اتفاق بين جامعتي "حلب الحرة" وماردين يفتح آفاقاً جديدة للطلاب السوريين في الشمال المحرر

اتفاق بين جامعتي "حلب الحرة" وماردين يفتح آفاقاً جديدة للطلاب السوريين في الشمال المحرر
لجأ طلاب الشمال السوري إلى الجامعات التي تم افتتاحها هناك، رغم عدم قدرة هذه الجامعات على الحصول على اعتراف بالشهادات الصادرة عنها؛ إلا أن انعدام الخيارات جعل منها السبيل الأوحد أمام طلاب هذه المناطق ممن يودون متابعة تحصيلهم العلمي.

وعملت جامعة حلب الحرة التابعة لوزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة خلال الفترة الماضية على التواصل مع جامعات أخرى عالمية للحصول على اعتراف بشهاداتها. آخرها مع جامعة ماردين التركية، وكانت نتائج ذلك توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعتين.

وبني الاتفاق على نقاط ثلاث رئيسية، كان أولها حول مرحلة الدراسات العليا عبر استقطاب خريجين من جامعة حلب الحرة لدراسة الماجستير في جامعة ماردين، أما المحور الثاني فقد نص على تبادل الخبرات العملية وإقامة ورشات عمل ومؤتمرات علمية، وآخرها كانت عن مرحلة الدراسة الجامعية عبر افتتاح مراكز لتعليم اللغة التركية ومنهاج اليوس في الداخل السوري.

رئيس جامعة ماردين أرتوكلو البروفيسور الدكتور إبراهيم أوزجوشار قال: "عقدنا اجتماعات عدة مع وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، وتم العمل على توقيع بروتوكول للتعاون بين جامعتنا وجامعة حلب الحرة. إذ إن الاتفاق تضمن 22 مادة لعل أبرزها السماح لخريجي جامعة حلب بمتابعة دراساتهم العليا في جامعة ماردين. أيضاً، يمكن في المستقبل السماح للجامعيين متابعة تعليمهم في جامعتنا إذا كانت الظروف تسمح بذلك".

وأضاف: "تقدمنا بطلب للحصول على إذن من الجهات المسؤولة لافتتاح مراكز تعليم اللغة التركية ومنهاج اليوس الخاص بالدخول إلى الجامعات التركية في المباني التابعة لجامعة حلب، وفي حال كان الأمر ممكناً سنبدأ بتطبيق الخطوات العملية".

وتابع: "لدينا اتفاقيات تعاون مع جامعات أخرى والهدف من ذلك رفع مستوى تصنيف الجامعة فترتيب الجامعة يتعلق بأمور عدة منها المنهاج التعليمي، والتعاون مع الجامعات على المستوى الدولي، ومستوى الكوادر التعليمية في الجامعة".

وأشار أوزجوشار بحديثه لأورينت نت إلى أن "سياسة تركيا هي التعاون مع الحكومة السورية المؤقتة على جميع الأصعدة ولعل التعليم أبرز هذه القطاعات، نود التعاون مع جامعات أخرى في سوريا إن كانت تود ذلك لرفع سوية التعليم في المنطقة ومساعدة الطلاب في الحصول على شهادات معترف بها عالمياً".

وعزا سبب الاتفاق إلى الاستفادة من الخبرات العلمية الموجودة في جامعة حلب فجميع المدرسين والكوادر التعليمية من أصحاب الخبرات الطويلة ويمكنهم إضافة العديد من الأشياء والمعلومات القيمة لطلابنا عبر نشر الأكاديميين أبحاثهم في الكليات والأفرع الستة التي تدرس باللغة العربية في جامعة ماردين.

تم توقيع الاتفاقية صباح الخميس الماضي في جامعة ماردين أرتوكلو بحضور وزيرة التربية والتعليم الدكتورة هدى العبسي ونائب رئيس جامعة حلب الدكتور ضياء الدين القالش ومنسق الاتفاق المهندس حسن أبو قصرة.

وفي حديث مع أورينت نت قالت الدكتورة هدى العبسي: "نتائج هذه الاتفاقية ستنعكس بطريقة إيجابية كبيرة على الطلاب وخصوصاً الخريجين فيعتبر منح فرصة دراسة الماجستير في جامعة معترف بها بمثابة اعتراف بشهادة جامعة حلب الحرة، ويمكن مستقبلاً في حال تحسن الظروف منح الجامعيين أيضاً فرصة لمتابعة تعليمهم الجامعي في جامعة ماردين أرتوكلو وبالتالي حصولهم على شهادة معترف بها أيضاً".

وأضافت "استهدفنا جامعة ماردين لأن لديها كليات وأفرعاً تدرس باللغة العربية وهذا يسهل على الطلاب متابعة تعليمهم هناك، وفي حال قرر الطالب متابعة تعليمه في كلية تدرس باللغة التركية سيتوجب عليه دراسة اللغة لكن هذا ليس بالعائق أمام الطالب، حيث يستطيع دراستها في المراكز التي سيتم افتتاحها في الداخل السوري بالتعاون مع جامعة ماردين".

وختمت بالقول: "نتمنى توقيع اتفاقيات مع جامعات أخرى لتوفير خيارات إضافية لطلابنا. تواصلنا مع أكثر من جامعة بعضها في تركيا والبعض الآخر خارجها. في حال رؤية إحدى هذه الاتفاقيات الضوء سنقوم بإصدار بيان يوضح ذلك".

وأعلنت جامعة حلب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن تخريج أول دفعة من كلياتها وأقامت حفل تخرج في الشمال السوري حضرته شخصيات مسؤولة في المنطقة.

محمود خطاب أحد خريجي الدفعة الأولى من كلية الطب البشري في جامعة حلب الحرة يقول: "الاتفاق بين جامعة ماردين وجامعة حلب الحرة لا يشمل جميع الكليات ولعل كلية الطب التي تخرجت منها قبل أشهر أبرزها، لكن رغم ذلك يعد هذه الاتفاق خطوة جيدة وإضافة لسيرة الجامعة الذاتية تمكنها من الحصول على اتفاقيات مع جامعات أخرى تشمل كليات أوسع ونأمل الحصول على فرصة لتعديل شهاداتنا من جامعات معترف بها دولياً, فخياراتنا محدودة هنا".

يذكر أن جامعة حلب الحرة تأسست عام 2016 شمال غرب سوريا ومقرها مدينة اعزاز، وتضم 10 كليات ومعاهد، تدرس اختصاصات عديدة منها: الطب البشري والهندسة الزراعية والاقتصاد وإدارة الأعمال والحقوق والشريعة والتربية والآداب العربية والإنكليزية والتاريخ. ويدرس فيها نحو سبعة آلاف طالب وطالبة بينهم 800 في كلية الطب البشري.

التعليقات (2)

    Sobar

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    تحرير ؟؟؟ يلي اختشو ماتو...اشتقتقو للخوازيق

    ياسر منصور

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    الشكر الجزيل لجامعة ماردين ولجامعة حلب الحرة والقائمين عليها والله يعطيكم العافية لما تقومون به من جهود جبارة"تخريج أول دفعة طلاب من كلية الطب البشري بالتعاون مع خبرات الأطباء السوريون في أمريكا " في ظروف الحرب والحصار والتدمير الممنج للعلم في سوريا من قبل عصابات المجرم بشار .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات