حدثان يكشفان الضعف الخطير للنظام الإيراني

حدثان يكشفان الضعف الخطير للنظام الإيراني
سلط الكاتب فارا محمودي في مقال نشره موقع "Eurasia Review"الضوء على حدثين مهمين كشفا عن الضعف الشديد الذي يعانيه النظام الإيراني. 

وتصدر موضوعان مهمان التغطية الإعلامية العالمية في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، وكشفا لأعين العالم نقاط الضعف الرئيسية والأساسية التي يعاني منها النظام الإيراني.

الحدث الأول هو محاكمة دبلوماسي كبير ورئيس شبكة عملاء استخبارات النظام الإيراني في أوروبا، إلى جانب فريق من الإرهابيين كان قد أعد لتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية عام 2018 في باريس.

والحدث الثاني هو اغتيال محسن فخري زاده المعروف ب "أبو برنامج السلاح النووي للنظام الإيراني"، شرق العاصمة الإيرانية طهران، حيث يفترض أن يكون النظام الإيراني هو الحاكم بلا منازع

يصور التحقيق في هذين الحدثين بوضوح الوضع الراهن للنظام الإيراني الذي سيكون أساسياً في صياغة السياسة الصحيحة ضده. 

السؤال الذي يطرح نفسه بشأن محاكمة دبلوماسي إيراني أمام محكمة بمدينة أنتويرب البلجيكية وفريق إرهابي محسوب عليه هو: لماذا اختار النظام الإيراني التضحية بسياسته الخارجية وأجهزته الدبلوماسية لضرب معارضته؟ من المهم أن نلاحظ أن هذا ليس مجرد دبلوماسي، لكن آلة إرهاب الدولة بأكملها لدى النظام قيد المحاكمة!

ويبدو أن النظام الإيراني الذي ظل لعقود من الزمان يلاحق الإرهاب في أوروبا ويستغل سياسة الاسترضاء بينما يسيء استخدام الحصانة الدبلوماسية يواجه الآن الإكراه عقب سوء تقديره السياسي الخطير.

من ناحية أخرى، هناك استياء اجتماعي واسع النطاق وعميق يشير إلى استعداد المجتمع الإيراني للإطاحة بهذا النظام.

كذلك فإن دور وحضور منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة كقوة ضرورية وكيان مؤثر وقائد هذه الاحتجاجات يؤثر في السياسة الدولية تجاه هذا النظام.

ودفع إبعاد هذه المعارضة عن سيطرة النظام الإيراني في العراق ونقلها إلى ألبانيا إلى التآمر لشن هجوم بالقنابل على تجمع للحركة في باريس 2018 خلافًا لجميع البروتوكولات الدولية والدبلوماسية.

سعى النظام الإيراني لاغتيال مريم رجوي، رئيسة الائتلاف الإيراني المعارض المسمّى بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ولو احتاج الأمر لقتل عدد كبير من السياسيين والبرلمانيين والفنانين والعامة من جميع أنحاء العالم الذين حضروا التجمع. بما فيهم الأطفال، مما يدل على وحشية النظام ويأسه.

كما سعى النظام الجشع إلى ضرب عصفورين بحجر واحد إذ سعت طهران من خلال ضرب المعارضة لإظهار القوة للشعب داخل إيران وفي جميع أنحاء العالم، مع رفع الروح المعنوية لقواتها لقمع الاحتجاجات الجارية والمستقبلية. 

وكذلك للحصول على يد قوية في المفاوضات مع الحكومات الأوروبية. لهذا الغرض سافر رأس النظام حسن روحاني إلى النمسا وكان يخطط للسفر إلى سويسرا وفرنسا لجني ثمار هذا الانتصار!

كانت مؤامرة النظام الإيراني، التي رسمها المجلس الأعلى للأمن القومي، هي وصف الانفجار بأنه نتيجة فتنة داخلية، وبإرسال اثنين من عملائه، وهما مسعود خدبنده وإراج مسداغي، إلى مقابلة مع تلفزيون إيران الدولي لتغطية انفجار فيلبينت بالقرب من باريس.

نفذ النظام الإيراني عمليات إرهابية ناجحة في الماضي بفضل سياسة التهدئة من قبل الدول الأوروبية. أمّا هذه المرة فقد وقع في سوء تقدير كبير.

وورد في مقال نشرته صحيفة Wiener Zeitung النمساوية حول محاكمة دبلوماسي النظام الإيراني: "لا يحاكم في هذه المحكمة فقط أسدي وغيره من الإرهابيين، ولكن نظام طهران برمته يحاكم أمام المحكمة البلجيكية".

بالتوازي مع محاكمة 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، اغتيل محسن فخري زاده، مدير برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني، بالقرب من طهران، إذ إنه وبعد قاسم سليماني، كان فخري زاده، المعروف بلقب أبو برنامج القنبلة الذرية للنظام الإيراني، ثاني أهم شخصية تمت إزالتها.

ويكشف اغتيال فخري زاده، الذي نفت فيه "مجاهدي خلق" أي تورط لها باغتياله، نقاط الضعف والثغرات الأمنية الموجودة داخل النظام الإيراني، الذي ظل يردد شعار تدمير إسرائيل منذ أربعة عقود.

ويخلص الكاتب إلى أن النظام الذي يقتل الأبرياء المحتجين على غلاء الأسعار والفقر والسجن والتعذيب والإعدام ليس آمناً حتى في أعلى مستوياته، وسعيه لامتلاك قنبلة نووية واللجوء إلى إرهاب الدولة هو للتستر على عيوبه الأساسية ألا وهي الضعف والإخفاق وعدم الشرعية والافتقار إلى المكانة الاجتماعية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات