بعيداً عن طوابير مناطق سيطرة أسد: أورينت تستطلع حال رغيف الخبز في المناطق المحررة (صور)

بعيداً عن طوابير مناطق سيطرة أسد: أورينت تستطلع حال رغيف الخبز في المناطق المحررة (صور)
في الوقت الذي تزدحم العاصمة دمشق ومدن كاللاذقية وجبلة وطرطوس وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد، بصور طوابير الخبز التي بات يطلق عليها السوريون "طوابير الإذلال اليومي" تبدو الصورة مختلفة ومفاجئة في المناطق المحررة من سيطرة أسد والاحتلال الإيراني والروسي.

في هذا التحقيق المصور، نأخذكم في رحلة لنتفقد حال رغيف الخبز في مناطق سورية أخرى.. لا أثر فيها للطوابير، ولا لعنصر مخابرات يعتدي على كرامة كل من وقف في الطابور لساعات، حين يتجه مباشرة نحو نافذة البيع ليأخذ ما يريد عنوة ويمضي... ولا لشبيح يهز خصره كي يريك مسدسه الذي يتجاوز به الطابور وحق الآخرين في الالتزام بالدور.. فماذا عن رغيف الخبز هنا؟ وأي حال يعيشها مع المواطن الذي يعتبره غذاءه اليومي؟

مناطق سيطرة ميلشيا أسد..  رغيف الحلم المنشود

باتت مشاهد الطوابير والازدحامات بل والمشاجرات من المشاهد اليومية المعتادة على أبواب الأفران ومراكز بيع الخبز في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، ففي ظل اعتلال كبير في سياسة أجهزة الحكم الفاسدة هناك، وعجزها عن تأمين رغيف الخبز اليومي وسط تخبط كبير في تحديد آلية مناسبة لذلك، والتي كان آخرها ما يعرف بالبطاقة الذكية التي خصصت عدد ربطات الخبز بعدد أفراد الأسرة.. في ظل هذا الوضع تبدو الأزمة المتفاقمة حديث الشارع الأساسي وعنوان وجع الموطن اليومي، الأمر الذي أدى إلى تخفيض مخصصات الأفران من الطحين وبالتالي انخفاض كمية الخبز بشكل عام. 

تطالعنا يومياً عشرات التقارير عن سوء الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة ميليشيا أسد على كافة الصعد ومختلف المجالات، وليس فقط على مادة الخبز والتي بات الحصول عليها بمثابة حلم وانتصار ورحلة شاقة تبدأ بالانتظار لعدة ساعات وتنتهي بأسعار مرتفعة حيث بلغ سعر الربطة 900 ل. س للخبز المدعوم و1500 للسياحي، مع عدم تحقيق الاكتفاء نتيجة لبيع الخبز في السوق السوداء من قبل الشبيحة والمتنفذين في حكومة أسد، ناهيك عن رداءة المنتج وغياب معايير الجودة.  

الكمية التي تريد.. وفي أي وقت! 

أما في المناطق المحررة فالصورة لا تكاد تصدق. إذ متى توجهت في المناطق المحررة تجد أكواما من أكياس الخبز المعدة والمعروضة للبيع، سواء في الأفران التي تعمل على مدار الساعة، أو في الأكشاك والبسطات المنتشرة في الشوارع والأزقة وبالكمية التي يرغب بها المشتري.. وبما يكفي المقيم والنازح معاً.. رغم الاكتظاظ السكاني الذي تشهده تلك المناطق. 

" طالما الخبز متوفر.. فالأمور بخير" هكذا يقول لنا (ساهر الجدوع) النازح من ريف إدلب الجنوبي، معبرا عن ارتياحه لتوفر الخبز في أي مكان، وفي أي وقت، وبسعر مناسب قياساً مع صرف الليرة التركية المتداول هنا، مؤكداً أنه لا يوجد أي ازدحامات أو صعوبات أو إذلال للحصول على الخبز كما هو الحال في أماكن سيطرة النظام. 

ويرجع الكثيرون سبب اختفاء الطوابير هنا إلى عوامل عدة أبرزها أنه لا يوجد عناصر مخابرات وشبيحة يعتدون على الواقفين في الطابور، وهم يتجاوزون كل الناس الذين وقفوا لساعات قبلهم، ضاربين بعرض الحائط أبسط درجات احترام كرامة الناس.   

1500 طن توزع على 300 فرن

وبالسؤال والتقصي عن مصدر الطحين أفادت المصادر المطلعة أن معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا يشهد يوميا دخول عشرات الشاحنات المحملة بالطحين إلى المناطق المحررة.. وبحسب (عبد الله خليل) صاحب أحد الأفران

"يدخل حوالي 1500 طن طحين إلى المناطق المحررة بشكل شبه يومي بسعر 315 دولاراً للطن الواحد، وهي توزع على الأفران البالغ عددها 300 فرن تقريباً، منها عشرة أفران في مدينة إدلب لوحدها"

ويضيف (خليل) في حديث خاص لأورينت نت: "ينتج الطن حوالي 1200 ربطة خبز وزن 850 غراماً وعشرة أرغفة بسعر 2.5 ليرة تركي ما يحقق الاكتفاء الذاتي بل والفائض لسكان إدلب وريفها مع اختفاء تام لظاهرة الازدحام كونه يوجد بائعو الخبز في الأرجاء وبنفس سعر الأفران".

رحلة الرغيف بمراحله الخمس

من جهة أخرى قال (علاء عبد الجواد) الذي يعمل مشرفا فنيا في أحد الأفران: 

"يمر الرغيف بخمس مراحل أساسية قبل الاستهلاك وهي العجانة والقطاعة والرقاقة والخمارة ثم بيت النار ويشرف عليها عمال متخصصون حيث يحتاج كل خط إنتاج لعشرة عمال، الأمر الذي تتوفر معه فرص عمل متعددة".

وتتبع جميع الأفران بعد منحها تراخيص الإنشاء والعمل لمديرية الأفران في حكومة الإنقاذ السورية والتي تلعب بدورها دوراً أساسياً يتمثل بضبط الجودة والنظافة والعمل في الأفران وتوحيد سعر و وزن وعدد أرغفة "الربطة"، منعا من التلاعب والاحتكار حيث تقوم بتسهيل حركة جلب الطحين من المعبر بعد إلغاء ضريبة دخوله الجمركية.

خبز مجاني للمخيمات

ولوفرة مادة الخبز في المناطق المحررة صورة أخرى، لا تقتصر على استقرار أسعارها فقط، بل تتعداها إلى توزيع هذه المادة كعمل خيري وتطوعي.. إذ يجدر الذكر هنا، أن عدة منظمات إنسانية تقوم أيضاً بدعم الخبز في بعض المناطق المحررة مثل مدن كفرتخاريم وسلقين وحارم وتقدم الربطة بسعر 1.75 ليرة تركية ، كما وتقدم عشرات ربطات الخبز المجاني لسكان المخيمات.

التعليقات (1)

    أبو أحمد

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    اخي الكريم المعلومات التي وصلتكم عن الخبز في الشمال ليست دقيقة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات