إيران غاضبة لمقتل العالم النووي وواشنطن تتحرك عسكريا وسياسيا

إيران غاضبة لمقتل العالم النووي وواشنطن تتحرك عسكريا وسياسيا
عبرت إيران عن غضبها "الشديد" إزاء مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده بعملية اغتيال اتهمت إسرائيل بالوقوف وراءها في العاصمة طهران، وتوعدت بالرد على العملية والدفاع عن حقوقها، في وقت تتخوف المنطقة من زيادة التوتر بعد تصريحات أمريكية تحذيرية لإيران، ومترافقة بتحركات عسكرية في منطقة الخليج.

 وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم السبت إن اغتيال فخري زاده "لن يبقى دون رد وسيكون ردنا على الجريمة في الوقت المناسب"، وأضاف روحاني "الإيرانيون أذكى من أن يقعوا في فخ مؤامرات إسرائيل الخبيثة التي تسعى لإثارة الفتنة".

كما وجهت إيران رسالة لمجلس الأمن الدولي قالت من خلالها إن هناك مؤشرات خطيرة حول مسؤولية إسرائيل في اغتيال فخري زاده، ومحذرة في الوقت نفسه مما وصفته "إجراءات متهورة من أمريكا وإسرائيل خاصة خلال فترة ترامب المتبقية في الرئاسة".

في الوقت ذاته، حذرت الإدارة الأمريكية من ردة فعل إيرانية قد تطال جنودها في الشرق الأوسط وخاصة في العراق، بعد مقتل زاده، وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن ترمب أبلغ مستشاريه استعداده إصدار أوامر برد مدمر إذا قتل أي أمريكي بهجمات منسوبة لإيران بالعراق.

كما أكد مسؤول في البنتاغون لـشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه يتم نقل حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" إلى منطقة الخليج مع سفن حربية أخرى، وأن تحريكها سيوفر دعما قتاليا مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، لكنه أشار إلى أن تلك الخطوة كانت مقررة قبل اغتيال العالم الإيراني.

وقتل فخري زاده بعبوة ناسفة استهدفت سيارته وتبعها إطلاق رصاص من قبل مجهولين لم تكشف هويتهم، بالقرب من العاصمة طهران أمس، لتعلن وسائل الإعلام الرسمية أن مرافقة زاده اشتبكوا مع فريق الاغتيال، وأدت العملية لمقتل شخصين واعتقال آخر.

وفخري زاده هو رئيس مركز الأبحاث العلمية في وزارة الدفاع الإيرانية، والمسؤول البارز في الحرس الثوري، ويعرف بأنه من علماء الصف الأول في المجال النووي في بلاده، ويصفه دبلوماسيين بأنه "أبو القنبلة الإيرانية". ووصفه المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه كان عالما نوويا بارزا ومتخصصا مهماً في الصناعات الدفاعية للبلاد.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر رسمي أمريكي، قوله إن إسرائيل تقف وراء اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، فيما رفضت إسرائيل التعليق على عملية الاغتيال رغم تسريبات من مسؤولين إسرائيليين تشير إلى وقوفها وراء العملية.

ويعتبر مقتل العالم الإيراني ضربة قاسمة لإيران بعد مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بغارات أمريكية وسط بغداد العام الماضي، في وقت تزداد فيه الضغوط الأمريكية على طهران لوقف أنشطتها النووية وكبح نشاطها العسكري في المنطقة.

وكانت التصريحات الأمريكية والإسرائيلية في الآونة الأخيرة أكدت أنها ستعمل على التصدي لإيران ووقف برنامجها النووي، في الأيام الأخيرة لولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقبيل تسلم جو بايدن منصب الرئاسة بشكل رسمي. 

ويعتبر "فخري زاده" العالم الرابع الذي يقتل بعملية اغتيال في إيران منذ عام 2004، وبزر اسم زاده خلال الأعوام الماضية بعد تقارير استخبارتية إسرائيلية كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عام 2018، مؤكداً أن "فخري زاده" يرأس برنامج الأسلحة النووية لنظام الملالي.

وكان بنيامين نتنياهو كشف في أيار عام 2018 عن قيام إسرائيل بإزالة أرشيف ضخم من المواد الإيرانية الخاصة ببرنامج أسلحتها النووية من مستودع في طهران، وأن الدكتور محسن فخري زاده أستاذ الفيزياء والضابط في الحرس الثوري الإيراني مدير للمشروع، وقال "تذكروا هذا الاسم: فخري زاده".

وقالت حينها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها: "ربما تكون إسرائيل قد قررت عدم اغتيال رئيس برنامج الأسلحة النووية الإيراني، لأنها تفضل إبقاءه على قيد الحياة ومراقبة ما هو عليه، حتى مع اغتيال خبراء نوويين إيرانيين آخرين في السنوات الأخيرة في ضربات منسوبة إلى الموساد الإسرائيلي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات