ناقلة نفط إيرانية تحاول إنقاذ أسد.. كم حمولتها.. وأي طريق سلكت؟

ناقلة نفط إيرانية تحاول إنقاذ أسد.. كم حمولتها.. وأي طريق سلكت؟
تترقب موانئ ميليشيا أسد وصول ناقلة نفط إيرانية جديدة محملة بالبترول الخام، ضمن إصرار إيراني لإنقاذ نظام أسد من أزمات المحروقات المتجددة والتي عادت إلى مناطق سيطرته في الأيام الماضية، وبما يشكل تحدياً إيرانياً جديداً للعقوبات الأمريكية.

بحسب موقع "تانكر تراكرز" المتخصص بتتبع الناقلات، فإن الناقلة الإيرانية ستصل اليوم الإثنين إلى ميناء بانياس بمحافظة طرطوس، وتحمل نحو مليوني برميل من النفط الخام، حيث تم رصدها قبل يومين أثناء عبورها قناة السويس في طريقها إلى السواحل السورية.

وتعتبر الشحنة الأولى التي تصل إلى نظام أسد في العام الحالي، وسبقها وصول ناقلتين مماثلتين إلى ميناء بانياس أيضاً في تشرين الأول الماضي، رغم العقوبات الأمريكية والتحذيرات من محاولة خرقها لمساعدة النظام المعاقب دولياً.

أزمة جديدة تعصف بالنظام

وتتزامن الشحنة الأخيرة مع أزمة محروقات جديدة تشهدها مناطق سيطرة ميليشيا أسد، والتي تمثلت بمؤشرات واضحة أولها عودة طوابير السيارات بشكل كبير أمام محطات الوقود لاسيما حافلات النقل بحسب تسجيلات مصورة وثقتها في الأيام الماضية، إضافة لإعلان حكومة أسد تخفيض كميات البنزين والمازوت على المحافظات السورية.

وقالت وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة لحكومة أسد في بيان على "فيس بوك"، أمس الأحد، إنها خفضت كميات البنزين بنسبة 17 % والمازوت بنسبة 24 %، معللة ذلك بـأنه "نتيجة تأخر وصول توريدات المشتقات النفطية المتعاقد عليها إلى القطر بسبب العقوبات والحصار الأمريكي الجائر ضد بلدنا، وبهدف الاستمرار في تأمين حاجات المواطنين" بحسب زعمها.

واعتبر الباحث السوري في الاقتصاد في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، د.كرم شعار، أن قرار التخفيض الصادر عن حكومة أسد ليس مرتبطاً بالعقوبات الغربية على النظام في سوريا والمتعاقدين معه وكتب على صفحته في "فيس بوك":  “ببساطة، الحكومة لا تملك مبالغ كافية للاستيراد(..)لكون مستوردات سوريا من النفط الخام تأتي بغالبيتها من إيران، قد تكون إيران تسعى حالياً إلى انتزاع المزيد من المكاسب من الأسد”.

وما يعزز الأزمة الحالية هو فشل ميليشيا أسد في الآونة الأخيرة في توريد بعض النفط من مناطق سيطرة ميليشيا قسد شرق سوريا، بسبب هجمات مكثفة لتنظيم داعش على صهاريج المحروقات التي تعود لشركة القاطرجي، المتخصصة بنقل النفط لميليشيا أسد من مناطق قسد.

طرق ملتوية لخرق العقوبات

وتتخفى السفن الإيرانية عبر إطفاء نظام التعريف التلقائي (AIS) المتخصص بتتبع السفن بشكل أوتوماتيكي والذي يحدد هويتها وموقعها ومسارها الكامل، إلى جانب طرق ملتوية سلكتها إيران في السنوات الماضية لإيصال الدعم النفطي لحليفها الأسد.

أبرز تلك الأساليب كانت عبر الالتفاف حول القارة الأفريقية وعبور مضيق جبل طارق لإيصال السفن النفطية الإيرانية إلى موانئ نظام أسد على السواحل السورية، هرباً من عبور قناة السويس التي كانت تمنع عبور تلك الناقلات.

لكن تلك الخطوة أخفقت بعد احتجاز الحكومة الإسبانية للناقلة الإيرانية في مضيق جبل طارق قبل عامين، بسبب خرقها للقوانين الدولية، لتلجأ طهران إلى تغيير هوية السفن ورفع أعلام دول أخرى فوقها من أجل إيصالها إلى سوريا.

وكانت آخر ناقلة نفط إيرانية وصلت إلى ميناء بانياس في 10 من تشرين الأول الماضي، محملة بمليون برميل نفط، والتي أغلقت نظام التتبع الآلي لتخفي مسارها، وهي متجهة للسواحل السورية، بحسب موقع (Marine Traffic المتخصص بتتبع السفن.

سبق ذلك وعود رئيس حكومة أسد حسين عرنوس بحل أزمة المحروقات، قائلاً إن "دمشق عادت لتحصل على كميات البنزين ذاتها التي كانت تتزود بها قبل الأزمة الأخيرة، ومع عودة مصفاة بانياس لإنتاجها الكامل، فإن الأزمة في مراحلها الأخيرة جداً".

ويأتي توريد المحروقات الإيراني إلى نظام أسد رغم وجود قانون قيصر الذي يفرض عقوبات مشددة على إيران ونظام أسد ويعاقب الأطراف التي تسهم في دعم أسد بسبب رفضه للحل السياسي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي (2254).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات