محاولات أوروبية لربط الهجمات الإرهابية بالتنظيمات في سوريا

محاولات أوروبية لربط الهجمات الإرهابية بالتنظيمات في سوريا
تحاول وسائل الإعلام في الدول الأوروبية ربط الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها بالتنظيمات الجهادية في سوريا، في خطوة جديدة لجأت إليها كل من فرنسا والنمسا في الهجمات الأخيرة التي وقعت في كلا البلدين الأوروبيين.

وعقب الهجمات التي تعرضت لها العاصمة النمساوية فيينا وأسفرت عن مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة آخرين، أشار الإعلام النمساوي إلى أن منفذ الهجوم مرتبط بتنظيم "داعش" وأنه حاول سابقا السفر إلى سوريا رفقة عشرات آخرين للانضمام للتنظيم.

وقال رئيس تحرير صحيفة “فالتر” على موقع “تويتر” إن منفذ هجوم فيينا الذي قتل برصاص الشرطة النمساوية، من أصل ألباني وعمره 20 عاما ووُلد ونشأ في فيينا، مضيفا أن "المنفذ معروف للمخابرات المحلية لأنه واحد من 90 إسلاميا نمساويا أرادوا السفر لسوريا”، بحسب تعبيره.

وتعرضت العاصمة النمساوية لهجمات بإطلاق نار من مسلحين في ستة مواقع من المدنية ليلة الإثنين ، وأدت لمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بينهم ضابط شرطة، بحسب الشرطة النمساوية، التي أعلنت أنها قتلت أحد المهاجمين واعتقلت آخر، فيما تلاحق مهاجما ثالثا مازال هاربا، مشيرة إلى أن الهجوم بدأ بالقرب من الكنيس اليهودي الرئيسي في العاصمة. 

وعلق وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر على الهجمات قائلا "إنه أصعب يوم للنمسا منذ عدة سنوات، نتعامل مع هجوم إرهابي لم نشهد مثله منذ وقت طويل في النمسا"، بينما وصفه المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس بأنه "هجوم إرهابي بغيض".

كما وصف نيهامر منفذ الهجوم بأنه "إرهابي إسلامي" وأنه متعاطف مع تنظيم (داعش)، حيث قال الوزير "شهدنا هجوما مساء أمس من إرهابي إسلامي واحد على الأقل".

سبق ذلك محاولات السلطات الفرنسية ربط حادثة مقتل المدرس الفرنسي في 22 من الشهر الماضي، بربط القاتل بالجهاديين الأجانب في سوريا، وهي الجريمة التي أثرت بشكل سلبي في الأوساط الفرنسية وأدت لتأزيم المواقف الرسمية تجاه الإسلام ورسوله،  ما أدى لغضب شعبي واسع في معظم الدول الإسلامية، رافقته توترات دبلوماسية دولية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية حينها عن مصدر مقرب من التحقيقات، أن الجاني (وهو روسي من أصل شيشاني 18 عاما عبد الله أنزوروف) كان على اتصال بجهادي يتحدث الروسية في سوريا، كما أشارت صحيفة لوباريزيان"  أن الجهادي المشار إليه موجود في مدينة إدلب السورية، وفق عنوان بروتوكول الإنترنت الخاص به، بحسب قولها.

وبحسب التحقيقات الفرنسية فإن الشاب الشيشاني قتل المدرس الفرنسي بسبب عرضه رسوما مسيئة للنبي محمد على طلابه، ما دفعه لقطع رأسه "انتقاما للنبي"، الأمر الذي استنكرته الهيئات والشخصيات الإسلامية حول العالم.

وتعمد السلطات الأوروبية والغربية بشكل عام إلى إلصاق العمليات الإرهابية بالإسلام عادة، لكنها في الحوادث الأخيرة في فرنسا والنمسا حاولت ربط تلك الهجمات بالتنظيمات المصنفة إرهابية في سوريا وخاصة في منطقة إدلب.

ويصنف المجتمع الدولي تنظيم "داعش" على رأس قوائم الإرهاب لديه وعمل على محاربته ضمن التحالف الدولي في العراق وسوريا، إلى جانب تصنيفه إرهابيا في جميع البلدان العربية وفي الأوساط المحلية في سوريا لا سيما مناطق المعارضة السورية.

وانحسر التنظيم بشكل لافت في مناطق سوريا بشكل خاص، بعد عمليات واسعة قادها التحالف الدولي بمساندة ميليشيات محلية في مناطق شرق سوريا، إلى جانب غياب أي نفوذ للتنظيم في مناطق المعارضة في الشمال السوري وإدلب على وجه الخصوص.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات