كيف ستنعكس مواقف بايدن من تركيا على علاقات البلدين؟

كيف ستنعكس مواقف بايدن من تركيا على علاقات البلدين؟
يرى مراقبون أن خبر فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية لن يكون سعيدا بالنسبة لتركيا، نظرا للتصريحات العدائية والانتقادات المتكررة التي أطلقها المرشح الديمقراطي تجاه أنقرة وسياسة الرئيس رجب طيب أردوغان، قبل وصوله إلى البيت الأبيض.

فبعد إعلان الفوز قام البعض بتداول مقطع فيديو نشره بايدن على صفحته الرسمية في تويتر بتاريخ 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، قال فيه: "تركيا هي المشكلة الحقيقة هنا" في إشارة إلى ما يحدث في سوريا والعراق، مضيفا "سيكون لي حوار مغلق حقيقي مع أردوغان وتعريفه بأن سيدفع ثمنا باهظا على ما فعله".

وفي مقابلة أجراها مع صحيفة "نيويورك تايمز" في ديسمبر/كانون الأول كشف بايدن عن دعمه للمعارضة التركية، مؤكدا على ضرورة دعم بلاده لهذه المعارضة من أجل الإطاحة بأردوغان الذي وصفه بـ"المستبد"، الأمر الذي أغضب الحكومة التركية.

كما وجه بايدن في الأسابيع الماضية انتقادات لتركيا في عدة قضايا منها، شراء منظومة "إس-400" من روسيا، وموقف تركيا الداعم لأذربيجان ضد أرمينيا، وخلافها مع اليونان في البحر المتوسط، إضافة إلى السياسة التي تنتهجها أنقرة في العراق وسوريا.

ويعتقد محللون أن موقف بايدن من هذه القضايا وتصريحاته العدائية لتركيا ورئيسها قد تترجم على شكل عقوبات في الأشهر القليلة الماضية، حيث ترى الأوساط التركية أن سياسة بايدن قد تكون نسخة شبيهة من سياسات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وذلك فيما يتعلق بدعم الأكراد (قسد) في سوريا، واعتبارها الحليف الرئيسي لواشنطن على حساب تركيا.

وذكرت صحيفة "أخبار الشرق الأوسط" التركية في تقرير سابق لها، أن "خيارات السياسة الخارجية لنائب الرئيس السابق أوباما ستصبح حقيقة واقعة خلال السنوات الأربع المقبلة، مشيرة إلى أن تصريحات بايدن السابقة التي أدلى فيها لصحيفة "نيويورك تايمز" أدت إلى إحداث قلق كبير بشأن قدرته على إقامة علاقات جيدة مع القيادة التركية".

وأضافت أن بايدن حافظ على موقفه العدائي تجاه تركيا في الشهر الماضي، ووجه عدة رسائل استهدفت الرئيس أردوغان بشكل مباشر.

كما تحدثت العديد من الصحف التركية أن على بايدن الذي زار تركيا أكثر من مرة أن لا يتجاهل نفوذها في المنطقة، وأن يبتعد عن فكرة أن تركيا تقوم بتقويض المصالح الأميركية في المنطقة.

في المقابل، استبقت تركيا إعلان فوز بايدن بتصريحات لنائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي يوم الجمعة الماضي، أكد فيها أن بلاده ليس لديها مخاوف من احتمالية انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسا لأمريكا، بينما وصف تصريحاته السابقة تجاه أنقرة بـ"المؤسفة".

وأضاف أوقطاي في مقابلة مع قناة تركية أن أنقرة لا تفضل مرشحا على آخر في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وحول احتمالية ظهور مشكلات قد تتعرض لها بلاده إذا فاز بايدن بالرئاسة الأمريكية، قال أوقطاي إن "تركيا ليست تركيا القديمة، لقد حدث بالفعل تحول في العقلية في تركيا".

وتابع: "تركيا تقف في محورها الخاص المرتكز على الأناضول وليس حول محور شخص آخر، ولديها بوصلة وتقيّم الأحداث حول العالم وفقا لمصالحها الخاصة"، مُشيرا إلى أن أنقرة لا تسمح لأحد بالتدخل بشؤونها الداخلية، مُعتبرًا أن فوزه برئاسة أمريكا أو ترامب "لا يعني الكثير لتركيا".

وفي أول تعليق لأنقرة عن إعلان فوز جو بايدن، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي اليوم الأحد، إن تركيا ستواصل العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن القضايا التي تهم البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وسبق تعليق أوقطاي، تغريدة لزعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو عبر حسابه على تويتر باللغتين التركية والإنكليزية، قال فيها: "أهنئ جو بايدن الذي أصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية ونائبته كامالا هاريس".

وأعرب عن أمله في أن "تتعزز الصداقة وعلاقات التحالف الاستراتيجي بين تركيا والولايات المتحدة".

وكانت وسائل إعلام أمريكية بينها "سي إن إن" و"أسوشيتيد برس" و"فوكس نيوز"، أعلنت مساء أمس السبت، فوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات