القوات الروسية مستاءة: أهالي الحسكة لا يرغبون برؤيتنا بينما الأمريكان أسياد

وجاء ذلك في رسالة صادرة عن قيادة القوات الروسية المتمركزة في قاعدتها في تل تمر بريف الحسكة إلى المجلس المحلي في البلدة، وصلت نسخة منها إلى أورينت نت.

وجاء في الرسالة أن "القوات الروسية هي ضامن السلام في منطقتكم، ونريد أن نذكركم أنه بسبب عمل رئيس الاتحاد الروسي (فلاديمير بوتين) توقف عدوان القوات المسلحة التركية".

واعتبرت الرسالة أن "روسيا ترسل باستمرار مذكرات احتجاج بشأن انتهاك وقف الأعمال العدائية، وجميع القضايا غير القانونية ضد الشعب الكردي من قبل التشكيلات الموالية لتركيا والقوات التركية".

وأعربت روسيا عن استيائها من انخفاض ما أسمته "مستوى النوايا الحسنة للسكان الأكراد تجاه العسكريين الروس، الذين يواجهون عند قيامهم بمهام حفظ السلام، عدم رغبة السكان المحليين في رؤية وحداتنا على أراضيهم".

واعتبرت أن "ذلك لا يساهم في تعزيز العلاقات الودية القائمة، بينما الدوريات الأمريكية تشعر وكأنها أسياد في نفس المنطقة (..) وهي تحتاج إلى النفط فقط".

ودخلت القوات الروسية إلى مناطق شرق الفرات على خلفية العملية العسكرية التركية "نبع السلام" في المنطقة في تشرين أول 2019، والتي رأت تلك العملية مدخلاً إلى شرق سوريا.

وكان أهالي ريف الحسكة منعوا القوات الروسية من إقامة قواعد عسكرية في المنطقة، إلى جانب اعتراضهم المتكرر للدوريات الروسية.

ورغم مرور عام على دخولهم لم يستطع الروس تحقيق أي مكاسب في المنطقة، سواء بإعادة حليفهم أسد إلى هناك، أو تحييد القوات الأمريكية والسيطرة على الثروة النفطية، ولا حتى إرضاء حلفائهم الأتراك بإبعاد ميليشيا "قسد" عن حدودهم بحسب الاتفاق بين أنقرة وموسكو.

وكانت الرئيس المشتركة لـ "مسد" الجناح السياسي لميليشيا "قسد" أمينة عمر قالت: إنه "بعد الوجود الأمريكي وسباتهم في هذه المنطقة بدأ الروس بتغيير خطابهم، وأصبحوا يريدون منافسة الأمريكان في المنطقة(..) وهذا ما نراه بشكل متكرر أثناء اعتراضات بين الدوريات الروسية والأمريكية في المنطقة، وهذا نابع من وجود تنافس لإثبات وجودهم في المنطقة”.

كما هدد قائد ميليشيا "قسد" مظلوم عبدي بمواجهة الروس في حال عدم التنسيق معهم في المنطقة، وقال في مقابلة نشرتها مجلة "فورين بوليسي" "لقد استقبلنا الروس ليس لأننا أردنا ذلك، إنما بسبب الانسحاب الأمريكي من المنطقة".

في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام من "انفجار القضية الكردية بسبب الإجراءات الأمريكية في سوريا"، واتهم الأمريكيين بمحاولة إنشاء "حكم ذاتي كردي" مضيفا "كما نعرف أنهم يسعون إلى إقناع الأتراك بألا يمانعوا ذلك".