ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته لإسرائيل في الأيام الماضية قوله: "لقد قللوا بشكل كبير من قدرة إيران على إحداث الأذى حول العالم، إنهم لا يزالون نشطين، كما ترون التخصيب المستمر، يستمرون في تمويل الميليشيات في جميع أنحاء سوريا والعراق، ودعم حزب الله، ولكن ليس بالقدر الذي كانت عليه".
وأكد بومبيو على نجاح سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الملف الإيراني خلال الأربع سنوات الماضية، مضيفا "لقد فعل ترامب عدة أشياء، أهمها حرمهم من المال، وقد بعث ذلك أيضا برسالة قوية إلى الشرق الأوسط سهلت اتفاق إبراهيم، وعزل إيران بطرق مختلفة تماما عما كانت عليه من قبل".
وتابع الوزير الأمريكي "أتذكر عندما بدأنا لأول مرة حملة الضغط الأقصى، لقد انسحبنا من الاتفاق النووي مع إيران، وقال العالم إن هذا لن ينجح أبدًا؛ العقوبات الأميركية وحدها لن تنجح"، وفق تعبيره.
وكان بومبيو زار إسرائيل في الأيام الماضية في زيارة وصفت بالتاريخية، وجال خلالها على هضبة الجولان السورية، وركز خلال تصريحاته على الاستمرار بمواجهة خطر إيران وطرد ميليشياتها من سوريا، وأعقب زيارته غارات إسرائيلية على ثمانية مواقع للميليشيات الإيرانية في جنوب سوريا.
لكن إيران ردت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة الذي اعتبر أن "عصر هجمات الكر والفر في سوريا من جانب إسرائيل قد انتهى"، متوعداً "بهزيمة أي محاولة إسرائيلية للنيل من دورها في سوريا" وقال زادة "إذا عرقل أحد هذا الوجود الاستشاري فسيكون ردنا ساحقا". ونفى أن يكون "من المؤكد أن ايرإنيين استشهدوا في الضربة الاسرائيلية على سوريا".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت الأسبوع الماضي، إن الرئيس الأمريكي كان ينوي توجيه ضربة عسكرية لموقع نووي في إيران، قبل انتهاء ولايته الرئاسية بعد نحو شهرين، لكن كبار مستشاريه أقنعوه بعدم فعل ذلك، وأكدت أنّ ترامب طرح سؤالا حول إمكانية الضربة على معاونيه غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد بأنّ طهران تواصل تكديس اليورانيوم المخصّب.
وشهدت العلاقات المقطوعة منذ أربعة عقود بين الولايات المتحدة وإيران زيادة في منسوب التوتر منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية في 2017 ثم انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضه عقوبات مشدّدة على نظام طهران وصولاً إلى اغتيال قائد ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية في بغداد مطلع العام الجاري.
إلا أن خبراء ومتابعين يرجحون أن يغير الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي لم يعترف ترامب حتى الآن بهزيمته أمامه، "المسار" الذي اعتمدته إدارة ترامب حيال إيران، لكنّ الهامش المتاح أمامه لتحقيق خرق دبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية سيكون ضيّقاً ومحكوماً بعوامل وعقبات مختلفة.
التعليقات (1)