"حمود سحارة".. من العراق إلى سجن صيدنايا قبل أن يقتل في حضن الجولاني

"حمود سحارة".. من العراق إلى سجن صيدنايا قبل أن يقتل في حضن الجولاني
على الحدود التركية- السورية ومن قرية جكارة غرب مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، أسدل الستار عن أبرز الشخصيات القيادية في تنظيم "القاعدة" في سوريا، والتي قاتلت في عدة دول قبل تمركزها في سوريا والإسهام في تأسيس "جبهة النصرة" خلال السنوات الثماني الماضية.

"الشيخ عبد السلام" و"حمود سحارة" و"حمود كنى" أسماء وألقاب حملها أبرز قياديي التنظيم في سوريا على مدى السنوات الماضية، قبل أن يقتل جراء غارة أمريكية استهدفت اجتماعاً أمنياً وصفته واشنطن بأنه "اجتماع لكبار قادة التنظيم".

وعلى الرغم من النشاط الأمريكي في الشمال السوري خلال الأسابيع الماضية والذي استهدف شخصيات قيادية في تنظيمات "جهادية"، إلا أن الضربة الأخيرة تعتبر الأقوى كونها أدت إلى مقتل العديد من القياديين السابقين في تنظيم "القاعدة" بحسب ما أعلنه الجيش الأمريكي.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية في بيان نشرته قناة "الحرة" إن "القوات الأمريكية شنت غارة على مجموعة من تنظيم القاعدة في سوريا، خلال اجتماع لكبار قادة التنظيم بالقرب من إدلب".

وبعد تضارب الأنباء حول جنسية وتبعية القتلى، البالغ عددهم 15 شخصاً، بدأت الأسماء تتكشف خلال الساعات الماضية تمكنت أورينت نت من التوصل إلى معلومات عنهم.

ومن القتلى أبو حفص الأردني الذي ينحدر من حي الصاخور في حلب وعاش في الأردن قبل أن يعود إلى سوريا ويتسلم منصب أمني في "جبهة النصرة" عام 2016، لينشق عنها في 2017 بعد فك ارتباطها مع تنظيم "القاعدة".

كما قتل في الضربة الأمريكية سامر سعاد واثنان من أخوته، وكانوا سابقاً أمنيين في "هيئة تحرير الشام" قبل تركهم لها، إلى جانب القيادي في تنظيم "القاعدة" أبو طلحة الحديدي الذي ينحدر من ريف حلب الشمالي ويعتبر اليد اليمنى لحمود سحارة أبرز القياديين المقتولين.

مؤسس "جبهة النصرة" في ولاية حلب

يعتبر حمود سحارة من أبرز الأسماء التي قتلت في الاستهداف الأمريكي لكونه قياديا بارزا سابقا في "جبهة النصرة" منذ 2012 ومؤسسها في حلب.

المعلومات عن حمود سحارة ضئيلة على شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا تتوفر أخبار عنه باستثناء أنه كان قيادياً في "جبهة النصرة" قبل انفصالها عن تنظيم "القاعدة" وتأسيسها "جبهة فتح الشام" في 2016، لكن أورينت نت تمكنت من الحصول على معلومات حوله من مقربين منه.

ولد حمود كنى (الاسم الحقيقي له) في قرية سحارة بريف حلب في 1982 لذلك حمل لقب "حمود سحارة" نسبة إلى قريته، وكان والده مدرساً للغة العربية في اليمن.

 

وانضم إلى صفوف تنظيم "القاعدة" منذ صغره، إذ كان يبلغ من العمر 14 عاماً، بحسب أحد المقربين منه طلب عدم الكشف عن اسمه، وبعد الغزو الأمريكي في 2003 توجه مع 50 شخصاً من ريف حلب الغربي إلى العراق، قبل أن يعود إلى قريته سحارة ويعتقل من قبل ميليشيا أسد مع 20 آخرين في 2008 ويودع في سجن صيدنايا.

مع انطلاقة الثورة السورية في 2011 أفرج نظام أسد عن حمود ليبدأ طريقه في تأسيس "جبهة النصرة" التي كانت تابعة لتنظيم "القاعدة" إلى جانب خاله عبد القادر رمضان الديبو، والذي كان نائباً له.

وبعد مقتل الديبو في إحدى معارك خناصر في حلب في 2012، تولى حمود إمارة "جبهة النصرة" في "ولاية حلب" قبل قدوم أبو محمد الجولاني من العراق واستلامه زعامة "الجبهة" في سوريا.

ومع تصاعد الخلاف بين "جبهة النصرة" وتنظيم "القاعدة" والتي أدت في النهاية إلى إعلان الجولاني فك ارتباطه بها في 2016 وتشكيله "جبهة فتح الشام"، بدأت الخلافات بين الجولاني وحمود لينسحب عقب ذلك من القيادة رغم توليته قطاع البادية لكن كان يديرها عبر ذراعه أبو طلحة الحديدي.

وعاصر حمود تحول الجولاني من زعامة "جبهة النصرة" مروراً بـ"جبهة فتح الشام" ووصولاً إلى "هيئة تحرير الشام"، حتى الصراع الذي نشب بين الهيئة وفصيل "نور الدين الزنكي" أواخر 2018، ليعلن حمود خروجه نهائياً من الهيئة بشكل كامل.

وانضم عقب ذلك في صفوف تنظيم "حراس الدين" لعدة أيام قبل أن يغادره إلى فصيل "أنصار الدين" (الذي يشكل مع الحراس غرفة عمليات وحرض المؤمنين) ليغادره أيضاً ويشكل مع أبو طلحة الحديدي وعصام التونسي ما يسمى "كتائب الفتح".

حمود والجولاني

ويتهم حمود بالمسؤولية عن خطف الناشطتين الإيطاليتين اللتين كانتا تعملان في مجال الإغاثة في بلدة (الأبزمو) بريف حلب الغربي في 2014 بالتعاون مع القيادي السابق حسام الأطرش، قبل أن يطلق سراحهما بعد تلقي 12 مليون دولار.

كما يعتبر حمود من الأشخاص البارزين في تنظيم "القاعدة" الأمر الذي جعل مكانته عالية في صفوفها، إذ كان يعتبر "الأب الروحي" الأمر الذي جعل الجولاني "يحسب له حساب"،  بحسب ما قاله أحد المقربين منه.

وتتوجه أصابع الاتهام إلى الجولاني في إعطاء إحداثيات القياديين السابقين في تنظيم "القاعدة" للتحالف الدولي بهدف التخلص منهم، بحسب ما قاله القيادي الشرعي السابق في "جبهة النصرة" علي العرجاني المعروف بأبي الحسن.

وقال العرجاني عبر قناته في "تلغرام" إنه "يتم استهداف حمود سحارة ومن معه وهم من المعارضين للهيئة، باختصار مشروع الجولاني خلفه مخابرات الدول، إلى أن تنتهي المهمة الجليلة وسيعض على يده الحمقى حينما تنشر تقارير المخابرات ومذكرات الساسة بعد سنوات".

وتساءل العرجاني "ماذا فعل الجولاني مع أمرائه الذين خالفوه ومن أعلن تركه للهيئة؟ ولماذا هو اليوم يحمي مجموعة الانقلابيين ضد الأحرار؟ بل ويريد القيام بعمل أمني ضد قيادات الأحرار (حركة أحرار الشام).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات