثيف هجماتها ضد القوات الإيرانية في سوريا.

علاوة على ذلك، وقف أوباما في طريق أي تحرك تركي في شمال سوريا، بينما سمح ترامب لأنقرة بعبور الحدود بين تل أبيض ورأس العين، وقبل ذلك غض الطرف عن النشاط التركي في عفرين.

على الرغم من الخلافات مع تركيا، دعم ترامب الموقف التركي في شمال غرب سوريا، وبالتالي ساهم في منع روسيا والنظام السوري من غزو إدلب؛ بشكل عام كانت إدارة ترامب مرتاحة للغاية بشأن مصالح تركيا في جارتها الجنوبية.

في عام 2016، قبلت إدارة أوباما الطلب الروسي بتأجيل التصويت على قانون قيصر، بينما أصر ترامب على تمرير القانون إلى الكونغرس، ووجه الأخير خلال ولايته غارتان عسكريتان ضد نظام الأسد، على الرغم من أنها كانت محدودة، إلا أنها كشفت عن الخطوط الحمراء لأمريكا، والتي كانت غير واضحة خلال فترة أوباما في البيت الأبيض.

تم تبني ما يسمى بـ"القتل المستهدف"، كما رأينا مع اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في يناير، والذي كان مسؤولاً عن قتل المئات إن لم يكن الآلاف من السوريين. يشير هذا إلى أن الهوامش متاحة لرؤساء الولايات المتحدة لإحداث تغيير، ليس في أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولكن في أدوات تنفيذها، إذ لا يمكن الاستهانة بهذا الأمر، لأن الاختلافات بين أوباما وترامب في سوريا واضحة جدًا، قد لا تتغير أساسيات السياسة الخارجية للولايات المتحدة عندما يتغير الرؤساء، ولكن هناك بالتأكيد مجال للبيت الأبيض لإجراء تغييرات، بغض النظر عمن هو في المنصب.

اليوم، ينقسم السوريون في أفكارهم حول الجمهوري ترامب والديموقراطي جو بايدن في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يعتقد البعض أن موقف ترامب بشأن سوريا هو أفضل ما سيحصل عليه، وأن سياسة بايدن ستعكس إما سياسة أوباما، كونه كان نائب الرئيس أوباما، أو محاولة التفوق على ترامب بسياسة جديدة دون التمكن فعليًا من القيام بذلك. ومن يصدق هذا الهجوم افتقار بايدن للوضوح كما كان الحال مع أوباما، ويستشهد بإصدار بايدن وثيقتين للسياسة الخارجية، الأولى منها لم تذكر سوريا على الإطلاق، والثانية لم تذكرها إلا بشكل عابر.

ويتجلى هذا التردد في السياسة المنشورة على موقعه على الإنترنت والتي يتعهد فيها بايدن بدعم إعادة إعمار سوريا، على الرغم من موافقته على عقوبات قانون قيصر. ومع ذلك، خلال لقاء مكثف مع مجموعة من الأمريكيين السوريين، ألزم نفسه بالوقوف إلى جانب المدنيين والشركاء المؤيدين للديموقراطية على الأرض، دون التحدث عن استراتيجية واضحة تؤدي إلى نتائج سياسية عملية.

يعتقد البعض الآخر أن بايدن أفضل من ترامب وسيمهد مسارًا سياسيًا مختلفًا تمامًا تجاه سوريا عما فعل أوباما، وسيتجنب الضغط الاقتصادي طويل الأمد وغير المجدي من ترامب على المستوى الاستراتيجي. 

الاعتقاد السائد هو أن فريق بايدن بقيادة أنطوني بلينكين كبير مستشاريه ووزير الخارجية المحتمل في إدارة بايدن، لديه رؤية واضحة لسوريا، على الرغم من حقيقة أن الموقف الحقيقي للمرشح الرئاسي لم يعلن بعد.

ومع ذلك، شدد بلينكين على ضرورة بقاء القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا وتعزيز العمليات التركية في إدلب. هذا تصريح واضح وعلني عن رغبة الولايات المتحدة في التعاون مع أنقرة. لا يمكن الوثوق بسياسة ترامب ولا يمكن التنبؤ بها، كما يقول المعسكر المؤيد لبايدن، لأنها تقوم على النفوذ السياسي أكثر من التخطيط المسبق.

في غضون ذلك، فإن نظام أسد وبشكل لا لبس فيه بحاجة إلى دعم جو بايدن للفوز في انتخابات نوفمبر. إذ يأمل أسد في إعادة تفعيل السياسة السابقة التي تبناها أوباما والحزب الديموقراطي بشأن الأزمة في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات