صلاحيات مطلقة لحواجز اللجان الشعبية "حواجز الهوية"..
أعطى الأسد صلاحيات مطلقة لعناصر اللجان الشعبية، لذلك يقومون بإذلال الناس بطريقة مبالغ فيها، وهم خارج سلطة الشرطة وحتى الجيش ولا محاسب لهم، ويشكلون عصابة تتبع لشبيح يعتبر الأكبر والأهم بينهم ويكون بمثابة قائد لهم، وكان تبرير وجودهم في الأحياء وتسلطهم على الناس هو حماية المناطق التي يقيمون أو يتبعون لها, أما حقيقة إيجادهم هي من أجل الاعتداء وإيذاء سكان المناطق التي تخرج فيها مظاهرات تنادي بإسقاط النظام أو تؤوي عناصر من الجيش الحر. ويعرفها الناس باسم حواجز اللجان أو حواجز "الهوية" حيث يعتقلون ويقتلون الأشخاص حسب بطاقاتهم الشخصية عندما يتعلق الأمر بالجيش الحر لشدة خوفهم. وبالإضافة إلى المنحة المالية التي يصرفها لهم الأسد شهرياً، فهم يمولون أنفسهم أيضاً عن طريق ابتزاز الأهالي، يعتقلون أحد الشباب ويطلبون فدية من أهله للإفراج عنه، ونصف مليون ليرة سورية هو الحد الأدنى لما يطلبونه, بالإضافة أنهم ينهبون البيوت والسيارات والمحال التجارية في مناطق تشبيحهم.
وتعتبر منطقة المزة 86 أكبر بؤر التشبيح واللجان الشعبية في دمشق, هم دائما مسلحون ويركبون سيارات دفع رباعي نهبوها من المواطنين، ينتشرون صباحا في منطقة الرازي والشيخ سعد والمدينة الجامعية واتستراد المزة، وفي المساء يجولون أغلب أحياء المزة ويضعون الحواجز المؤقتة لينهبوا السكان والمارة. كما أن أعمارهم تبدأ من 15 عام وحتى 60، وجميعهم يحملون "كلاشنكوف" أو مسدس عيار 14، ومؤخراً بدأت النساء الشبيحات بالوقوف عند بعض أكشاك الصحف والسجائر الأمنية المنتشرة في كل دمشق.
ويقول أبو موفق وهو أحد سكان المزة جبل: "يوقف حاجز المزة 86 كل من يتجه إلى داخل هذا الحي العلوي المغروس كخنجر في جبل المزة، يأخذ بطاقاتهم الشخصية ليعيدها لهم عند خروجهم من الحي، كما يخبر اللجان الشعبية داخل حي 86 عن الشباب الذين دخلوا خصوصاً من تبدوا عليهم "النعمة" ليعتدوا عليهم ويسرقوا ممتلكاتهم أوسياراتهم ويرسلوهم بعد ذلك إلى مفرزة الأمن العسكري بالمزة".
شبيحة جرمانا من أبنائها ومهمتهم التضييق على النازحين!
أما مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية، فيوجد فيها عدد كبير من االنازحين أبناء المناطق المشتعلة، و يوجد فيها مجموعات من الشباب العاطلين عن العمل, هؤلاء جندوا أنفسهم كشبيحة تحت مسمى اللجان الشعبية، وأصبح لديهم السلطة الكاملة في المدينة، وهم مقسمون إلى مجموعات وكل مجموعة تنتشر بمكان محدد، يتجولون في المدينة بسياراتهم ليلاً ونهاراً ويداهمون المنازل ويعتقلون الشبان النازحين ليسلموهم للحواجز، حتى أنهم أصبحوا يتدخلون في طوابير الأفران و محطات الوقود مما جعل أهالي المدينة يستاؤون لكثرة السرقات التي يقومون بها، ما دفع إلى المطالبة بسحب السلاح منهم، خصوصاً بعد أن قتل أحد عناصر اللجان الشعبية عامل محطة وقود بسبب عدم حصوله على المازوت قبل غيره!!
شبيحة فلسطينيون تابعون لأحمد جبريل معظمهم انشق عنه..
في جنوب العاصمة دمشق، تراقب اللجان الشعبية بين حيي القدم وبوابة الميدان (المعروف باسم حارة الأسد) السيارات المتوافدة إلى محطتي "نهر عيشة / المهايني" ومركز توزيع الغاز في منطقة نهر عيشة والسيارات "الحديثة الطراز" والتي يقودها شاب واحد، و من ثم يلاحقونها ويقتادون السيارة مع صاحبها إلى أماكن مجهولة، وإذا تمنّع أحد الضحايا عن الدفع أو تسليم السيارة أو الموافقة على طلباتهم التشبيحية فمصيره القتل والتشويه والرمي في الحي نفسه وهذا ما حصل مع الشهيد فراس جنيدي قبل مدة. الوضع مختلف في مخيم فلسطين، فالمورد الأساسي للشبيحة هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يتزعمها أحد أبرز شبيحة الأسد "أحمد جبريل" والذي يدعم الشباب الفلسطيني بالسلاح والأموال ليقوموا بالتشبيح على الأهالي والنازحين في الحي. ومن سمات الشبيحة الفلسطينيين أنهم ليسوا منظمين كباقي اللجان الشعبية "العلوية تحديداً", ويقتصر عملهم على تسليم الشباب الثائر والناشطين للأمن، ولم تسجل لهم أي مجازر بحق الشعب السوري، كما أن معظمهم انشق عندما رأى قصف الأسد للمخيم دون رحمة أو هوادة وهروب الشبيح أحمد جبريل عقب دخول الجيش الحر إلى المخيم أواخر العام الماضي.
لجان برزة من أهالي عش الورور والجيش الحر لهم بالمرصاد
في مساكن برزة كثرت في الآونة الأخيرة حوادث الخطف وعمليات الابتزاز من قبل اللجان الشعبية الطائفية التي تنشط في المنطقة "سكان حي عش الورور العلوي". يقوم هؤلاء بخطف الشباب من أبناء أصحاب المحلات التجارية أو الصناعية أو أي نشاط مهني آخر، ويطلبون مبالغ كبيرة مقابل الإفراج عن المختطفين تبدأ من 600 ألف ليرة سورية، ما دفع الأهالي إلى الاستنجاد بعناصر الجيش الحر لكسر شوكة شبيحة عش الورور ووضع حد لتماديهم الكبير على الحي الدمشقي العريق.
ويرى أحد الناشطين أن ما تقوم به اللجان الشعبية هو عملية ممنهجة لترويع وإفقار الأهالي من المحسوبين على الطبقة الوسطى، وهذا التشبيح يتم في كل منطقة لم يحررها الجيش الحر، والغير موالية للأسد. ويضيف الناشط أنه ليس من باب الصدفة أن يطلق الأسد يد الشبيحة في الأحياء، إنه يعيد تجربة والده، حيث أطلق هذا الأخير الشبيحة في الثمانينات ليذوق الناس أشد أنواع العذاب على أيديهم، ثم يأتي كالمخلص ويأمر شبيحته بالانكفاء أو الرجوع إلى الجبال التي أتوا منها، كما أن الأسد يرى في التشبيح سلسلة متواصلة مع بطش آلياته العسكرية وطيرانه المجرم ضد الشعب السوري، مما يجعل المواطنين ينشغلون بمتابعة أبنائهم ودفع الأموال لاستعادتهم عوضا عن دعم الثورة أو التبرع بالأموال للمجالات الطبية أو الإغاثية.
التعليقات (27)