تسريب مفتعل: عون يتهم الحكومة بـ"الكذب" ويثير زوبعة في فنجان.. فلمن يوجه رسائله؟

انتشر مقطع فيديو على المواقع الإخبارية اللبنانية قيل إنه مقطع مسرب" يظهر فيه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون يتهم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بـ"الكذب والمماطلة" في تأليف حكومة للبلاد خلال حديثه لرئيس الحكومة السابق حسان دياب.

وبحسب الحديث المسجل، يجيب عون على سؤال حسان دياب حول تشكيل الحكومة "ما في تأليف..عم بيقول عطاني ورقة، بيكذّب! عامل تصاريح كذب، وهلأ ليك أديه غاب..هيك حظهم اللبنانيين"، وختم الرئيس عون جوابه بالقول "هلأ راح على تركيا..مابعرف شو بيأثر"، في إشارة إلى لقاء سعد الحريري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 8 من الشهر الحالي، والذي جرى خلاله التباحث في تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثرة منذ أشهر، وسبل إعادة إعمار لبنان.

من جهته، آثر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة في لبنان سعد الحريري الرد على الرئيس عون عبر حسابه في تويتر أمس الإثنين مخاطباً إياه من "سفر الحكمة" في الإنجيل بالقول "إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ، لأَنَّ رُوحَ التَّأْدِيبِ الْقُدُّوسَ يَهْرُبُ مِنَ الْغِشِّ، وَيَتَحَوَّلُ عَنِ الأَفْكَارِ السَّفِيهَةِ، وَيَنْهَزِمُ إِذَا حَضَرَ الإِثْمُ".

تنصّل "عوني"

لكنّ التسريب، بحسب الصحفي اللبناني طوني بولس، يبدو وكأنه جرى عن قصد فالرئيس عون لديه ما يريد قوله للغرب، وتحديداً لفرنسا صاحبة المبادرة، وبرر عون نفسه للداخل اللبناني ليحمل عن كاهله وعن حزب الله معضلة التعطيل وإلقاء المسؤولية برمتها على عاتق سعد الحريري، حسب تعبيره.

وأشار الصحفي بولس في حديثه لأورينت إلى أن أسلوب عون في توجيهه رسائل سياسية إنما ينمّ عن عدم ثقة بين الأطراف والقوى السياسية الفاعلة وتدنٍ في مستوى العلاقات السياسية في البلاد، والتعاطي بـ"غدر سياسي" مع بقية الأطراف السياسية في لبنان.

وفي السياق ذاته، رفض الرئيس عون التشكيلة الحكومية التي قدمها الحريري بذريعة أنها "غير متوزانة، مطالباً بطرح تشكيلة حكومة أخرى، في حين اتهمت مصادر عن "حزب تيار المستقبل" الرئيس عون بمحاولات "تعويم" صهره جبران باسيل للسيطرة على الثلث المعطل في الحكومة، بحسب ما ذكرته وكالة "الأناضول" في وقت سابق.

في انتظار بايدن

ولفت بولس إلى مآرب حزب الله في تعمّد عرقلة تشكيل الحكومة وتعطيل مساعيها، والرهان على وقت مباشرة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن صلاحياته الرئاسية والعمل في ضوء معايير الإدارة الجديدة المتسامحة مع إيران وحلفائها في المنطقة، والواعدة بإحياء المفاوضات حول ملفها النووي بدلاً عن إدارة ترامب.

وهو أمر بدا أنه حقق أهدافه في دفع باريس نحو استياء سياسي إزاء تعطيل تشكيل الحكومة بعد انقضاء نحو أكثر من عشرة أسابيع على إقرار تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، وهو ما جاء على ذكره وزير الخارجية الفرنسي جان ديف لودريان في تصريح سابق له لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، واصفاً الوضع في لبنان بأنه مشابه لسفينة "تايتانك"لكن دون أوركسترا"، حسب تعبيره.

قبيل نهاية العام الماضي، أكد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري على ضرورة تشكيل الحكومة مشيراً إلى وجود تعقيدات تكتنف الأمر، وسبق للحريري أن أعلن فشل مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون في تشكيل حكومة وحدة وطنية في أيلول من العام الماضي.

بعيد انفجار مرفأ بيروت مطلع آب الماضي، سارعت فرنسا ممثلة بإيمانويل ماكرون لمعاينة الواقع اللبناني وفرضت مبادرة لتشكيل حكومة خلال سقف زمني محدد، ووفقاً للاستشارات النيابية التي جرت في قصر بعبدا في 22 من تشرين الأول الماضي تم تسمية الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة.

التعليقات (2)

    سوري

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    زعران لبنان عون وحسن وجبران

    رامي

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    عون الخرفان كلب إيران
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات