دراسة: كيف زيفت مقالات الرأي معلومات وباء كورونا في تركيا؟

دراسة: كيف زيفت مقالات الرأي معلومات وباء كورونا في تركيا؟
نشرت جامعة "إسطنبول بيلغي" دراسة كشفت فيها عن مسببات وتأثيرات "وباء المعلومات المضللة"، والذي ظهر مع تفشي فيروس كورونا، تجيب الدراسة على سؤالين "كيف تنتشر المعلومات الخاطئة أو المضللة حول الفيروس"، و"كيفية الوقاية منها".

ونشرت الدراسة المدعومة من مؤسسة "توبيتاك" "TUBITAK"، في إطار برنامج دعم مشاريع البحث العلمي والتكنولوجي للتحقيق في مشاكل وتأثيرات وباء كورونا، بعنوان "التحقيق في مواقف الأفراد تجاه المعلومات المضللة ومحددات هذه المواقف من أجل مكافحة فعالة للتضليل في الجائحة"، واستهدفت الدراسة تركيا كعينة للبحث.

وبحسب الدراسة بلغت نسبة المعلومات الكاذبة حول فيروس كورونا بين التغريدات التركية حوالي 5%"، ومن بين 7436 خبراً ومقال رأي نشر حول كورونا، وجد 348 منها تحتوي على معلومات مضللة أو خاطئة، وتشكل نسبة الخطأ في الفترة بين 10 مارس/آذار و5 يونيو/حزيران 5.7%، بينما ينخفض هذا المعدل ليصل إلى2.7٪ في أغسطس/ آب، و3.2٪ في سبتمبر/أيلول، و3.3٪ في أكتوبر/تشرين الأول، ليرتفع إلى 4.9٪ مع تأثير الموجة الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وبحسب الدراسة فإن 30٪ من المحتوى الذي تمت مراجعته يتكون من محتوى مضلل، و29٪ محتوى مزيف، و16٪ محتوى منفصل عن السياق، و11٪ محتوى مرتبط بشكل غير صحيح، و8٪ محتوى مشوه، و6٪ محتوى تم التلاعب به، في حين أن 42.2% من المعلومات الخاطئة بالنسبة للبيانات التي تم تحليلها بين الفترة 10مارس/آذار و5 يونيو/حزيران، كانت بسبب مقالات الرأي.

من جهته قال الباحث إيمري أردوغان، أحد المشرفين على الدراسة، إن 56% من الذين تمت مقابلتهم يعتبرون أن الفيروس أنتجته قوى عظمى مثل الولايات المتحدة أو الصين، في حين 52% لا يثقون بإحصاءات فيروس كورونا التي قدمتها الحكومات.

وتبلغ نسبة الذين يعتقدون أن فيروس كورونا تم إنتاجه في معمل في الصين وانتشر إلى العالم نتيجة حادث 50%، وتبلغ نسبة الذين يعتقدون أن الحكومات أنتجت هذا الفيروس للتخلص من كبار السن 44%.

وأضاف أردوغان أن "الثقة بالمؤسسات تعني الوثوق بالمعلومات التي تنتجها"، مؤكداً أن "الناس في منتصف العمر يثقون بالدولة أكثر، في حين يثق سكان الريف وربات البيوت بالهيئات الحكومية بنسبة أكبر، بينما معدل ثقة العاطلين عن العمل أقل، ويقل معدل ثقة الأشخاص الحاصلين على تعليم عالٍ في مؤسسات الدولة، مع ارتفاع نسبة الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة".

وخلصت الدراسة إلى أن "نسبة الذين يعتقدون أن الجين التركي سيمنع الإصابة بفيروس كورونا هو 15%"، ووفقاً لنتائج الدراسة من بين كل شخصين يعتقد شخص واحد أن شرب الأعشاب الطبيعية سيزيد المناعة ويقي من فيروس كورونا".

ووفقاً للدراسة فإن دافع الناس لنشر المعلومات هو إعلام وحماية أقاربهم وأحبائهم، وأحد أسباب عدم التحقق من المعلومات "إما أن الشخص لا يرى نفسه لديه القدرة على التحقق من المعلومات أولاً وعدم ثقته بأحد ثانياً مثل (السياسيين ومنظمة الصحة والمؤسسات الوطنية مثل اللجنة العلمية ووزارة الصحة والحكومات المحلية)".

وأكد الباحث جانكوت كوزلوكلو أوغلو "Cankut Kuzlukluoğl" أنه مع زيادة المعرفة العلمية، تتراجع المعلومات المضللة، حيث إن نقص المعرفة العلمية حول كورونا يتسبب في معلومات خاطئة، خاصة في بداية الوباء.

وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، عندما يتعرض الناس للكثير من المعلومات الصحيحة والخاطئة في فترة يبحثون فيها عن موارد وإرشادات موثوقة لمواجهة أزمة أو وباء، يصبح البحث والتحقق صعب جداً.

ومن ضمن التوصيات المدرجة في الدراسة فإن الحصول على معلومات خاطئة هو نتيجة نقص في الوعي، ونقص في المعرفة، بالإضافة لتنوع في مصادر المعلومات، إذ يجب توفير مصادر مستقلة للمعلومات الصحيحة، وذلك لإقناع الناس بمشاركة المعلومات التي يتحققون منها فقط، يجب أن تفكر المؤسسات في كيفية استعادة حالة انعدام الأمن والثقة التي خلقتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات