كورونا في تصريحات نظام الأسد: أرقام متضاربة.. وهواجس مخابراتية.. ومزاعم مثيرة للدهشة

أعلنت وزارة الصحة في حكومة أسد حالة الطوارئ والانتقال للخطة "ب" بشأن التصدي لفيروس كورونا، في تناقض واضح مع الأرقام القليلة التي تصدرها الوزارة يوميا عن الإصابات والوفيات، وكذلك مع تصريحات مسؤولين في وزارات أخرى تابعة لحكومة أسد.

وقالت الوزارة في بيان إن على جميع المشافي الانتقال إلى حالة الطوارئ ضمن الخطة "ب"، بحيث يتم التوسع ضمن أقسام المشفى لصالح مرضى كورونا، وإلغاء جميع العمليات الباردة والاستمرار بالعمل فقط على الحالات الإسعافية والعمليات الخاصة بالأورام.

ويأتي هذا الإعلان المفاجئ مناقضا للأرقام القليلة التي تعلنها الوزارة منذ أكثر من نصف شهر ، والتي تتراوح بين 70-90 إصابة يومية وعدد وفيات لايتجاوز السبعة، وكان آخرها على سبيل المثال مساء أمس، حيث سجلت الوزارة 90 إصابة وأربع وفيات فقط، في حين وصل العدد الإجمالي على حد زعمها إلى قرابة 8 آلاف فقط منذ بدء انتشار الوباء.

كما يناقض هذا الإعلان تصريحات وزير آخر في حكومة أسد يشرف على أكبر قطاع مهدد بالإصابة بوباء كورونا، وهو وزير التربية، دارم طباع الذي ادعى قبل يومين أمام برلمان أسد أن الوضع الصحي في المدارس يسير بشكل سليم.

وقال طباع، بحسب ما نقلت عنه صحيفة الوطن أون لاين الموالية أن الوضع سليم في المدارس والعملية التعليمية تتم بشكل جيد ولا يوجد أي مشكلة، وأنه تم وضع برنامج لإنهاء العام الدراسي في وقته، مؤكداً أن هناك مرونة كبيرة للمحافظين ومدراء التربية والمدارس لاتخاذ أي إجراء للحد من انتشار مرض كورونا.

وتضمن بيان الصحة 6 بنود جميعها يشير إلى وصول الوباء إلى مستويات خطرة في البلاد، على عكس أرقام وتصريحات مسؤولي أسد التي يزعمون تسجيلها وملاحقتها بشكل يومي.

وكان الدكتور نبوغ العوا عميد كلية الطب البشري سابقا، انتقد قرارات وزير تربية أسد قبل نحو شهرين بافتتاح المدارس هذا العام، وطالب بتأجيلها، إلا أن ذلك كلفه إقالته من منصبه.

وأثارت إقالة العوا جدلا في الأوساط الإعلامية وبين نشطاء وسائل التواصل، حيث عزا معظمهم الإقالة إلى هواجس مخابراتية تسعى إلى كبت أي صوت نقدي أو إصلاحي أو حتى تحذيري، كما حدث في حالة العوا وعشرات الحالات الأخرى مع صحفيين ونشطاء موالين ومعروفين بتأييدهم، كرضا الباشا ووسام الطير وغيرهما.

وتمت إقالة العوا من منصبه رغم تقديمه حينها اعتذارا غير مباشر لوزير التربية، حيث قال حينها" إنه كان يقصد التحذير ولم يقصد الإساءة لوزير التربية"، الذي رد عليه بشكل مفاجئ ومستغرب قائلا "نحترم عميد كلية الطب البشري بآرائه المطروحة بما يتعلق بتأجيل المدارس، لكنه لم يغلق المشافي ولا الكلية المشرف عليها"!.

وبشكل يومي تنعى صفحات موالية أضعاف أرقام الوفيات التي تعلنها وزارة صحة أسد عن وفيات كورونا، غير أنهم يعزون سبب الوفاة إلى أزمات قلبية، بدلا من كورونا، وهو ما باتت تعتمده مخابرات أسد في معظم تقارير وفيات كورونا، بحسب شهادات كثيرة من داخل مشافي أسد.

وبالتزامن مع تصريحات وزير تربية أسد، كشف المدير العام لمشفى المواساة الجامعي بدمشق عصام الأمين، عن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في المشفى بمعدل 3 أضعاف خلال هذا الشهر مقارنة بالشهر الماضي، بحيث يسجلون يوميا في مشفى المواساة فقط أكثر من 50 إصابة.