رسائل روسية إلى تركيا وراء التصعيد في الشمال السوري

رسائل روسية إلى تركيا وراء التصعيد في الشمال السوري
يشهد الشمال السوري تطورات عسكرية متسارعة منذ أيام ما يدخل المنطقة في مصير مجهول، في ظل التوتر الحاصل بين الضامنين (تركيا وروسيا) لاتفاق أستانة في ملفات إقليمية ساخنة سواء على جبهة ليبيا أم أذربيجان.

وإلى جانب انسحاب النقاط التركية من مناطق نظام أسد، يعتبر استهداف روسيا لسوق المحروقات في جرابلس، وقصف مقر عسكري لـ"فيلق الشام" المدعوم من تركيا، اليوم الاثنين، رسائل روسية إلى تركيا التي تعتبر الحليف الاستراتيجي في الملف السوري.

وأسفرت الغارات المكثفة التي شنها طيران روسي على مقر الفيلق عن مقتل وإصابة نحو 100 من عناصر الفصيل التابع لـ "الجبهة الوطنية للتحرير"، ما يمثل خسارة كبيرة للفصائل المدعومة من تركيا والبعيدة عن قوائم الإرهاب الدولي، حسبما ذكر مصدر خاص لأورينت.

ويرى المحلل العسكري العقيد أحمد حمادي أن استهدف الاحتلال الروسي لموقع عسكري "غير قتالي" بالقرب من الحدود التركية، هو رسالة لتركيا عنوانها أن "الروس لا يميزون بين معتدل ومتطرف".

وأوضح حمادي في حديثه لأورينت نت، أن الروس "يعتبرون الجميع هدفا وعدواً، ويريدون القول إما عليكم الانصياع لما نريد أو أن القصف والتصعيد هو البديل"، بحسب تعبيره.

وأشار المحلل العسكري إلى أن ما يريده الروس فتح طريق M4 بمناطق جنوب إدلب وريف اللاذقية ضمن الاتفاق مع الأتراك الذين يسعون لمنع أي عملية عسكرية في إدلب، والحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة المكتظة بأكثر من أربعة ملايين مدني، وفق قوله.

كما اعتبر مدير المكتب الإعلامي لـ “فيلق الشام” سيف الرعد، أن استهداف معسكر الفصيل من قبل الاحتلال الروسي يعد خرقاً واضحاً ومستمراً للاتفاق الموقع مع تركيا تجاه إدلب.

ورأى الرعد في حديثه لأورينت نت، أن ذلك الاستهداف يحمل رسالة روسية لتركيا، مفادها أن "التصعيد قادم تجاه الشمال السوري، خاصة أن الغارات استهدفت منطقة عسكرية قريبة من الحدود التركية".

ومن جهة أخرى يربط محللون الرسائل الروسية في إدلب، بخلافات بين أنقرة وموسكو في ملفات إقليمية ساخنة وأبرزها حرب القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا والاصطفاف الواضح للطرفين في تلك الحرب، فضلا عن الساحات الأخرى في ليبيا والمتوسط وجزيرة القرم.

وفي هذا الصدد قال العقيد حمادي، إن "ملف إدلب لا ينفصل عن سياسات الروس في باقي المناطق الإقليمية الساخنة والمشتركة بين أنقرة وموسكو".

ولم يعلق الجانب التركي على تلك الوقائع حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لكن التصريحات الأخيرة لوزارة الدفاع التركية قبل أيام، أشارت إلى أن أنقرة "تتابع التطورات في إدلب وتتم مراقبتها عن كثب بالتنسيق مع روسيا"، وأنها "تتخذ الاحتياطات اللازمة لأمن قواتها العسكرية في إدلب".

رسالة بعيدة المدى

وجاء استهداف الفيلق بعد يومين من رسالة وجهتها روسيا إلى تركيا كانت عبر قصف سوق المحروقات بمنطقة جرابلس شرق حلب، بصواريخ باليستية بعيدة المدى، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين خسائر مادية فادحة وحرائق واسعة في المنطقة.

وأشارت مراصد الفصائل في ريف حلب، أن الصواريخ انطلقت من قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية واتجهت عن طريق البحر لتستهدف المنطقة، الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري بإشراف تركي.

واتهم القيادي السابق في "جبهة النصرة" صالح الحموي روسيا بقصف سوق المحروقات في جرابلس بثلاثة صواريخ ، مشيرا إلى أن صاروخين انطلقا من البحر بينما انطلق الصاروخ الثالث من قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.

واعتبر  القيادي المعروف عبر "تويتر" بـ “أس الصراع في الشام" أن الاستهداف هو عبارة عن رسالة روسية واضحة لتركيا الداعمة للمنطقة، لتتوقف عن دعمها لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا في منطقة القوقاز، بحسب تعبيره.

لكن الرواية الأكثر ترجيحا لدى المراصد العسكرية في الشمال السوري اتفقت على أن الانفجارات ناجمة عن صواريخ بعيدة المدى، ووجهت أصابع الاتهام إلى الاحتلال الروسي.

وتعتبر مناطق ريف حلب الشرقي والشمالي الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، تحت الرعاية التركية على الصعد العسكرية والخدمية، وخالية من الصراعات الفصائلية والجماعات المصنفة "إرهابية" بعد أن أحكمت أنقرة إدارة تلك المناطق خلال السنوات الماضية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات