في سيناريو متكرر.. تصاعد التوتر شرق الفرات يعاقب المدنيين بالماء والكهرباء

في سيناريو متكرر.. تصاعد التوتر شرق الفرات يعاقب المدنيين بالماء والكهرباء
مع عودة التوتر بين الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني" من جهة وميليشيا "قسد" من جهة ثانية شرق الفرات وعلى وجه الخصوص في منطقة عين عيسى التي تستولي عليها قسد، يقع المدنيون مرة أخرى في مناطق الطرفين في "عقاب جماعي" عبر آليات الضغط التي يتحكم بها كل طرف والمتمثلة بالماء والكهرباء.

المعارك الدائرة بين الطرفين على الطريق الدولي (M4) أعادت أهالي "نبع السلام" (تل أبيض ورأس العين) الخاضعة لسيطرة فصائل "الجيش الوطني" والجيش التركي، إضافة لمحافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد، إلى سيناريو فاقم معاناة أهالي المنطقتين في الصيف الفائت، بعدما قطعت ميليشيا قسد الكهرباء عن "نبع السلام" الأمر الذي أدى إلى انقطاع الماء عن الحسكة.

ففي آب الفائت، تصدر وسم "الحسكة-عطشى" وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب متناقلوه بتزويد المحافظة بالماء، متهمين تركيا و"الجيش الوطني" بقطعها؛ بينما نفى الأخيران مسؤوليتهما عن الأمر، مؤكدين أن السبب هو قطع قسد للكهرباء عن المنطقة، وبالتالي عن محطات المياه التي تزود الحسكة بالمياه، حيث تخضع محطات المياه لسيطرة فصائل "الجيش الوطني".

ومنذ قرابة أسبوعين تعيش منطقة "نبع السلام" ومحافظة الحسكة "سيناريو آب" نفسه، نتيجة انقطاع الكهرباء عن الأولى والماء عن الثانية، وسط مناشدات من الأهالي لا تلقى آذاناً صاغية، لا سيما أن المنطقة تشهد تصعيداً عسكرياً غير مسبوق منذ توقف عملية "نبع السلام" التي شنتها تركيا العام الفائت.

ماء مشروط بالكهرباء!

في إيضاح لترابط الماء بالكهرباء بين المنطقتين، فإن عملية تزويد الحسكة الخاضعة لقسد بالمياه من محطة "علوك" الواقعة قرب رأس العين (مناطق الجيش الوطني) مرتبطة بوصول التيار الكهربائي للمحطة من مصدرين رئيسين هما: محطة كهرباء سد تشرين بريف الرقة الغربي على نهر الفرات، ومحطة السويدية في أقصى شمال شرق الحسكة، وكلاهما خاضعتان لسيطرة ميليشيا قسد.

وتحتاج خزانات "محطة الحمة" المغذية لمدينة الحسكة وضواحيها في مناطق قسد، لعملية ضخ متواصلة من محطة علوك تمتد إلى نحو سبع ساعات، لتستطيع خزانات الحمة بدورها ضخ مياه الشرب إلى المدينة، أي أن ضخ المياه مرتبط بوصول الكهرباء إلى محطة علوك.

الصحفي عبد العزيز خلفية، وهو أحد أبناء من منطقة رأس العين أكد لأورينت نت، أن السبب في انقطاع الكهرباء عن المنطقة يعود لانهيار برجين من الأبراج التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، وذلك على "خط الطبقة" الذي يغذي كلا من نبع السلام والحسكة من سد الفرات، وبالتالي فإن انقطاع التيار عن نبع السلام سيؤدي حكماً لانقطاع المياه عن الحسكة، كون محطات المياه تقع ضمن منطقة نبع السلام وبحاجة للكهرباء حتى تعمل.

ولفت الخليفة إلى أن ميليشيا "قسد" عمدت على قطع "خط الدرباسية" وهو أحد خطوط الكهرباء التي تغذي محطات المياه في نبع السلام، بحجة تعويض النقص الحاصل بالكهرباء في الحسكة، والذي تسبب به انقطاع خط الطبقة، وهو أحد الأسباب الرئيسية في الأزمة الجديدة.

ورقة ضغط!

وكانت "ورقة الضغط" المتمثلة بالكهرباء، أجبرت الضامنين (تركيا وروسيا) على عقد مباحثات مشتركة، في كانون الأول العام الفائت، أسفرت عن عودة التيار الكهربائي إلى ريف مدينة تل أبيض، ما يشير إلى الأهمية التي تشكلها الكهرباء كوسائل ضغط شعبي على الجهات المسيطرة على المنطقة.

واللافت أن المباحثات سالفة الذكر  بين العسكريين الروس والأتراك جرت حينها في مدينة عين عيسى، التي تمثل بؤرة التوتر اليوم بين الجيش الوطني والجيش التركي من جهة وميليشيا قسد من جهة ثانية، شرق الفرات.

وبحسب الناشط الصحفي، أحمد الشبلي، فإن نقطاع الكهرباء والماء سواء كان عن "نبع السلام" أو الحسكة، فهو يدخل في إطار "أوراق الضغط" بين القوى المتصارعة على الأرض، لا سيما أن الاتهامات يتقاذفها الطرفان في هذا الموضوع بالذات، دون إمكانية التأكد من المتسبب بالأزمة حقيقة، لا سيما أن المنطقة التي يدعى أن الأبراج تدمرت فيها، تعتبر منطقة عسكرية ولا يوجد على الأرض من يخدم نقل وتأكيد المعلومات بشكل مستقل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات