لاجئ سوري يجد ثلاجة منزله المسروقة في بيروت بعد سبع سنوات

لاجئ سوري يجد ثلاجة منزله المسروقة في بيروت بعد سبع سنوات
نزح محمد العرب، وهو لاجئ سوري، من باب السباع في حمص (30 كلم شمال شرق الحدود اللبنانية السورية) إلى بيروت مع اندلاع الحرب في بلاده.

غادر "العرب" منزله ومتجره في تموز 2012، بعد أن أجبره القصف على النزوح هو وعائلته، ليقرر اللجوء إلى لبنان حتى انتهاء الحرب، وفقاً لصحيفة "عرب نيوز".

ثماني سنوات على التهجير، استقر خلالها محمد العرب في بيروت، واستأجر منزلًا لأسرته في منطقة كورنيش المزرعة، واستأنف عمله سباكًا، حيث مرت السنوات وكبر أطفاله.

"قبل بضعة أسابيع، أخبرتني زوجتي أننا بحاجة إلى ثلاجة. ذهبت إلى متجر لبيع الأجهزة الكهربائية في أحد أحياء الطبقة العاملة في بيروت" وأثناء وجوده هناك، تفاجأ عندما عثر على ثلاجة - تلك الثلاجة التي تركها هو وعائلته في باب السباع.

"لقد جمدت... لم أستطع التحدث" قال العرب  "لقد كان موقفاً أشبه بأن ترى شخصاً اعتقدت أنه ميت". تذكرت اليوم الذي اشتريت فيه هذه الثلاجة في حمص - كلفتني 40 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 800 دولار في ذلك الوقت، وعلامتها التجارية هي الجود ومصنعة في اللاذقية بسوريا.

يقول العرب "تفقدت الثلاجة جيدًا. لقد تعرفت عليها من خلال علامة فارقة في أحد أركانها السفلية. سألت البائع عن السعر وتمكنت بعد بعض المساومة من شرائها مقابل 580 ألف ليرة لبنانية (380 دولاراً)".

قال اللاجئ السوري، إنه عندما أحضر الثلاجة إلى المنزل، صرخت زوجته وبكت، وكذلك ابنته. قالت زوجتي: "هذه الثلاجة هي رمز لمعاناتنا وتعبنا وحياتنا. لقد اشتريناها في وقت كنا نتمتع فيه بالاستقرار في بلدنا وكان سقف منزل نملكه ويحمينا".

منزل العائلة "دمره القصف الذي هدم الأسقف والجدران، ولم يكن هناك أي أثر للأثاث داخل المنزل ولا بضائع في المحل، بحسب الصور التي أرسلها لنا الأقارب بعد أن هدأت الحرب في المنطقة" قال العرب وتابع "هذا يعني أن الأشياء كانت مسروقة قبل تدميرها. ما نجا من السرقة هو أن سيارتي أوقفتها أمام منزل عائلة زوجتي بعيدًا عن منطقة الاشتباكات".

رفض العرب الكشف عن هوية التاجر الذي باع له الثلاجة، حيث حاولت الصحيفة تتبع مسار هذه الثلاجة وكيفية وصولها إلى بيروت.

لدى اللاجئين السوريين العديد من القصص عن البضائع المسروقة وبيعها. قال جمعة، وهو بائع خضار شاب من إدلب يعمل في لبنان، إن السوريين الذين فروا من حلب إلى إدلب هربًا من المعارك فوجئوا بعد فترة من الوقت ببيع محتويات منازلهم في الأسواق العامة في إدلب.

وقال سامي، وهو شاب لبناني من البقاع: "خلال سنوات الحرب في سوريا، تم تهريب البضائع المسروقة من المناطق المجاورة إلى الحدود اللبنانية إلى لبنان وعرضها في بلدات البقاع للبيع، ومن بين هذه السلع المسروقة كانت الجرارات والنوافذ والأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية".

بدوره، الدكتور هادي مراد، وهو طبيب وناشط في مجال مكافحة تهريب الأدوية عبر الحدود اللبنانية السورية، ويسكن في بريتال على الحدود مع سوريا قال: "جميع القرى والبلدات على الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا، وتحديداً بلدات النبي شيت وبريتال والخضر، هي معابر لجميع أنواع التهريب، أكثر من 50 بالمئة من المعابر غير الشرعية موجودة في هذه المنطقة، ويحميها حزب الله".

لا يهتم كثيرا العرب كما يقول بالسرقات التي حدثت، بالنسبة له، أصبحت هذه المسألة ثانوية الأهمية. والأولوية هي معرفة مصير الأشخاص المفقودين بدلاً من ذلك.

قال: "ألمنا أكبر بكثير من قضية السرقات.. الشعب السوري منهك، لقد ترك أطفالنا دون تعليم، ولا أحد يستطيع أن يحمينا في البلدان (التي هاجرنا إليها). لقد تركنا لمصيرنا بلا رعاية طبية ولا تعليم ولا نعرف مصير المفقودين في سوريا، غادر شقيق زوجتي منزله واختفى؛ ترك ابن عمي منزله لشراء ربطة خبز ولم يعد، العديد من المآسي لم تُكتب بعد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات