بين سوريا وأذربيجان.. غموض يطرأ على العلاقات الروسية التركية

بين سوريا وأذربيجان.. غموض يطرأ على العلاقات الروسية التركية
رسمت تصريحات المسؤولين الأتراك والروس الأخيرة، بوادر خلاف جديد في العلاقات بين الحليفين الاستراتيجيين في النزاع المتفاقم في القوقاز، لتكون الساحة الثالثة التي تجمع الدولتين بحروب ونزاعات معقدة إقليميا.

وخلال مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء، إلى خلافات بين بلاده وتركيا في النزاع الدائر في إقليم "قره باغ" بين أذربيجان وأرمينيا، على خلاف التفاهم في سوريا بين الطرفين.

وطالب لافروف أن "تكون تصرفات تركيا في قره باغ شفافة مثلما كانت في سوريا"، بحسب تعبيره.

وأوضح "أما بخصوص سوريا، أعتقد أن مثل هذه الشفافية تم توفيرها هناك، وعلى الرغم من أن العسكريين الأتراك متواجدون في الأراضي السورية دون دعوة الحكومة الشرعية، إلا أن "الرئيس السوري" بشار الأسد وحكومته أيدا إنشاء صيغة أستانا، ويشاركون في تطبيق المبادرات المطروحة من قبل ثلاثية الدول الضامنة".

وأثنى المسؤول الروسي على الشراكة بين (روسيا وإيران وتركيا)، والذي اعتبر أنها أتاحت تقليص مناطق المعارضة السورية لصالح نظام أسد الذي تدعمه روسيا، وحتى الوصول إلى إنشاء ما يعرف بـ "منطقة خفض التصعيد" في محافظة إدلب، والاتفاق الموقع بين موسكو وأنقرة حول المنطقة ذاتها.

لا شفافية في أذربيجان

منذ اندلاع الحرب بين أذربيجان وأرمينيا أواخر الشهر الماضي، حول إقليم "قره باغ"، بدأت ملامح خلاف روسي تركي تظهر في تلك القضية المتفاقمة في منطقة القوقاز.

وأكدت تركيا مراراً دعمها لحليفتها أذربيجان على كافة الصعد حتى استعادة الإقليم، وفق تصريحات متكررة للرئيس رجب طيب أردوغان ووزيري خارجيته ودفاعه، بينما تدعم روسيا أرمينيا وفق اتفاقات عسكرية واقتصادية قائمة بين البلدين.

وفي هذا الصدد قال لافروف في تصريحاته اليوم إن روسيا "تعارض الموقف الذي طرحته تركيا وأعلنه رئيس علييف (رئيس أذربيجان إلهام علييف) مراراً، وهذا ليس سراً. لا يمكننا أن نؤيد التصريح الذي ينص على أن الحل العسكري للنزاع موجود ومقبول، وتصر موسكو على الموقف القاضي بأنه لا يمكن تسوية نزاع قره باغ إلا بالطرق السلمية".

ولفت إلى إن بلاده "لا تعتبر تركيا حليفاً استراتيجياً، بل هي تعتبرها شريكا وثيقا جدا"، بحسب تعبيره.

ومنذ اندلاع الحرب في قره باغ قبل ثلاثة أسابيع، غابت الاتصالات الرسمية بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من ثقلهما وقدرتهما على إيقاف الحرب بين البلدين.

وترافق ذلك مع حديث المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف أن "بوتين لا يخطط حاليا لإجراء محادثات مع نظيريه الأذربيجاني إلهام علييف أو التركي رجب طيب أردوغان بشأن الصراع في قره باغ". 

وأضاف بيسكوف أنه "إذا اقتضت الضرورة، فلا شك في أن الرئيس بوتين بالطبع سيناقش هذا الموضوع مع نظيريه" في إشارة إلى علييف وأردوغان.

لكن بوتين أجرى اتصالات في الأيام الماضية مع رئيسي أذربيجان وأرمينيا، إلى جانب لقاء جمع وزراء خارجية تلك الدول الثلاث في موسكو، نتج عنه اتفاق لوقف إطلاق النار في قره باغ، فيما أكدت أنقرة دعمها للاتفاق شريطة انسحاب القوات الأرمينية من الإقليم المتنازع عليه.

لكن الاتفاق بدأ هشاً بين الطرفين اللذين تبادلا اتهامات بخرق الهدنة، وسط دعوات روسية ودولية لتثبيت الاتفاق والجلوس إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي تربطه أذربيجان وتركيا بانسحاب كامل للقوات الأرمينية من الإقليم.

شراكة استراتيجية متناقضة 

وتدعم روسيا أرمينيا باتفاقيات عسكرية واقتصادية بين البلدين، في الوقت ذاته تجمعها علاقات عسكرية وتجارية مع أذربيجان، بينما تدعم تركيا حليفتها أذربيجان على كل الصعد وذلك بحسب التصريحات الرسمية للحكومة التركية.

كما تلعب موسكو دور الوسيط في حل النزاع في قره باغ، باعتبارها عضوا في مجموعة مينسك المكلفة بالقضية، وفي الوقت ذاته فإن روسيا تدعم أرمينيا على الصعيدين العسكري والاقتصادي، وفق مصالح تجمع الطرفين.

وتتشارك روسيا وتركيا في ملفات دولية معقدة أبرزها سوريا وليبيا وأذربيجان، وتدعم كل دولة طرفا مختلفا في تلك المناطق، ويعمل الجانبان على تغليب المصالح المشتركة بينمهما والابتعاد عن التصادم الذي يتوقعه مراقبون في كل مواقف التأزم في تلك المناطق الثلاث.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات