صحيفة تكشف عن "الطعم" الذي استدرج الصحفي الإيراني "روح الله زم" إلى حبل المشنقة

صحيفة تكشف عن "الطعم" الذي استدرج الصحفي الإيراني "روح الله زم" إلى حبل المشنقة
سلطت صحيفة جورزاليم بوست (بناء على بيانات وتحقيقات صحفية) الضوء على أبرز الأطراف المتهمة بخيانة الصحفي والمعارض الإيراني روح الله زم الذي أعدمه نظام الملالي شنقاً في سجن إيفين في 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عقب توجيه تهمة "نشر الفساد في الأرض"، وهو مصطلح يستخدمه النظام الإيراني لإدانة من يعارضه ويقوم بأنشطة في مجال السياسة والتجسس. 

زم، الذي كان محتجزًا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، هو مؤسس ومدير قناة ومنتدى آمد نيوز، والذي ينقل أحدث المعلومات عن المظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت إيران بين عامي 2017 و2018. وقدمت القناة التي يبلغ عدد متابعيها 1.4 مليون متابع، تفاصيل عن الاحتجاجات وعن مسؤولين كانوا يتحدون النظام.

ويبدو أن وصول وتأثير Amad News أدى إلى قرار النظام باستهداف الصحفي والقضاء على المنصة، حيث يعيش زم في باريس منذ عام 2011، إذ قام الحرس الثوري الإيراني، وفقا للأدلة المتاحة، بتنفيذ عملية معقدة لجذب زم إلى العراق، حيث تم اختطافه ونقله إلى إيران.

التفاصيل الكاملة لهذه العملية لم تظهر بعد، لكن ما هو معروف أو مشتبه به يلقي بظلاله على مجتمعات المعارضة والمعارضة الإيرانية في أوروبا بسبب ما تكشفه بشأن المدى الواضح لاختراقها من قبل أجهزة النظام الإيراني، وبخصوص مدى سيطرة طهران على العراق.

رواية جديدة لاعتقال زم!

ما الذي نعرفه عن العملية التي تم بها استدراج روح الله زم إلى العراق ثم نقله إلى إيران؟ أولاً، من المهم أن نلاحظ أن مغادرة المنشق الإيراني للأمان (النسبي) في فرنسا إلى العراق هو بحد ذاته عمل متهور. فالعراق اليوم هو إلى حد كبير أرض تحتلها إيران، وبطريقة تذكّر بالوضع في لبنان، يمتد نفوذ طهران إلى عمق هياكل الحكم والأمن في العراق، حيث تمارس الميليشيات الشيعية القوية مثل منظمة بدر نفوذاً داخل وزارة الداخلية، ومن خلال هياكل الحشد الشعبي تلعب أجهزة الحرس الثوري الإيراني دورا أمنيا رسميًا.

من بين الأماكن التي تحتفظ فيها إيران بوجودها عبر وكلائها مطار بغداد الدولي، وعلى عكس التقارير الأولية التي تشير إلى أنه قد تم اختطافه من الشارع، تشير أحدث الأدلة إلى أن زم احتجز في المطار من قبل السلطات العراقية الرسمية، ثم نُقل عبر الحدود إلى إيران. 

وفقا لتقرير صادر عن بي بي سي فارسي في 16 أكتوبر 2019، أكد "مصدر مطلع في الحكومة العراقية" أن زم "احتجزته المخابرات العراقية لأكثر من يوم ثم تم تسليمه إلى إيران بموجب اتفاقية تسليم المجرمين".

وتجدر الإشارة إلى وجود اتفاقية "تسليم المجرمين" بين العراق وإيران، لكن نص الاتفاقية يسمح على وجه التحديد لأي من البلدين بتجاهل طلب التسليم إذا كان الشخص المطلوب تسليمه يشتبه في ارتكابه "جريمة سياسية"، وقد تم تضمين هذا البند، بحسب بي بي سي فارسي، بسبب وجود أعضاء من جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة على الأراضي العراقية، وذلك لتجنب المضاعفات إذا رفضت بغداد طلب تسليم إيراني، ولكن من الواضح أنه عندما يتعلق الأمر بقضية روح الله زم، لم تجد السلطات العراقية أي سبب للاستناد إلى هذا البند، على الرغم من الطبيعة السياسية الواضحة للجرائم التي اتهم بارتكابها.

طعم جذبه إلى العراق

إن الطبيعة الضعيفة والمفسدة للدولة العراقية ليست سراً، وهي معروفة جيداً للمعارضين الإيرانيين، ومن المؤكد أن زم كان على دراية بالمخاطرة الشديدة التي كان سيخوضها، وبالفعل أكدت الشهادات اللاحقة أن زوجته وزملاءه سعوا إلى ثنيه عن القيام بالرحلة.

إذن ما الذي كان يتطلع إلى استدراجه؟ هنا تصبح القصة أكثر قتامة، وذكرت صحيفة لو فيجارو، وقت اعتقال زم، أن "الحرس الثوري بدأ بإرسال شابة إليه في باريس أقنعته على ما يبدو بالذهاب إلى العراق للقاء آية الله علي السيستاني، زعيم الشيعة في العراق، والمنافس الكبير لعلي خامنئي، رأس النظام الإيراني".

ويطلق عدد من مواقع المعارضة الإيرانية على المرأة المعنية اسم شيرين نجفي زاده، وهي المسؤولة في موقع آمد نيوز. ووفقًا للادعاءات التي يتم تداولها الآن على نطاق واسع في منتديات المعارضة الإيرانية، كان تقرير Le Figaro الأولي بعيدًا عن الهدف. فالمرأة (شيرين) لم تفصح عن إمكانية لقاء السيستاني. وبدلاً من ذلك اتصلت بزم، مدعية أنها كانت على اتصال بمكتب السيستاني، وأن الأخير مهتم بتوفير التمويل لقناة تلفزيونية جديدة لبث رسالة المعارضة الإيرانية.

ووفقًا لبيان صادر عن صديق لـزم، أدلى به لقناة إعلامية إيرانية معارضة، تحدثت شيرين نجفي زاده إلى زم من العراق وادعت أنهت تمتلك تبرعًا نقديًا كبيرًا من مكتب السيستاني (يصل إلى 15 مليون يورو من فئة 500 يورو)، بهدف إطلاق القناة التلفزيونية الجديدة من قبل Zam في فرنسا. وطلبت من زم السفر إلى العراق لتحصيل الأموال وإعادتها إلى باريس، كان هذا وفقًا لصديق زم هو "الطُعم" الذي جذب روح الله زم إلى العراق، حيث تم بالطبع اعتقاله على الفور.

شيرين نجفي زاده التي ورد أنها مختبئة الآن، أصدرت بيانًا نفت فيه هذه الادعاءات، وأكدت أنها سعت في الواقع إلى منع زم من السفر إلى العراق، وقد أثارت هذه المزاعم عاصفة في دوائر المعارضة الإيرانية.

ويشعر نشطاء المعارضة الإيرانية بالغضب أيضًا مما يعتبرونه إخفاقًا من جانب السلطات الفرنسية في بذل الجهود الكافية لإنقاذ زم خلال 14 شهرًا كان محتجزًا فيها قبل إعدامه.

وكشف مقتل العالم النووي الإيراني والعميد في الحرس الثوري الإيراني مؤخرًا محسن فخري زاده بالقرب م طهران عن نقاط ضعف النظام الإيراني فيما يتعلق بأمنه. ومع ذلك، يبدو أنه عندما يتعلق الأمر بمضايقة وإسكات خصومه المدنيين يكون النظام أكثر فعالية إلى حد ما. 

وتكشف تفاصيل اختطاف روح الله زم وقتله عن اختراق عميق من قبل وكالات الدولة الإيرانية لدوائر المعارضة في المنفى، وكذلك بشكل لا يقل خطورة عن مدى إمكانية مضي بعض مؤسسات الدولة العراقية الرسمية في تقديم  العطاءات لنظام طهران وبشكل علني بتقديم.

التعليقات (1)

    ممرعي شعبو

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    زم اكل الطعم لوعود 15.مليون دولار.واكثر من جهة امنية إشتركت بحتفه من باريس وبغداد وطهران. إيران تحاكم المعارضين بانهم مفسدين وتنسى مفسدين دمشق وبغداد وبيروت.وهي تدعمهم.بالمال والسلاح
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات