أورينت حاضرة في "مؤتمر اللاجئين" والمؤتمر يبدأ أعماله بالهجوم عليها (فيديو)

استهل إعلام أسد افتتاح "مؤتمر اللاجئين" في دمشق، والذي كثفت روسيا من جهودها الدبلوماسية خلال الأسابيع الماضية لعقده، بالتهجم على عدد من الدول (تركيا وقطر) ووسائل إعلام محلية وعربية واتهامها بلعب دور في وصول آلاف المقاتلين من "تنظيمات جهادية" إلى سوريا، والتسبب بهجرة ملايين السوريين.

ومن ضمن المؤسسات الإعلامية التي هوجمت كانت مؤسسة أورينت المتهمة من قبل إعلام أسد منذ سنوات بأنها مسؤولة عن "التحريض وبث الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار " بين السوريين على حد زعمه.

المؤتمر بدأ بكلمة لأيمن سوسان معاون وزير خارجية أسد، قبل أن يبث ما أسماه "فيلماً وثائقياً" يتحدث عن معاناة السوريين الذين هجروا بفعل الإرهاب، بحسب قوله.

وبدأ الفيلم بعرض صور للاجئين سوريين في المخيمات وحديثهم عن معاناتهم بحجة طردهم من قبل من أطلقوا عليهم وصف "الإرهابيين"، لتبدأ الاتهامات بقول معدّ الفيلم "من أصقاع الأرض الأربعة تم تجميع هؤلاء؛ تنظيمات وحركات عبّأتهم عقائدياً أجهزة الاستخبارات وسهلت وصولهم، دول مولت وسلّحت ودربت، ووسائل إعلام ألفت الرواية طبعتها ووزعتها"، ليظهر لوغو مؤسسة أورينت بين الوسائل الإعلامية.

تهجم إعلام أسد على مؤسسة أورينت لم يكن الأول، إذ شهدت السنوات الماضية وخاصة في بدايات الثورة السورية اتهامات متكررة من قبل إعلام أسد الرسمي والموالي (قناة الدنيا) لأورينت، بالتحريض والطائفية، إضافة إلى نشر إعلام أسد الأكاذيب عن المؤسسة ومالكها رجل الأعمال السوري غسان عبود.

ويعود ذلك إلى مواكبة مؤسسة أورينت لحراك الثورة السورية منذ انطلاقتها بدءاً من مظاهرة سوق الحميدية بدمشق، وصولاً إلى لحظة اندلاع الشرارة في درعا، ونقلها الحقيقة بكافة جوانبها وكشف ممارسات ميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية ضد الشعب السوري.

ولم يكتف "الفيلم الوثائقي" باتهام مؤسسات إعلامية فحسب، وإنما وصف اللاجئين السوريين بأنهم "بضاعة للمتاجرة"، كما وصفهم بأنهم "كومبارس في الفيلم (السياسي) وليس بمقدورهم أن يقرروا شيئاً".

كما تساءل الفيلم عن كيفية تشريد اللاجئين من بيوتهم، دون ذكر الأسباب الحقيقية التي دفعت ملايين السوريين إلى مغادرة سوريا هرباً من الاقتحامات الأمنية والعسكرية لميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية والاحتلال الروسي، والقصف بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوي.

وتأتي دعوة روسيا وأسد لعودة اللاجئين من خارج سوريا، في ظل منع ميليشيا أسد عودة الأهالي إلى مناطقهم التي سيطرت عليها بعد "اتفاق تسوية"، وخاصة بلدات عين الفيجة وبسّيمة بريف دمشق وأحياء دمشق الجنوبية، وخاصة مخيم اليرموك وجوبر وبعض بلدات ريف حمص، بحجج أنها مدمرة وغير صالحة للسكن.

وليست المرة الأولى التي تدعو فيها روسيا وحكومة أسد إلى عودة اللاجئين، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 2018 خطة لإعادتهم تقوم على حشد دولي عبر تقديم طلب إلى 45 دولة للحصول على بيانات وأرقام اللاجئين، كما أعلنت عن إنشاء 76 مركز إيواء في سوريا بهدف استقبال اللاجئين.

لكن الخطة الروسية فشلت وقوبلت برفض واسع من قبل دول ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وإنسانية، على اعتبار أن الأسباب التي أدت إلى هجرة ملايين السوريين ما زالت مستمرة وأهمها عدم التوصل إلى حل سياسي وبقاء بشار أسد في الحكم، إضافة إلى استمرار حالات الاعتقال التعسفي وخاصة من المناطق التي سيطرت عليها ميليشيا أسد وبعض اللاجئين العائدين طوعاً من الدول المجاورة وخاصة لبنان، بحسب ما وثقت منظمات حقوقية.

وبحسب إحصائيات "منظمة الهجرة الدولية" الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 فإن سوريا أكبر بلد مصدّر للاجئين حول العالم، إذ بلغ عدد اللاجئين السوريين في العالم ستة ملايين لاجئ، في حين بلغ عدد النازحين داخليا 6.1 مليون نازح.

كما أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير لها في مارس/ آذار الماضي، أنه "مع دخول الأزمة السورية عامها العاشر، لا يزال الشعب السوري يعاني من مأساة هائلة، فقد اضطر واحد من بين اثنين من الرجال والنساء والأطفال السوريين للنزوح قسراً منذ بداية النزاع في مارس 2011 - ولأكثر من مرة واحدة في أغلب الأحيان، ويشكل السوريون اليوم أكبر جمع من اللاجئين حول العالم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات