صحيفة: إيران تتبع استراتيجية جديدة في سوريا أكثر خطورة من السابق

صحيفة: إيران تتبع استراتيجية جديدة في سوريا أكثر خطورة من السابق
 منذ اندلاع الاحتجاجات السلمية في خضم الربيع العربي وقف فيلق القدس الإيراني الداعم الرئيسي لبشار الأسد، وهو ما أكده وزير دفاع نظام أسد أنه التقى في البداية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في عام 2011 من أجل قمع المتظاهرين السلميين في حمص، وهي ضاحية من ضواحي ثالث أكبر مدينة في البلاد.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، استثمرت إيران بشكل كبير استراتيجيتها الدفاعية في الحروب بالوكالة والخلايا الإرهابية في البلدان المجاورة، إذ استثمر فيلق القدس مليارات الدولارات في تجنيد وتدريب وتنظيم مجموعات بالوكالة خصوصاً في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ودخل حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، وعشرات الميليشيات العراقية الأخرى، وميليشيا فاطميون الأفغانية و ميليشيا زينبيون الباكستانية والعديد من عناصر وقادة الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا لدعم بشار الأسد.

على الرغم من وجودهم الاستثنائي، بدأت إيران تخسر الأرض التي سيطرت عليها في سوريا منذ عام 2015، حيث قُتل أكثر من 10 من كبار المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم العميد حسين حمداني، في فترة وجيزة وأصيب سليماني أثناء الإشراف على عملية عسكرية في حلب، ما اضطر سليماني إلى السفر إلى موسكو وأقنع فلاديمير بوتين بالتدخل وإنقاذ المعركة التي كان على وشك خسارتها.

وبدأ التدخل الروسي الرسمي في أيلول 2015، واستهدفت الضربات الجوية بشكل أساسي معاقل الثورة السورية.

في كانون الأول / ديسمبر 2016، أدت مجموعة من الضربات الجوية الروسية والحصار الذي فُرض تحت قيادة سليماني من قبل حزب الله ومرتزقة آخرين في فيلق القدس، إلى التهجير القسري لسكان حلب. 

وتكرر نفس السيناريو في الغوطة الشرقية والعديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء سوريا.

ووفقًا لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، بات السوريون يشكلون أكبر عدد من المهجرين قسراً في العالم إذ زاد عددهم عن 13.4 مليون شخص في نهاية عام 2019. ولعبت إيران دوراً رئيسياً في قتل وتشريد ملايين السوريين، وفي صنع أزمة اللاجئين. التي تدفقت على أوروبا والتغيرات الديموغرافية داخل سوريا وسط تفاوض قادة العالم على "صفقة إيران النووية" الشهيرة.

مثّل القضاء على قاسم سليماني بداية عام 2020 ضربة كبيرة لفيلق القدس الإيراني ووكلائه في جميع أنحاء العالم.

وفي إطار كل هذا يحاول المسؤولون الإيرانيون التقليل من أهمية وجودهم العسكري في سوريا، وينصب تركيزهم على الاقتصاد والثقافة والتعليم.

والتقى السفير الإيراني في دمشق مؤخراً بوزيري الصحة والتعليم لدى نظام أسد. ووقع عدة اتفاقيات لإعادة بناء الأنظمة الصحية والتعليمية المتضررة في البلاد.

وبحسب مواقع المعارضة السورية، فإن بعض الشوارع يتم تسميتها بأسماء قادة المليشيات الموالية لإيران الذين قتلوا في المعارك ضد المعارضة.

وتشهد العديد من المدن التي ذات الغالبية السنية (إذ يشكل السنة غالبية في سوريا)، بما في ذلك دمشق، احتفالات دينية شيعية واسعة النطاق وتغيرات ديموغرافية. ويوزع الحجاج الإيرانيون المخدرات على نطاق واسع، كما تسمح فنادق سورية بالدعارة بذريعة الزواج المؤقت الشيعي.

واستخدمت إيران سابقاً هذا المزيج من الغزو العسكري والثقافي والاقتصادي في كل من لبنان والعراق خلال العقود الماضية.

ومع تلاشي دور إيران العسكري بسبب ضعفها والوجود الروسي، في سوريا، فقد بدلت استراتيجيتها، ليصبح تأثيرها الزاحف على البنية التحتية والثقافة السورية أكثر خطورة واستمرارية من أي وقت مضى.

للاطلاع على الموضوع من موقع ليفانت نيوز للكاتب الإيراني على رضا زادة اضغط هنا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات