لماذا قد تكون حرب أرمينيا وأذربيجان كارثة على إيران ونعمة لإسرائيل؟

لماذا قد تكون حرب أرمينيا وأذربيجان كارثة على إيران ونعمة لإسرائيل؟
تحدث تقرير نشره موقع "يورو أسيان تايمز" عن خطورة تصاعد الحرب بين أذربيجان وأرمينيا الذي يمكن وصفه "يوم القيامة" في حال تفاقم الأمر وتصاعد التوتر.

واعتبر التقرير أن الحرب أحدثت صراعاً بين القوى العالمية وكذلك بين الجيران، وإيران في منتصف الصراع الحرج وتحتاج بالتأكيد إلى عدم ترك الوضع يتفاقم ويخرج عن نطاق السيطرة.

وكان دور إيران حتى الآن هو أن تكون "محايدة" بين أرمينيا المسيحية وأذربيجان المسلمة، بسبب أن روسيا تدعم أرمينيا حيث تبيع أسلحتها لها، ولكن بعد ذلك تبيع روسيا الأسلحة لإيران وأذربيجان أيضاً, أما تركيا فتؤيد أذربيجان.

موقف إيران هو الجلوس على الوساطة، لكن الوضع في إيران نفسها يخرج عن نطاق السيطرة، حيث يوجد عدد كبير جداً من السكان الأذربيجانيين من أصل تركي في إيران (حوالي 20 مليون) والذين يتحدثون بطريقة ضد إيران لإعلان دعمها لأذربيجان في حرب قره باغ.

يُقال إن أكثر من 100 شخص قُتلوا منذ بدء الحرب في 27 سبتمبر 2020. كانت كل من أرمينيا وأذربيجان في السابق تحت الاتحاد السوفياتي الذي انهار في عام 1991 وكلاهما خاض حرباً في عام 1994 أيضاً.

إيران، التي كانت محاصرة بالفعل بسبب الحرب التي رعتها الدول العربية من قبل العراق (1980-89) وتواجه ضغوط أمريكية منذ عقود لدعمها الصريح لفلسطين، ونظام الأسد في سوريا (بدعم روسي) علاوة عن اقتصادها المزعزع، يضاف إلى كل ما سبق أنها شهدت مؤخراً موجة من الاحتجاجات من قبل الأذربيجانيين في العديد من مدنها بما في ذلك العاصمة طهران ومدينة تبريز شمال غرب، حيث يحتشد الأذربيجانيون للتأكيد: "كاراباخ لنا".

وسبق أن أصدر أربعة ممثلين عن المرشد الإيراني علي خامنئي في الثاني من اكتوبر، بيانا مشتركاً في أربع مقاطعات (أذربيجان الغربية والشرقية وأردبيل وزنجان)  لدعم أذربيجان، وهي مقاطعات يشكل الأذريين غالبية السكان، حيث أكد البيان أنه "لا شك في أن المنطقة الانفصالية (قره باغ) تابعة لأذربيجان".

دعت إيران، التي لها حدود مشتركة مع كل من أذربيجان وأرمينيا، إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وأبدت طهران استعدادها للتوسط في النزاع، حيث دعا الرئيس الإيراني روحاني رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، إلى أن بلاده تعمل من أجل إنهاء الصراع. 

وكان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قد أعرب بالفعل عن أن "منطقتنا بحاجة إلى السلام الآن".

وبحسب المقال، فإن الوقت حان لتسود الحكمة وتتخذ إيران المبادرة للتدخل لأن التداعيات المباشرة للسيناريو ستؤثر على نظام الحكم في إيران. إذ تحتاج إيران لاقناع الأذربيجانيين بأنها تدعمهم ولا تراوغ عليهم، لأنه قد تقوم القوى الخارجية بالهندسة لجعل الأذربيجانيين يسعون إلى أرض منفصلة داخل إيران، مع الأخذ في الاعتبار الوزن الذي يشكله حوالي 20 مليون شخص أذري يدعمون بلادهم من داخل إيران.

ومن المفترض أن تتعامل طهران مع الوضع بعناية فائقة، بسبب حالة الاقتصاد السيئة للغاية، على الرغم من عقدها صفقة تجارية وعسكرية بقيمة 400 مليار دولار مع الصين لمدة 25 عاماً.

المشكلة، هي أن إيران تجد نفسها محاصرة بين الدعم التركي الكامل لأذربيجان والدعم الروسي لأرمينيا، وأيضًا أن إيران تجد نفسها تحت ثقل روسيا، بسبب دعمها غير المقيد لنظام أسد في السنوات الثماني الماضية، خصوصاً بعدما أعطت روسيا "إشارة إيجابية" لإيران في إمكانية بيعها نظام صواريخ إس -400.

ومن المثير للاهتمام، أن روسيا قد زودت تركيا بالفعل بنظام إس -400 الأمر الذي يثير غضب إسرائيل والولايات المتحدة، كما قدمت الدعم لتركيا التي تتعارض مع اليونان في البحر الأبيض المتوسط، بينما دعمت فرنسا والإمارات العربية المتحدة ودول أوروبية أخرى اليونان، لكن في أرمينيا، روسيا وتركيا على طرفي نقيض! لا سيما أن روسيا تمتلك قاعدتها العسكرية رقم 102 في أرمينيا.

ودقت أرمينيا جرس الإنذار من خلال الادعاء بأن تركيا استخدمت طائرات F-16 أمريكية الصنع ضدها، كما أبلغ نيكول باشينيان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بذلك، وبالتالي إذا قفزت الولايات المتحدة إلى هذا الصراع، الذي تراقبه الآن من الهامش، فإنها وبشكل طبيعي ستبتلع تركيا وروسيا وإيران أيضًا.

وستدعو مشاركة إيران الصين وباكستان أيضاً، لأن كلاهما متشابك في مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وبينما تلتزم الصين الصمت بشأنه حتى الآن، فإن باكستان تدعم أذربيجان بشكل علني.

وتتهم أرمينيا تركيا بإحياء إمبراطوريتها التركية القديمة، وبالتالي فهي تدعم أذربيجان، الأمر الذي يعد لعنة لبريطانيا وفرنسا والقوى الأخرى، حيث كانت هذه القوى الاستعمارية هي التي قطعت أوصال الإمبراطورية التركية/ العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى ونحتها جانباً. وخرجت إسرائيل من فلسطين التركية والعديد من الدول العربية الأخرى الأصغر.

كما يتعين على تركيا أن تبدأ في اقتحام مكانة جديدة، حيث لم تتهم روسيا تركيا حتى عندما قُتل سفيرها في إسطنبول عام 2016، ورغم ذلك لم تذبل العلاقات الروسية والتركية، حيث انخرطت روسيا في دبلوماسية بارعة ونحن جميعاً نتذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف الحادث بأنه "استفزاز يهدف إلى إفساد تطبيع العلاقات الروسية التركية".

وبدلاً من ذلك، عززت تركيا وروسيا التضامن والتعاون، بالرغم من قيام تركيا بإسقاط طائرة روسية في عام 2015. ففي الوقت الحالي، تحتاج تركيا إلى إبطاء الشعور بالإمبراطورية العثمانية/ التركية أو الخلافة، لأن جميع الدول العربية تتخذ مواقف مناهضة ضد تركيا، باستثناء قطر.

إسرائيل الآن مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهي عدو لدود لتركيا، وأكثر من ذلك بسبب الانتماء التركي للمسجد الأقصى، وهو ثالث أقدس موقع للمسلمين والذي تريد الدولة اليهودية هدمه لجعله المعبد الثالث عليه.

يزداد الوضع سخونة حول أرمينيا وأذربيجان ، وهنا عندما تحتاج كل من روسيا وتركيا وإيران إلى تسوية مسار وسط مع كل من أرمينيا وأذربيجان، كما لو أن الأمر سيبرر بأن تدخل الولايات المتحدة بعد انتخابات نوفمبر 2020، فستكون كارثة بانتظار حدوثها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات