"الكتاب الأسود".. مئات القصص "البشعة" تفضح انتهاكات أوروبا بحق المهاجرين واللاجئين

نشرت منظمات وجمعيات غير حكومية كتاباً أطلقت عليه اسم "الكتاب الأسود عن الإعادة القسرية" أمس الجمعة، وذلك بمبادرة من كتلة اليسار في البرلمان الأوروبي لتسليط الضوء على الانتهاكات البشعة التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون على حدود الاتحاد الأوروبي، علما أن ميثاق الهجرة واللجوء ينص على آلية لمراقبة الحدود.

ويتألف الكتاب من 1500 صفحة وثقت شهادات لأكثر من 12 ألفا و654 شخصا تعرضوا للعنف كالضرب والسرقة والعض من قبل كلاب حراس الحدود لإجبارهم على العودة القسرية التي لا تتوافق مع التشريعات الأوروبية والحق في اللجوء، بحسب وكالة فرانس برس.

ولفت الكتاب إلى أن عمليات الإعادة القسرية تتمثل في قيام دولة ما بطرد المهاجرين بدون منحهم إمكانية تقديم طلب لجوء وبدون الأخذ في الاعتبار أوضاعهم الشخصية وبدون إمكانية طلب المساعدة باستخدام أساليب العنف، غير قانونية.

وأوضح مؤلفا الكتاب هوب باركر وميلينا زايوفيتش أن عمليات الإعادة القسرية التي تم توثيقها هي مجرد لمحة عن ظاهرة أكبر وأكثر منهجية لا تزال منفية وغالبا ما يتم تجاهلها.

وتحدث الكتاب عن شهادات مؤلمة حول وقائع تجري منذ 2017 في إيطاليا وسلوفينيا والمجر واليونان وكرواتيا وكذلك دول البلقان الأخرى غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل صربيا والبوسنة.

شهادات 

وتحدث الكتاب عن مئات الشهادات منها، قصة مراهق أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً، اكتشفت الشرطة الإيطالية في نوفمبر أنه كان يختبئ تحت شاحنة في ميناء باري. وقال "تعرض للضرب بعصا قبل إعادتي إلى اليونان بالقارب".

ومن القصص أيضا، أُجبرت سلطات اليونان مجموعة مؤلفة من 65 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و 50 عاماً، يتحدرون من أفغانستان وسوريا والمغرب والجزائر وتونس ومصر، على العودة إلى تركيا في نوفمبر عبر اجتياز سيراً على الأقدام نهر إيفروس، الذي يفصل بين البلدين. 

في حين ذكر لاجئ سوري، أنه تم توقيفه خلال 2019 في كرواتيا مع 5 سوريين آخرين، بينهم قاصران يبلغان من العمر 15 عاماً، أنهم تعرض للهجوم والعض من قبل كلاب أطلقتهم الشرطة التي قامت بإعادتهم إلى البوسنة.

وعن هذه الشهادات، قالت النائبة الألمانية في البرلمان الأوروبي كورنيليا إرنست "صدمنا جدا بالروايات التي لا نهاية لها عن العنف القاسي والسادي والمهين التي تذكرنا بأكثر الديكتاتوريات وحشية، متمنيةً أن يساهم هذا الكتاب في وضع حد لهذه الجرائم ومعاقبة الحكومات المسؤولة عن هذه الأفعال.

وسلمت "إرنست" وثيقة إلى مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون أمس للتأكيد على أن ميثاق الهجرة واللجوء الذي عُرض في سبتمبر ينص على آلية لمراقبة الحدود لمنع مثل هذا السلوك، الأمر الذي أجبر الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل إلى الدفاع عن نفسها.

وأكد مؤلفا الكتاب أنه تم استخدام أسلحة الصعق الكهربائي ضد المهاجرين وأن طالبي اللجوء أجبروا على خلع ملابسهم، وتم احتجازهم في منشآت تفتقر إلى المعدات الأساسية.

وكان المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان أعرب عن استنكاره للانتهاكات الجسيمة المرتكبة من قبل السلطات اليونانية ضد طالبي اللجوء على الحدود، حيث تم الإعلان عن إصابة العديد من اللاجئين السوريين، جراء إطلاق الشرطة وحرس الحدود اليوناني الرصاص الحي والبلاستيكي وقنابل الصوت والغاز عليهم، بحسب الإعلام التركي.