عادوا جثثا إلى حميميم!
وقالت مصادر خاصة في حلب لـ أورينت نت، إن "عدد قتلى الأرمن السوريين الذين سقطوا في الحرب الأرمينية- الأذرية الأخيرة وفق ما تداوله بعض ضباط ميليشيات أسد بلغ أكثر من 30 قتيلاً، وعلى الرغم من أنه لا مصادر رسمية تؤكد أو تعترف بالعدد الحقيقي، إلا أن موضوع سقوط قتلى من أرمن سوريا خلال حرب أرمينيا مع أذربيجان كان مؤكداً".
وأضافت: "بتاريخ الخامس من شهر تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، تم رصد 3 جنازات أقيمت لمقاتلين أرمن في حيي السليمانية والعزيزية في حلب، حيث تم نقل دفعة من قتلى الأرمن السوريين، من مطار العاصمة الأرمينية (يريفان)، ومن بعدها تم نقلهم بواسطة طائرات عسكرية روسية إلى قاعدة حميميم في اللاذقية، ثم تولت ميليشيات تابعة لموسكو نقلهم إلى مدنهم التي ينحدرون منها، حيث ينحدر معظمهم من مدينة حلب والبعض الآخر من محافظات سورية أخرى".
مقاتلون ودولارات وعصبيات تاريخية!
وفقاً للمصادر فإن موسكو عملت وبالدرجة الأولى، على تجنيد (مقاتلين مسيحيين) بشكل عام وليس الأرمن بشكل خاص، وقد كان استقطابها مركزاً بشكل خاص على أفراد الميليشيات السريانية كميليشيا (السوتور) التي قاتلت في صفوف ميليشيات أسد لسنوات عدة، والتي أُعلن عن تأسيسها بتاريخ 1/3/2013، وقد قامت هذه الميليشيا بين الفينة والأخرى ببث فيديوهات ونشر صور في موقع (فيسبوك) تظهر عناصر مسيحية مسلحة باللباس العسكري تحمل شعارات ورايات دينية، إضافة لمقاتلين سابقين في ميليشيات سريانية، كانت تنضوي تحت راية المجلس العسكري السرياني".
وحول الحملة التي أطلقتها موسكو لتجنيد المدنيين السوريين في الحرب، أكدت المصادر أن هناك بعض المدنيين أيضاً ممن تطوعوا للقتال في أرمينيا، إلا أن ذلك اقتصر فقط على المقاتلين الأرمن والآشوريين، وقد كان ذلك تحت التلويح بالعديد من العروض لترغيبهم بالقتال، فضلا عن إيقاظ العصبيات التاريخية عبر تذكيرهم بمذابح الأرمن ومشاركة تركيا في الحرب الأذرية الأرمينية، والترويج لمقولة أن أردوغان يريد إعادة الخلافة العثمانية.. ثم المرتب الشهري الذي سيحصل عليه المقاتل هناك، إضافة للامتيازات الأخرى، والتي ادعت موسكو خلالها بأن الحال قد يصل لمنح ذلك المقاتل الجنسية الأرمينية بعد الانتصار في الحرب، وهو ما كان بدوره محفزاً قوياً للالتحاق بالقوات هناك".
رجال الدين أول المروجين
تجنيد موسكو للأرمن والمسيحيين السوريين سواءً كانوا مدنيين أو عسكريين، تم بوساطة أطراف ذات تأثير كبير على الأوساط المسيحية في سوريا، إذ كان رجال الدين (المطارنة والخوارنة) مهمة الترويج والدعوة لدعم أرمينيا بالمال والنفس وغيرها من الشعارات التي اعتاد رجال دين أسد إطلاقها بحسب الحاجة، إضافة للصفحات في منصات التواصل الاجتماعي، والتي خلقت تصوراً مفاده أن (الشعب الأرمني يتعرض لمذبحة)، وغيرها من العبارات التي تُطلق في العادة لشحذ الهمم".
أما عن آلية التطوع فلم تكن علنية بالتأكيد، إذ تولى بعض المتنفذين في ميليشيات أسد والتابعين لموسكو مهمة التجنيد بشكل سري، وقد كان المتفق عليه هو أن يتم إرسال هؤلاء إلى أرمينيا للقتال بموجب عقد مدته 3 أشهر على غرار النموذج المتبع مع ميليشيا (واغنر)، وسيحصل كل فردٍ منهم على راتب شهري قدره 1500 دولار أمريكي، إضافة لحصولهم على امتيازات السفر مستقبلاً إلى أرمينيا وإتاحة الفرصة أمامهم ليصبحوا من المواطنين الأرمن أيضاً.
وعود بالدولار.. والتعويض بالسوري
وفقاً لذات المصادر فإن نظام أسد هو من تولى مهمة (تعويض عائلات القتلى) الذين سقطوا في أرمينيا، وقد اقتصر التعويض على 200 ألف ليرة سورية لكل أسرة، أي ما يعادل حينها نحو 60 دولاراً أمريكياً، فيما لم تحصل العائلات على أي تعويض بعد ذلك، إلا أن بعض ذوي القتلى احتجوا على ما أسموه (دهس أرواح أبنائهم والنيل منهم في قبورهم بهكذا تعويض)، فقامت مخابرات أسد بإنهاء الأمر بقبضة حديدية".
ووفقاً للمصادر فإن أفرع أمن أسد استدعت عائلات هؤلاء القتلى، وطالبتهم بعدم ذكر مكان مقتل ابنهم أو الحديث عن إرساله إلى أرمينيا، تحت سيف التهديد والوعيد، حيث توعدت ميليشيات أسد أي شخص من ذوي القتلى بالاعتقال والتنكيل في حال بوحه بأية معلومات عن كيفية مقتل هؤلاء، كما تم تسليم ذوي القتلى أوراقاً تم تجهيزها في الأفرع الأمنية، تفيد أن هؤلاء لقوا حتفهم خلال معارك البادية الأخيرة ضد تنظيم داعش وتم إجبارهم على التوقيع عليها.
وكانت أورينت قد رصدت العديد من المنشورات في وقت سابق، تثبت عملية تجنيد موسكو للأرمن السوريين للقتال في كاراباخ، إضافة لتطوع العديد من عناصر ميليشيات أسد للذهاب إلى هناك، إلا أن ما أثبتته التقارير الأخيرة، هو أن موسكو اعتمدت بشكل شبه تام على (أرمن سوريا) والذين كانوا (عسكريين) في صفوف ميليشيات أسد بشكل خاص.
التعليقات (6)