مقاربة جديدة لنظام أسد عن أسباب أزمة الطوابير

مقاربة جديدة لنظام أسد عن أسباب أزمة الطوابير
في وقت أصبحت فيه الطوابير تأخذ شكلا دائرياً لكثرة أعداد المواطنين المتزاحمين فيها، يتفنن مسؤولو نظام أسد في إيجاد تبريرات عن تلك الطوابير ، توصف بالغريبة حيناً والمستفزة أحيانا أخرى، وذلك بدل أن يعترفوا بفشلهم في تأمين أساسيات الحياة أو السكوت أمام مأساة المواطنين على أقل تقدير. 

عامل نفسي

البداية بنائب محافظ دمشق أحمد نابلسي ، الذي نفى أن يكون الازدحام على محطات البنزين ناتجاً عن قلة المادة، وزعم أن المسألة لها علاقة بالجانب النفسي للناس حسبما نقلت عنه صحيفة الوطن الموالية.

وقال نابلسي: “عندما يرى المواطن رتلاً من السيارات ينتابه شعور أن المادة ستنقطع، وبالتالي يقف في الدور ليأخذ مخصصاته، وهكذا يزداد عدد المنتظرين ويحدث الازدحام”.

تصريحات نائب محافظ دمشق تلك أتت بعد ضجة أثارها جمال شعيب، معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة نظام أسد، والذي قدم "مقاربة" جديدة عن أزمة الطوابير بقوله: إنّ الذين يطالبون بزيادة مخصّصاتهم من الخبز هم فئة قليلة، وهدفهم بيعه علفاً. 

وأضاف شعيب أن كميات الخبز الموزّعة على المواطنين تتم بموجب مؤشرات مكتب الإحصاء، وإن مخزون القمح والدقيق كافٍ على حد زعمه. 

والحال أن أزمة الطوابير لو كانت بمنطقة واحدة في مناطق ميليشيا أسد أو ليست ظاهرة يومية، لتم التسليم بحديث مسؤولي "النظام" رغم فجاجتها، لكن الطوابير أصبحت مشهداً اعتيادياً آخذاً بالاتساع في ظل جائحة كورونا التي عجزت حكومة أسد عن اتخاذ أي تدابير أمامها أيضاً. 

تقنين رغيف الخبز

منتصف تشرين الماضي قررت حكومة أسد تخصيص ربطتي خبز للعائلة المؤلفة من شخصين كل يومين، وهو ما أثار غضب وسخرية كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن "تقنين" ربطة الخبز رافقه إنقاص وزنها أيضاً مقابل رفع سعرها، وترافق ذلك مع بيع الخبز في السوق السوداء مقابل الأفران، إذ قد تباع الربطة بأسعار مضاعفة عما هي عليه في مخابز أسد .

وفي 29 من تشرين الأول الماضي رفعت حكومة أسد سعر الخبز والطحين المدعوم بنسبة تصل إلى 100%، وبررت الحكومة قرارها حينها بـ”الظروف الصعبة والحصار المفروض على سوريا"، علماً أن العقوبات الغربية على نظام أسد تستثني المساعدات الغذائية والطبية. 

أزمات متعددة

يعاني السوريون في مناطق ميليشيا أسد من زيادة ساعات تقنين الكهرباء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطبية، خصوصا مع تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وتتزايد المخاوف من تفاقم المعاناة في ظل تجاهل نظام أسد لمأساة المواطنين واعتماد نظرية المؤامرة كشماعة يعلق عليها فشله في تأمين المواد الأساسية، حتى وصلت الحال به أن يطلق قبل فترة مؤتمرا لعودة اللاجئين، قبل أن تظهر حقيقة المؤتمر بتسجيل صوتي مسرب قال فيه أحد الحضور: "مؤتمر شو، بالعكس تماماً الموجودين بالبلد لو يصحّلهم بيطلعوا بكرا ". 

وينقل تقرير من موقع راديو WAMAU الأمريكي مشاهد لمعاناة السوريين اليومية للحصول على الخبز في بلد يعاني فيه 9.3 مليون شخص من انعدام الأمن الغدائي، وفق أرقام الأمم المتحدة

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات