عرض إيراني يشعل غضب الأفغان بسبب ميليشيا متورطة بقتل السوريين

عرض إيراني يشعل غضب الأفغان بسبب ميليشيا متورطة بقتل السوريين
تعرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لصفعة في أفغانستان، بعد أن عرض على كابول استخدام ميليشيا من اللاجئين الأفغان - التي أنشأتها إيران ونشرتها في سوريا - لمحاربة "الإرهاب".

وفي مقابلة مع أكبر مزود إخباري خاص في أفغانستان "تولونيوز"، أشاد ظريف بميليشيا "لواء فاطميون"، ووصفها بأنه "أفضل" مقاتلين ضد تنظيم داعش، وقال إن كابول يمكن أن "تعيد تسميتها" لمحاربة الإرهاب داخل أفغانستان، وفقاً لموقع "ميدل إست آي".

استغلوا حاجة الأفغان لإطعام عائلاتهم

التعليق الذي تم استخدامه في مقاطع دعائية قبل بثه يوم الإثنين أثار الغضب عبر الإنترنت خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما بثت المقابلة بالكامل، إذ إن تعليقات ظريف لم تفعل سوى القليل لتهدئة الغضب الشعبي. 

ووصفت ريحانة آزاد عضو البرلمان عن ولاية أوروزجان الجنوبي ، عرض ظريف بأنه عمل "مؤسف" و"مخجل" من قبل مسؤول رفيع المستوى في حكومة أجنبية.

ومثل العديد من الأفغان الآخرين المطلعين على ممارسات التجنيد بالإكراه الإيرانية التي أدت إلى إنشاء فاطميون، كانت آزاد غاضبة بشكل خاص من إصرار ظريف على أن إيران لم ترسل مقاتلين أجانب إلى سوريا، والذي قال إن "إخواننا <الأفغان> يذهبون <إلى سوريا> طوعا بمحض إرادتهم".

وقالت البرلمانية الأفغانية: "كم هو غير مسؤول من السيد ظريف أن يشير إلى هؤلاء الفقراء، الذين سيخوضون القتال في حرب خارجية بسبب قلة الفرص وفي محاولة لإطعام عائلاتهم كمتطوعين".

كما تعرضت إيران التي كانت موطناً لما لا يقل عن 3 ملايين لاجئ أفغاني موثق وغير موثق منذ الاحتلال السوفياتي في الثمانينيات، لانتقادات متكررة من قبل جماعات حقوق الإنسان، بسبب إساءة معاملتها للأفغان وإساءة معاملتهم.

وقالت ريحانة آزاد إنه يتعين على الحكومة الأفغانية اتخاذ إجراءات جادة ضد ممارسة تجنيد الأفغان في حروب خارجية من قبل دول أخرى، وأكدت أن سلوك ظريف بالكامل خلال المقابلة كان "إهانة" للشعب الأفغاني، الذي كان "يقاتل للدفاع عن نفسه والعالم ضد الإرهابيين" لعقود حتى الآن. 

وترى آزاد أن عرض ظريف ليس أكثر من وسيلة لطهران لتبرئة نفسها من خطيئة تجنيد الأجانب لخوض معاركها في دولة أخرى، قائلة: "لسنا بحاجة إلى استخدام شعبنا من قبل حكومة أجنبية ثم إعادته إلينا كما لو كان نوعاً من الهدايا، حتى تتمكن إيران من تبرير أفعالها".

اختبار الرأي العام

على الرغم من أن تصريحات آزاد كانت مؤشراً على الغضب والإحباط الذي يشعر به الأفغان، إلا أن المحللين والصحفيين الذين كانوا يغطون أخبار إيران لم يروا سببا للقلق.

وقالت ثريا ليني الصحفية الأسترالية الإيرانية التي غطت أخبار إيران لسنوات، إن المقابلة كانت على الأرجح وسيلة لظريف وطهران بشكل عام لاختبار المياه الأفغانية، الآن بعد أن كانت الولايات المتحدة عازمة على سحب قواتها المتبقية وإحلال السلام، تواصلت المحادثات مع طالبان بوتيرة بطيئة في قطر، فإن ظريف كان على الأرجح "يعلن عن موقف إيران علناً ويختبر لمعرفة الرأي العام الأفغاني". 

وأشارت الصحفية إلى إنه من المحتمل جدا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقديم اقتراح للحكومة الأفغانية، لكن من المهم بالنسبة لطهران أن ترى كيف سيكون رد فعل الشعب الأفغاني على هذا الاحتمال، ويمكن أن العرض "ربما سيحول فاطميون من دمية إيرانية إلى قوة أكثر ولاء لوطنهم وشعبهم". 

خلال المقابلة حاول ظريف أن يربط مثل هذه الصلة عندما قال "بعض عناصر <فاطميون> رفعوا العلم الأفغاني في مواقعهم وعلقوا صور الرئيس الأفغاني" أثناء القتال على الأراضي السورية.

بالإضافة إلى ذلك قالت ليني إن إعادة انتشار فاطميون في أفغانستان سيكون بمثابة مساعدة لوجستية كبيرة لطهران، التي لا تستطيع الاعتراف بأنهم كانوا وكلاء إيرانيين في سوريا، ولكن يجب أيضا أن تكون على دراية بمكان وجودهم وأعمالهم في المستقبل.

وأضافت "إذا عادوا إلى أفغانستان بتوجيه من الحكومة الأفغانية، فإن إيران ستعرف بالضبط ما الذي يفعلونه".  

أكاذيب إيرانية

أريان طبطبائي وهو مؤلف كتاب "لا غزو لا هزيمة: سياسة الأمن القومي الإيرانية"، إن ظريف "ذهب إلى أبعد مما هو معترف به عموما من قبل المسؤولين الإيرانيين" عندما اعترف بأن طهران كانت تسلح "فاطميون" وتوفر مزايا لعائلاتهم التي تعيش في إيران.

لكن طباطبائي أشار إلى أن ظريف كان "يقلل بشكل كبير من أهمية العلاقة الإيرانية مع فاطميون"، بما في ذلك دور المسؤولين الإيرانيين وقوات الأمن في تجنيد الأفغان وتجهيزهم وتدريبهم ونشرهم في سوريا. 

طبطبائي الذي أجرى بحثا مكثفا حول فاطميون، ردد تعليقات البرلمانية ريحانة آزاد بأن عددا كبيرا من هؤلاء المقاتلين لم يتم إرسالهم إلى سوريا طواعية، وقال إن "الكثيرين ليسوا في وضع يسمح لهم بالموافقة على خوض حرب دموية لأنهم دون السن القانونية". 

في الماضي زعمت جماعات حقوقية أن صبية أفغان لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما قد تم تجنيدهم من قبل إيران.

وقالت آزاد إنه إذا أرادت إيران أن تكون صادقة بشأن دعمها للدولة الأفغانية، فإنها لا تحتاج إلى محاولة إعادة تأهيل صورة فاطميون، وبدلاً من ذلك يمكنهم ببساطة تقديم التزام صادق بمحاربة الإرهاب في أفغانستان والمنطقة ككل. 

وعلى مدى سنوات واجهت إيران مثل باكستان اتهامات متكررة بمساعدة وتحريض أعضاء طالبان، وهو أمر قالت عن آزاد إنه يجب أن ينتهي، وإنها عثرت على أدلة على مساعدة إيران لطالبان في مقاطعتي أوروزغان التي تمثلها ودايكوندي حيث تنتمي، هذا بالإضافة إلى التقارير السابقة لتورط طهران مع طالبان في محافظات هرات وفرح و هلمند و غزني. 

وقالت: "إذا كانت إيران تريد حقا أن تكون أمة جيرة نزيهة، فعليها التوقف عن تمويل وتدريب طالبان" وختمت "إذا فعلوا ذلك، فلن تكون هناك حاجة لهم لإعادة القوة التي أنشؤوها من خلال الاستفادة من يأس شعبنا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات