ماذا يعني اغتيال كبير علماء إيران النوويين في المواجهة مع أمريكا وإسرائيل؟

ماذا يعني اغتيال كبير علماء إيران النوويين في المواجهة مع أمريكا وإسرائيل؟
قال موقع "المجلس الأطلسي" إن اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده" يعتبر ضربة في قلب البرنامج النووي الإيراني، وكشف نقاط ضعف إيران التي فشلت في حماية أحد أهم أصولها، متسائلاً عما يمكن أن يعنيه هذا التطور بالنسبة لإيران ومواجهتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن برنامجها النووي؟

في 27 نوفمبر استهدف مهاجمون مجهولون كبير علماء إيران النوويين محسن فخري زاده، شرق العاصمة طهران، وفي حين تشير بعض التقارير الأولية إلى مقتل فخري زاده بنيران الأسلحة، تشير أخرى إلى استخدام المتفجرات. 

ويعتقد الكثيرون في إيران أن القنابل المثبتة على المركبات هي السمة المميزة لوكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) التي يشتبه في أنها قتلت سابقا علماء نوويين إيرانيين بين عامي 2010 و2012.

وتعقيباً على الحادثة، قال ثلاثة مسؤولين استخباراتيين غير معروفين، أحدهم مسؤول أمريكي، لصحيفة نيويورك تايمز، إن إسرائيل كانت وراء الهجوم على فخري زاده، رغم أن المسؤولين الإسرائيليين امتنعوا عن التعليق.

قبل أسابيع قليلة ورد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سأل فريق الأمن القومي التابع له عن الخيارات المحتملة لضرب إيران بسبب برنامجها النووي، وذلك بعد تقارير من المفتشين الدوليين بأن طهران كانت تخزن مواد نووية بما يتجاوز ما هو مسموح به في الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى. 

وكانت إيران سرّعت برنامجها النووي بعد عام من انسحاب ترامب من جانب واحد من الاتفاق في مايو 2018، ما حدّ من نشاط إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات، وقد أثبتت سياسة إدارة ترامب المتمثلة في "الضغط الأقصى" على إيران أنها فاشلة، لأنها لم تغير سلوك البلاد ولم تتسبب في انهيار النظام.

في حين أفادت التقارير أن مساعدين ثنوا ترامب عن الضربة العسكرية، فمن المحتمل أن يكون اغتيال فخري زاده أحد الخيارات أمام الرئيس الأمريكي للرد على التعزيز النووي الأخير. 

ومع اقتراب الانتقال الرئاسي وتأييد الرئيس المنتخب جو بايدن للاتفاق النووي لعام 2015، من المرجح أن يكون الاغتيال محاولة أخيرة من قبل إدارة ترامب لإغراء طهران بالانتقام وإحباط أي دبلوماسية مستقبلية بينها وبين الولايات المتحدة، وليس من الواضح ما إذا كانت هناك أي معلومات لدى الولايات المتحدة حول العملية مقدما، كما رفض البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية التعليق على مقتل فخري زاده، لكن الرئيس ترامب أعاد بالفعل نشر عدة تقارير تسلط الضوء على الاغتيال.

التداعيات على الأمن الإيراني

كان فخري زاده هدفاً واضحاً من نواحٍ عديدة، ذكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاسم خلال مؤتمر صحفي في مايو 2018، قدم خلاله تفاصيل ووثائق مسروقة سراً حول برنامج إيران النووي، ولا بد أن إيران كانت تعلم أن فخري زاده كان هدفاً محتملاً، مما يدل على السهولة التي يمكن بها اختراق الدفاعات الداخلية الإيرانية وقدرة وكالات الاستخبارات والمعارضين على العمل في البلاد، وقد يبدأ الكثيرون في طهران بالتساؤل عمن سيكون التالي.

كيف يمكن أن ترد إيران

وبينما يمثل الاغتيال انتكاسة لبرنامج إيران النووي، فإن البرنامج لا يعتمد على عالم واحد فقط وسيستمر بالتأكيد بعد وفاة فخري زاده، وقد يتطلع قادة إيران أولاً إلى بناء تعاطف دولي بعد ما سيقولون إنه قتل ظالم. 

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد دعا بالفعل المجتمع الدولي إلى إدانة هذا العمل باعتباره "إرهاب دولة"، وفي الولايات المتحدة، وصف مدير وكالة المخابرات المركزية السابق، جون برينان، الفعل بأنه "إجرامي" و"متهور للغاية". 

وأضاف أنه بينما لا يعرف "ما إذا كانت حكومة أجنبية قد سمحت أو نفذت" الاغتيال، فإن العملية التي ترعاها الدولة "ستكون انتهاكا صارخا للقانون الدولي" و"تشجع المزيد من الحكومات على تنفيذ هجمات مميتة ضد المسؤولين الأجانب".

لكن الانتقام الإيراني قد يكون وشيكا، فقبل يومين فقط أطلقت إيران سراح أكاديمي بريطاني- أسترالي مسجون مقابل ثلاثة إيرانيين كانوا جزءا من مؤامرة عام 2012 لاغتيال دبلوماسيين إسرائيليين في تايلاند، وهي عملية تم التخطيط لها للانتقام من الاغتيالات الإسرائيلية المشتبه بها لعلماء نوويين إيرانيين. 

ومع رحيل أشهر عالم نووي لطهران الآن، ستكون الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما الآن في حالة ترقب لردة الفعل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات