ميليشيا أسد تنتقم من مهجري إدلب وحماة بتعفيش الأشجار

ميليشيا أسد تنتقم من مهجري إدلب وحماة بتعفيش الأشجار
يقرر محمد الخيرو (اسم مستعار) العودة إلى منطقة ريف إدلب الجنوبي بهدف قطاف موسم الزيتون بعد حصوله على إذن من قبل أحد ضباط ميليشيا أسد للعودة إلى منطقته، لكنه فوجئ بأن قسماً كبيراً من الأشجار في أرضه حرقت وقطعت من قبل عناصر ميليشيات أسد المنتشرة في المنطقة.

 

الخيرو هو موظف في شركة الكهرباء بمدينة حلب، يعتمد على موسم الزيتون ليعينه على الظروف المعيشية التي تعصف بالبلاد، في ظل تدني الرواتب في مناطق سيطرة ميليشيا أسد والتي لا تكفي أصغر عائلة لعشرة أيام.

 

يقول الرجل لأورينت نت: "أثناء وصولنا إلى الأرض وجدت ما يقارب 25 شجرة تم حرقها، ومن ثم قطعها العناصر، وكان تبريرهم أنهم قاموا بحرق العشب فاحترقت معه الأشجار، ولكن عمليات القطع كانت ممنهجة في أغلب الأراضي الزراعية في المنطقة".

 

ويضيف "هناك العديد من العناصر يحملون مناشير بنزين يقومون بقطع الأغصان ومن ثم كامل الشجرة، ثم تجميع كميات كبيرة من الحطب، ومن ثم تعبئتها بسيارات الشحن وإرسالها للبيع في مناطق حماة وريفها، ليتقاسموا ثمنها فيما بعد عقب اقتطاع حصة الضابط المسؤول عن المنطقة".

 

وحول توقيت قص أشجار الزيتون يوضح الخيرو "بدأت عمليات قص الأشجار بعد الانتهاء من قطاف الموسم، والذي قام بسرقته العناصر الموجودون في المنطقة أو الورشات التي يتم جلبها من مناطق أخرى، ثم بدأت عمليات حرق الأراضي بحجة أنها مناطق عسكرية وبعدها تم قطع الاشجار بشكل ممنهج".

 

عملية ممنهجة

مع دخول فصل الشتاء وارتفاع أسعار المحروقات والحطب الذي يستعمله الأهالي للتدفئة، تؤكد مصادر متقاطعة أن عناصر ميليشيا أسد بدؤوا بعملية قطع ممنهجة لأشجار المهجرين من ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمالي.

 

واتسعت العملية لتشمل جميع المناطق التي سيطرت عليها الميليشيات الطائفية في الحملة الأخيرة على المنطقة، كما تطورت لتشمل جميع أنواع الأشجار (الزيتون والفستق الحلبي وغيرها) بمناشير كهربائية، تسبق قدوم ورشات التحطيب للتعبئة والنقل عبر سيارات شحن إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد بريف حماة واللاذقية، إذ يقدر سعر الطن الواحد من حطب الزيتون بين 80 و120 دولاراً.

 

حسين الشرتح، وهو أحد الفلاحين المهجرين إلى ريف إدلب الشمالي يقول لأورينت نت: "المنطقة الممتدة من ريف إدلب الجنوبي حتى ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي تضم ملايين أشجار الزيتون وفي حال قطعت فإنها ستحقق دخلاً خياليا لميليشيا أسد، يعادل أضعاف عمليات التعفيش من المنازل، لأن أسعار حطب الزيتون ثابتة وترتفع في كل عام". 

 

ويضيف الشرتح أنه "ومن خلال عمليات الاستطلاع والتصوير للمناطق المحتلة ظهرت عمليات حرق كبيرة وقطع لأشجار الزيتون، وهو ما يهدد مدخول آلاف العائلات التي انتظرت عشرات السنين حتى نضوج هذه الأشجار من أجل تحقيق مدخول سنوي يمكنها من أن تعيش عليه طول العام".

  

بدوره يؤكد باحث في مركز ألوان للدراسات فيصل السليم أنه "بعد أن انتهت الميليشيات من تعفيش المنازل وبيع أثاثها كان لا بد من إيجاد مدخول جديد من عمليات السرقة، حيث وجدت الميليشيات قطع الأشجار وحرقها طريقة للانتقام من الأهالي الرافضين لسيطرة الميليشيات، ومدخولا جديدا لعناصر الأسد في هذه المناطق".

 

وحول الطريقة لوقف عملية قطع الأشجار  يرى الباحث أنه "يجب على الجانب التركي ممارسة ضغوطات على روسيا لوقف حد لانتهاكات ميليشيا الأسد في المنطقة، من خلال إجباره على وقف عملية قطع الأشجار أو من خلال قيام الفصائل بأعمال عسكرية توقف هذا التصرف الذي يهدد أرزاق آلاف العوائل".

 

ويختم حديثه بأن" عمليات سرقة محصول الزيتون وقطع الأشجار وسيطرة ميليشيا الأسد على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية أدى إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون في ريف إدلب، والتي تعد إحدى المناطق المصدرة للزيت حيث وصل سعر التنكة الواحدة إلى 35 دولارا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات