هل سلم النظام صحفي أمريكي محتجز لديه للسلطات الأمريكية؟

نفى الأمن العام اللبناني إطلاق سراح الصحافي الأمريكي أوستن تايس المحتجز لدى ميليشيا أسد وتسليمه للسلطات الأمريكية، وذلك بعد تقارير إعلامية تحدث عن وصول طائرة أمريكية إلى لبنان لتطبيق العملية.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية رسمية بينها "النشرة" اليوم الجمعة عن مصدر مسؤول في المديرية العامة للأمن العام، قوله: إن "الخبر الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي عن المواطن الأميركي أوستن تايس هي معلومات غير صحيحة ولا تتم للحقيقة بصلة".

وكانت وسائل إعلام عديدة تحدثت أمس عن هبوط طائرة أمريكية عسكرية في قاعدة رياق في البقاع اللبناني، قادمة من الأراضي الأردنية وفق تتبع خط مسارها الجوي، وذلك لتسلم الصحافي الأمريكي أوستن تاس المحتجز لدى ميليشيا أسد في سوريا.

ونقلت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية عما وصفتها مصادر موثوقة أن الطائرة الأميركية بقيت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس في مطار قاعدة رياق البقاعية "وربما تنتظر تسلّم الصحافي الأميركي أوستن تايس لنقله إلى واشنطن".

وأضافت المصادر أن "المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم كان قد وضع اللمسات الأخيرة على عملية إطلاق سراحه من سوريا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، وعلى الأرجح فإنّ عملية تحريره تمت أو ستتم خلال ساعات بعد نقله براً من دمشق عبر معبر المصنع الحدودي إلى مطار رياق وتسليمه إلى الأميركيين".

كما أكدت مصادر صحافية أمريكية في واشنطن لـ "نداء الوطن" أن معلومات توحي بأن الطائرة الأمريكية مرتبطة بعملية تحرير الصحافي الأمريكي تاس، لتربط المصادر الأمريكية بعض الأسئلة الموجهة إلى معنيين بالملف بقولها "نعم أوستن تايس في طريق العودة إلى الوطن"، مشيرة إلى أن والدة تاس المقيمية في ولاية هيوستن انتقلت مساء أمس إلى العاصمة واشنطن استعدادا لاسقبالها ولدها في المدينة.

وكان المدير التنفيذي لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" روبرت ساتلوف نقل عن تقارير الشهر الماضي، أن اللواء إبراهيم زار واشنطن لبحث مصير المحتجزين الأمريكيين لدى ميليشيا أسد ومحاولة إطلاق سراحهم قبل الانتخابات الأمريكية.

وأعرب ساتلوف عبر حسابه في "تويتر" عن تخوفه من صفقة يكون ثمنها باهظا قد تقدمها أمريكا لنظام أسد من أجل الإفراج عن الرهائن قبل الانتخابات التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير سياسي مزلزل.

واحتلت قضية الرهائن الأمريكيين لدى نظام أسد اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مدى السنوات الماضية في ظل نفي متكرر ورفض نظام أسد الدخول في أي مفاوضات.

وأبرز الرهائن لدى نظام أسد هو الصحفي الأمريكي أوستن تايس الذي اختطف بالقرب من دمشق قبل ثماني سنوات، والذي طلب الرئيس دونالد ترامب من بشار أسد الإفراج عنه في آذار الماضي.

إلا أن أسد رفض الحديث في الأمر ما أدى إلى غضب ترامب ودفعه للقول “أخبرهم أنهم سيتضرّرون بشدة إذا لم يعيدوا رهائننا".

ويعتبر مدير الأمن اللبناني عباس إبراهيم الشخصية الأمنية التي تتولى التواصل مع نظام أسد في ملفات حساسة وخاصة التفاوض، إذ عمل على عمليات تبادل كبيرة كان آخرها إطلاق سراح كندي محتجز في سوريا في آب العام الماضي.